* النعيرية خالد الحارثي:
المنفذ الحدودي السعودي الكويتي «النويصيب» يشهد حركة غير عادية وذلك بسبب نزوح الكثير من العائلات التي خرجت من الكويت عند سماعهم لصافرات الانذار بعد سقوط الصواريخ العراقية على شمالي الكويت.
حيث اختلفوا ما بين فار من جحيم الصواريخ العراقية المتوقع وصولها الى المجمعات السكنية في اي وقت وبين من اتخذ الاجازة الاستثنائية التي اعطيت للمدارس وللنساء العاملات ذريعة لترك الاراضي الكويتية.
«الجزيرة» نقلت صورة لحالة الشعب الكويتي في بداية الحرب واستعدادهم لمواجهة الصواريخ العراقية التي يخشى ان تحمل رؤوساً كيماوية وعن رغبتهم في عودة العلاقات الكويتية العراقية، كما تجولت في محافظتي الخفجي والنعيرية ونقلت الانطباع السائد بين المواطنين الكويتيين، ففي البداية تحدث المواطن «ناصر» الذي رفض ذكر اسمه كاملاً او التقاط صورة له يقول: عقب اعلان الحرب والاوضاع في الكويت سيئة وبعد الصواريخ العراقية زادت الاوضاع سوءاً فشمال الكويت غير مأهول بالسكان ولكن الصواريخ التي وصلت دليل على ان العراق يمتلك صواريخ تصل الى عمق الاراضي الكويتية، وهذا سبب كافٍ يجعلني اسافر ولا اسميه هروبا لأن الانسان اذا بقي في الكويت ومعه اولاده ماذا يعمل والاطفال والنساء ليس لهم ذنب انهم يعيشون في قلق نفسي كلما سمعوا صافرات الانذار ولو كانت الدعوة يوما او يومين لكان الامر هينا ولكن ممكن تطول الحرب واتمنى ان يزيل الله هذا النظام العراقي ويستبدل بنظام آخر لكي تعود العلاقات بين الشعبين افضل من قبل.
واضافت احدى السيدات الكويتيات التي تركت الكويت ومعها اربعة من ابنائها: ان صافرات الانذار التي اشتعلت اكثر من مرة تسببت في اصابة الاهالي بالخوف والقلق النفسي كلما سمعوها وخاصة النساء والاطفال حتى ولو كان الخطر بعيداً، وعن النزوح الكويتي قالت: هناك اجازة استثنائية اعطيت لطلاب المدارس وللنساء الموظفات اسبوعا كاملا استغللناها للسفر خارج الكويت حتى تهدأ الاوضاع قليلاً لزيارة الاقارب في السعودية.
وعن الاستعدادات التي قامت بها كأم قالت: قمنا بتجهيز غرفة حسب تعليمات الدفاع المدني للبقاء بها في حالة الخطر، كذلك قمت بشراء مواد غذائية وبعض المعلبات وتوفير كميات كبيرة من المياه تحسباً لأي طارئ، اما بالنسبة للكمامات فلم نقم بشرائها لأننا لسنا بحاجتها ودائماً يطمئنوننا عبر وسائل الاعلام انه لايوجد كيماوي ولا في امل تصل الكويت.
مواطن آخر كويتي ذكر انه يوصل اهله للسعودية ويعود بنفس اليوم ويقول الصواريخ التي وقعت على الكويت كانت في مناطق غير مأهولة بالسكان والاوضاع بالكويت فيها تحفظ والناس احتاطت لأن الحرب لاتبعد عنهم كثيراً او الحرب ليست لعبة وكل شيء بيد الله وانا موصل الاهل لانني لن ارتاح واهلي موجودون بالكويت اما انا فسوف اعود للكويت والبس بدلتي العسكرية لأنني متطوع في الجيش الكويتي.
وعلى الجانب الآخر تشهد محافظة النعيرية التي تبعد عن محافظة الخفجي 100كم تقريباً اقبالاً كبيراً من الاهالي الذين خرجوا من دولة الكويت وذلك لوجود بعض الاقارب لهم في النعيرية، حيث امتلأت الفنادق والشقق المفروشة بالعائلات الكويتية، وشهدت الشوارع ازدحاماً ملحوظا من حركة الناس.
ويشهد مستشفى النعيرية وجودا كثيفا من الاطباء بإشراف المدير الطبي الدكتور مأمون جعفر وشوهد اكثر من «70» مواطنا ومواطنة كويتيين موجودين داخل المستشفى.
|