أكد فضيلة الشيخ عبدالله بن حمد الشبانة وكيل وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد المساعد لشؤون المساجد، أن الدعوة إلى الله سبحانه وتعالى عمل جليل ومن أهم الأعمال ذلك لكونها وظيفة الرسل والأنبياء عليهم الصلاة والسلام وهي تكتسب هذه الأهمية لأنها دعوة الخلق إلى الحق ودلالة الناس على ربهم سبحانه وتعالى وتعريفهم بالطريق الموصل إلى السعادة في الدنيا والآخرة لأن الدين عندما اختاره الله سبحانه وتعالى للخلق وهو دين الإسلام الذي هو الدين الخاتم لا يعرف إلا من طريق واحد وهو طريق الرسول صلى الله عليه وسلم ودلالة الناس على هذا الطريق هم الدعاة إلى الله سبحانه تكتسب الأهمية من هذه الناحية، تصور أن هنالك أناساً لو أردنا أن نمثل الأمثلة الحسية التي يعرفها الناس يريدون أن يتجهوا إلى بلد لكن هذا البلد لا يعرف الطريق إليه إلا مجموعة من الأشخاص فهم في أمس الحاجة لهذه المجموعة لكي يدلوهم إلى هذا الطريق الذي يريدون إليه ولنفرض مثلاً أن الحجاج يأتوا من أي مكان بعيد لا يعرفون مكة ولكن يوجد أناس سبق أن حجوا ويعرفون طريق مكة ما لم يتصلوا بهؤلاء وما لم يأت إليهم هؤلاء ويدلونهم على الطريق ويعرفونهم بالطريق وما في الطريق وحدود الطريق ومراحل الطريق وكذا فسيبقون تائهين وفي ظلام.
وأوضح فضيلته في حديث صحفي أن الدعوة إذاً تكتسب الأهمية من هذا أنها ليست القضية كلاماً يقال أو مجرد ألفاظ تردد هي ضرورية ومهمة وأساسية في حياة الإنسان الذي يريد الخير لنفسه في الدنيا والآخرة ولابد أن يعرف الطريق الموصل إلى الله هو يريد أن يعبد الله على علم يريد أن يصل إلى الله في الدنيا والآخرة يريد أن يحقق لنفسه السعادة أيضاً في الدنيا والآخرة لا طريق لهذا كله إلا عن طريق ما جاء عن الله سبحانه وتعالى وعن رسوله صلى الله عليه وسلم، وهذا لا يعرفه كل الناس طبعاً لأن العلم وإدراك مقاصد الشريعة ومراميها ومعرفة حدود الحلال والحرام وتفصيلاته وما يعبر عنه بالعلم الشرعي لا يحيط بها الأكثرون فهم بحاجة إلى من يؤدبهم ويرشدهم ويعلمهم، أيضاً قضية الغفلة الإنسان قد يغفل ينسى وقد يلهو فيحتاج إلى من ينبهه.
وأضاف فضيلته قائلاً: إن عملية التنبيه أيضاً دعوة داخل الدعوة ولذلك فإن التعليم والتنبيه والتذكير والذي عبر عنه القرآن الكريم بالتذكير (فذكر) هو أيضاً دعوة بالتالي نجد أن الدعوة أساسية في حياة المجتمع المسلم وفي حياة الفرد المسلم وفي حياة الأسرة المسلمة وفي حياة الدولة المسلمة فالدعوة عبارة كما قلنا دلالة الخلق إلى الحق ودلالتهم على الطريق المؤدي إلى رضوان الله سبحانه وتعالى وسعادتهم في الدنيا والآخرة سواء كان فرداً أو مجتمعاً أو أسرة أو دولة أو أمة.
وعن أهمية إقامة معارض وسائل الدعوة إلى الله وفوائدها وأهدافها قال فضيلته: هذه الدعوة التي قلنا إنها دلالة الخلق على الحق وهي إرشادهم إلى منهج الله سبحانه وتعالى وتذكيرهم وتنبيههم من الغفلة وتعريفهم بما ينبغي الإتيان به وما ينبغي تركه، لا شك أن لها عدداً من الوسائل والرسائل تتطور بتطور الزمن ومع هذا التقدم جدت وسائل لم تكن معروفة من قبل ، طبعاً الأخذ بالوسائل الحديثة أنا أعتقد أنه ضروري لمواكبة العصر من جهة ولتوسيع دائرة الإفادة والاستفادة من جهة أخرى، وفي الوقت نفسه هذا لا يغفل الأخذ بالوسائل القديمة، فالوسائل القديمة لها دور ولها أهميتها طبعاً.
وأشار فضيلة الشيخ عبدالله الشبانه إلى أن الوسائل عديدة جداً لو جئنا نتحدث عنها من أهم وسائل الدعوة الكتاب، التأليف، الكتاب الكبير، الكتيب، الرسائل، المطويات، والنشرات، وسائل الإعلام بصفة عامة مقروءة أو مسموعة أو مرئية والإذاعة والتلفزيون، الصحف، المجلات هذه كلها من وسائل الدعوة، لكن من الأشياء التي جدت طبعاً التي يسمونها الشبكة العنكبوتية «الإنترنت» فعلينا أن نقيم معارض نعرف فيها الناس بالدعوة ونعرفهم كيف يدعون ونتحدث فيها عن وسائل الدعوة أيضاً ونبسط للناس مفهوم الدعوة من خلال هذه المعارض، ونشعرهم أن الدعوة ليست شيئاً صعباً أو متعذراً لأنه بإمكان كل إنسان أن يكون داعية لأنه أيضاً من وسائل اللقاء الشخصي ، الدعوة الفردية، الحديث الصادر من القلب، القدوة الصالحة وهذا معنى قول الرسول صلى الله عليه وسلم (بلغوا عني ولو آية).
واستطرد فضيلته قائلاً: يعني بإمكان أي إنسان من المسلمين إذا عرف معنى آية من الآيات وتأكد من أن هذا هو معناها الحقيقي قرأها في كتاب أو سمعها من طالب علم أو عالم، أن يبلغ مفهوم هذه الآية إلى شخص يجهل هذا المفهوم وأن يشرحه له هذه دعوة وكذلك عندما يفهم معنى حديث من أحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم ويتأكد من أن هذا هو معناه الحقيقي ويبلغ هذا المفهوم هذه دعوة، عندما يعرف حكم من الأحكام يجهله شخص آخر من إخوانه المسلمين فيبلغه إياه هذه أيضاً دعوة فوسائل الدعوة أنت الآن تريد التركيز على المعارض فالمعارض أنا أعتقد أنها من الوسائل الجديدة المفيدة، لأن أهم ما فيها وأبرز ما فيها أنها تجمع الوسائل الأخرى خلال معرض وسائل الدعوة إلى الله وتعرف الناس بها وتقول لكل إنسان اختر ما يناسبك من هذه الوسائل وليس مخصصاً لفئة معينة إنما جميع الفئات في المجتمع رجالاً ونساءً وشباباً كذلك من الناحية العمرية، كذلك من الناحية الثقافية والعلمية كل يدعو بحسبه وإذا كنت لا تستطيع حتى أن تبلغ فتنقل هذا البلاغ على الأقل.
وأضاف وكيل الوزارة المساعد لشؤون المساجد قائلاً: وعندما تأخذ شريطاً مفيداً وتعرف أن ما فيه هو محض خير أيضاً تهديه وتسعى إلى إيصاله هذا في حد ذاته دعوة، عندما تأخذ كتيباً وتسعى إلى إيصاله للآخرين إلى من يحتاج إليه هذا بحد ذاته وسيلة من وسائل الدعوة لذا فإن من أهم وسائل الدعوة هي في التوجه إلى هؤلاء الذين يأتون إلينا من غير المسلمين، ودعوتهم إلى اعتناق الدين الإسلامي يعني مكسباً كبيراً يحرص كل مسلم أن يكون واسطة خير بينهم وبين المكاتب التعاونية وحركة الدعوة إلى الله والنتائج المبهرة التي نسمع عنها دائماً وأبداً فالآلاف يدخلون الإسلام - ولله الحمد - كل سنة هذا بفضل الله علينا وعلى الناس، لكن كنا نسمع أنهم أناس يأتون سنين طويلة ويعودون كما جاءوا فالقضية قد يجعل الله الهداية بقراءة كتاب يقرأه فيشرح صدره يسأل كما يحدث الآن ثم يأتي إلى من يعلمه الدين «لأن يهدي الله بك رجلاً واحداً خير لك من حمر النعم».
وأضاف فضيلته أن هذه المعارض والوسائل مهمة جداً ومن الخطوات التي تشكر عليها الوزارة والتوسع فيها مطلوب وسرنا كثيراً وعد معالي الوزير الشيخ صالح آل الشيخ بأن هذه المعارض ستعم المملكة وستنتقل إلى كل المناطق التي لم تقام فيها إلى الآن وهذا هو المعرض الرابع في القصيم مهم جداً لأنه كما قلت يجمع هذه الوسائل فتعرف بها كيف تزيل الحواجز التي بين الدعاة وبين الناس البسطاء والعاديين لأن بعض الناس ليس لديه قدرة في أن يقوم ويتحدث ليس لديه قدرة على أن يلقي محاضرة نحن نقول إن الدعوة ليست محاضرة فقط وليست كلمة فقط وليست درساً علمياً الدعوة وسائلها متعددة كثيرة هي هذه التي تراها في هذه المعارض فأنت اختر أي وسيلة تناسبك لتنضم إلى سلك الدعاة إلى الله سبحانه وتعالى وتحصل على الأجر العظيم (ومن أحسن قولاً ممن دعا إلى الله).
وخلص حديثه بقوله إن الدعم المادي وفعل الخير هذا جانب مهم فإذا كان الجهاد بالمال وبالنفس فكذلك الدعوة بالمال والنفس ومن جهز غازياً فقد غزا فقضية المال مهمة جداً في قضية الدعوة وأنا أعتقد أنه إذا لم يجد الدعاة والمؤلفون والمحاضرون دعماً من المحسنين وأصحاب الأموال والموسرين قد يتوقفون لأن الدعاة يحتاجون إلى التنقل وهذا بدوره يحتاج إلى نفقات كثيرة، لأن إسهام الموسرين بأموالهم في دعم الدعوة إلى الله وفي تيسير سبلها وفي إعانة الدعاة إلى الله لا شك أنهم إن شاء الله على خير.
|