هذه البصرة...
مدينة المدن... ومأوى الطِّفل، والرضيع، والكهول، والطيور...، والحزن... لا نور... لا ماء...
على ألسنة البركان تتلمَّس خُطاها...
وتكشفُ من ستر غطاها...
يختلط النَّحيب بالعزيمة...، والحنق بالقوَّة...
ويُسفر التَّحدي...
الغائبون يؤوبون...، والمارقون يُطيعون...
والهاربون من جحيم...، يعودون يزجُّون بأنفسهم في أُتون جحيمٍ أكبر...!
البصرة تحترقُ، وتختنقُ...
وبغداد لا تكهلُ، ولا تشيبُ...، لكنَّها مكبَّلةٌ بالحديد من فوقها،
يَهْطُلُ في قذائف نار...! يهبها الدَّمار... ولوعة الاعصار!!
الخوفُ سيِّد الدِّيار...
والرُّعبُ ضيفها الكبير...
والفاتك الخطير...
نيام عنده الضَّمير...
هذه العراق...
من حدِّ خصْرها اليمين، لحدِّ خصرها اليسار...
من هام رأسها الممتدِّ في المدار...
لأُخْمص قدمها في جنوبها المجذوذ في احتضار.
|