المولد والتأثيرات الأولى
ولد في مكة المكرمة بتاريخ 15 من محرم 1359هـ الموافق 24 فبراير / شباط 1940 وأخذ بشخصية جده الملك عبدالعزيز، وهيبته، حين قابله أول مرة إبان زيارته المنطقة الشرقية التي كان سموه قد انتقل إليها وهو في الثالثة من عمره، وقد نشأ متأثراً بقوة شخصية والده الملك فيصل، وحكمته وبساطته، إلى جانب ارتباطه وتأثره بخاله سمو الأمير سعود بن جلوي أمير المنطقة الشرقية في ذلك الوقت.
المراحل التعليمية
درس القرآن الكريم والسنتين الأولى والثانية الابتدائيتين في الأحساء، ثم التحق وأخوه الأمير سعد بالمدرسة النموذجية التي افتتحها والده الملك فيصل في الطائف وأكمل فيها دراسته الثانوية وتأثر بما كان في تلك المدرسة من نظام صارم، ونشاطات أدبية وفنية ورياضية وغيرها.
وقد حصل على دبلوم الثانوية الأمريكية من مدارس برنستون في عام 1961م ثم التحق بجامعة أكسفورد البريطانية لدراسة العلوم السياسية والاقتصادية في عام 1962م وانهى دراسته فيها بعد أربعة أعوام.
جوانب من الحياة العملية
عُين سموه مديراً لرعاية الشباب التابعة لوزارة العمل والشؤون الاجتماعية حينذاك في الفترة من (1387 1391هـ) وترك في هذا الميدان بصمات واضحة، ومن ذلك أنه أسس أول ملعبين رياضيين لكرة القدم في المملكة العربية السعودية في كل من جدة والرياض، وتبنى فكرة دورة الخليج التي كانت بدايتها في عام 1390هـ ونال على ذلك وسام الريادة ليوم الشباب من المؤتمر الخليجي الرابع لإدارة الموارد البشرية.
ثم عُين أميراً لمنطقة عسير منذ شهر صفر عام 1391هـ وشهدت المنطقة منذ ذلك التاريخ قفزات تنموية شملت شتى وجوه الحياة، حتى أصبحت من أهم المناطق السياحية في الخليج.
ومن مسؤولياته الأخرى، عمله مديراً عاماً لمؤسسة الملك فيصل الخيرية، التي هو أحد مؤسسيها، ونائب لرئيس لجنة البرامج والإنفاق الخيري فيها، ورئيساً لهيئة جائزة الملك فيصل العالمية ورئيساً للجنة التنشيط السياحي في منطقة عسير، ورئيساً فخرياً للشركة الوطنية للسياحة في عسير، ورئيساً لجمعية البر في الجنوب، وعضواً للحملة الوطنية لحماية الحياة الفطرية وإنمائها، وعضواً في مجلس أمناء معهد تاريخ العلوم العربية والإسلامية التابع لجامعة فرانكفورت في ألمانيا، كما تم تنصيبه رئيس شرف لجمعية فاس سايس للتنمية الثقافية والاجتماعية والاقتصادية في المملكة المغربية.
الإبداع الشعري والنشاط الثقافي العام
الأمير خالد الفيصل هو صاحب أول منتدى أدبي ثقافي بالرياض، وكان يعقد في منزله إبان عمله برعاية الشباب، وصدر له أول ديوان شعري شعبي بعنوان :«قصائد نبطية» في عام 1406هـ وضم نحو مائة قصيدة ، وعشر لوحات بريشته، وصدر الثاني بعنوان «الديوان الثاني» في عام 1412هـ وضم 80 قصيدة، وعدداً من رسوماته، وصدر الديوان الثالث بعنوان «الديوان الثالث» عام 1418هـ وضم 53 قصيدة وثماني قصائد لأغنيات ، وعدداً من رسوماته، وصدر له هذا العام كتاب «مسافة التنمية.. وشاهد عيان» عن تجربة التنمية في منطقة عسير ، وأسس مجلة الفيصل وأهداها بعد ذلك لمؤسسة الملك فيصل الخيرية.
وقد قدم أمسيات شعرية في داخل المملكة وخارجها، وقامت بتغطيتها وسائل الإعلام العربية، وألف «أوبريت التوحيد» الذي قدم في المهرجان الوطني للتراث والثقافة، ونشيد «نشوة العز» بمناسبة الاحتفال بمرور مئة عام على تأسيس المملكة العربية السعودية، كما قدم سموه أمسية شعرية بمناسبة «الرياض عاصمة الثقافة العربية» وله إسهامات في الشعر الغنائي بقصائد كتبها تحت اسم مستعار «دائم السيف» ، ويعد سموه واحداً من أبرز فرسان الشعر في المملكة العربية السعودية.
وافتتح سموه عدداً من الندوات العلمية والفكرية، وشارك فيها ، كما أجريت معه لقاءات فكرية وصحفية وتلفازية كثيرة داخل المملكة وخارجها، وكان آخر نشاطاته خارج المملكة افتتاح سموه للمؤتمر الثقافي العربي الأول الذي انعقد في قصر اليونسكو في بيروت لبنان، في 29 مايو آيار لعام 2000م، تحت عنوان «تطلعات الثقافة والفنون لما بعد عام 2000 العولمة والتكنولوجيا». وألقى سموه الكلمة الرئيسة للمؤتمر.
ويخصص سموه أيام الأسبوع للقاءات العلمية والثقافية والفكرية، ففي مساء كل يوم سبت يستقبل العلماء والمشايخ، وفي مساء يوم الأحد يستقبل رجال الفكر والثقافة والأدب، وكذلك مساء يومي الاثنين والثلاثاء من كل أسبوع. وفي هذه الأمسيات يتيح سموه المجال لتبادل الآراء والأفكار والمناقشة والحوار حول كل ما هو مفيد وجديد.
قدم عدداً من المحاضرات في مناسبات عديدة، ومن أهمها محاضرته في جامعة الملك سعود بالرياض في عام 1398هـ عن «دور الإمارة في التنمية» والكلمة العلمية التي ألقاها في حفل جائزة الأمير محمد بن فهد بن عبدالعزيز أمير المنطقة الشرقية، للتفوق العلمي في عام 1409هـ ومحاضرته عن السياحة في أبها في عام 1419هـ ومحاضرته عن العمارة في الرياض في عام 1420هـ . ومن آخر مشاركاته في عام 1420هـ الكلمة التي ألقاها في حفل جائزة تبوك للتفوق العلمي التي يرعاها صاحب السموالملكي الأمير فهد بن سلطان بن عبدالعزيز أمير منطقة تبوك. وفي مطلع عام 1421هـ حل ضيفاً على جامعة الملك عبدالعزيز بجدة وألقى محاضرة عن السياحة وذلك في 27/1/1421هـ وفي اليوم التالي 28/1/1421هـ استضافته جامعة أم القرى في مكة المكرمة في حلقة نقاش حيال كتاب سموه الموسوم :«مسافة التنمية وشاهد عيان» ، وفي منتصف شهر يونيه حزيران لعام 2000 م قدم سموه في جامعة لندن في بريطانيا محاضرة عن التنمية المتوازنة في عسير.
ولما يشعر به سموه من تقدير للثقافة والأدب أسس (جائزة أبها) التي تمنح سنوياً للمتفوقين في مجالات الثقافة والتعليم الجامعي والعام والخدمة الوطنية ومجموع قيمتها مليون ريال، وهي أول جائزة على مستوى مناطق المملكة.
وأشرف على إنشاء النادي الأدبي في مدينة أبها، الذي نال الجائزة الأولى من الرئاسة العامة لرعاية الشباب تقديراً لنشاطه الثقافي المتميز، كما أشرف على إنشاء مركز الفيصل لتربية الصقور.
وأنشأ مسرحاً حديثاً لمختلف النشاطات الثقافية ، والفنية يتسع لحوالي 3000 شخص، ومنذ عام 1418هـ وهو يشهد العديد من النشاطات الثقافية والفنية المختلفة.
وفي المؤتمر الثقافي العربي الأول الذي افتتحه سموه في لبنان في 29 مايو آيار لعام 2000م ألقى سموه الكلمة الرئيسة للمؤتمر واقترح فيها إنشاء مؤسسة فكرية عربية، تعنى بالعلوم والأداب والفنون، وتشجع الإبداع وتكرم المبدعين.
ملامح من المسيرة الفنية
أقام سموه معرضه التشكيلي الأول بعنوان لوحات فنية في عام 1406هـ بمركز الخزامى بالرياض، ضم 60 لوحة، رسم معظمها بالألوان الزيتية، وبعضها بالجواش، وافتتح المعرض صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء ووزير الدفاع والطيران والمفتش العام وأخذ المعرض الثاني عنوان «الجهاد في فلسطين وأفغانستان» وأقيم بمركز الخزامى في عام 1409هـ وضم 70 لوحة، بينما كان «ألوان الحروف» عنوان معرضه الثالث، وأقيم في كل من جدة والرياض، وضم 17 لوحة مستوحاة من عيون الشعر العربي، وقد افتتح المعرض في جدة صاحب السمو الملكي الأمير ما جد بن عبدالعزيز أمير منطقة مكة المكرمة بينما افتتح المعرض في الرياض صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز أمير منطقة الرياض، وبلغ ريع معارضه الثلاثة وديواني شعره نحو 15 مليون ريال، تبرع بها لمؤسسة الملك فيصل الخيرية دعماً لمشروعاتها الخيرية، ولجهاد المسلمين في فلسطين وأفغانستان، كما أقام معرضاً للوحاته في واشنطن بالولايات المتحدة الأمريكية في عام 1997م ومعرضاً آخر للوحاته في بون بألمانيا عام 1997م ومعرضاً آخر في الرباط بالمملكة المغربية عام 1999م، وفي منتصف عام 2000م أقام سموه معرضين، المعرض الأول في بيروت، لبنان، والمعرض الآخر أقامه سموه في لندن، بريطانيا، وقد شاركه فيه سمو الأمير تشارلز، ولي العهد البريطاني، إذ اشتمل المعرض على عدد من اللوحات التي رسمها الأمير تشارلز عن منطقة عسير.
ورعى سموه مشروع «قرية المفتاحة التشكيلية» ذات الأسلوب المعماري الفريد الذي يخرج بين الأصالة والمعاصرة، وتشتمل على 12 موسماً، وصالات للمعارض التشكيلية ، ومكتبة ومسرح مكشوف، وبيتين أثريين، ومسجد وافتتحت القرية في عام 1410هـ ثم أضيفت إليها لاحقاً صالة عرض كبرى على نفقته لإقامة معارض الكتب والمعارض الثقافية والعلمية والإنتاجية والتجارية، وشهدت القرية معارض تشكيلية متعددة لفناني المملكة وفناناتها، كما أقام فنانون من خارج المملكة معارض في القرية، ومن بينهم الفنان الأمريكي جيمس مغراث.
رعى الأمير خالد الفيصل عشرات المعارض والمسابقات الفنية التشكيلية، ومعارض الصور الفوتوغرافية، ورسوم الأطفال، كما رعى المسابقتين السعوديتين الأولى والثانية للفن التشكيلي اللتين أقيمتا في قرية المفتاحة التشكيلية في عامي 1413هـ و 1415هـ وافتتح برنامج السعودية لرعاية المواهب التشكيلية» وشارك فيه واشتمل البرنامج على معرض دام أربعة أسابيع وضم أعمال 13 فناناً من شباب المملكة من مدنها المختلفة.
الأوسمة التكريمية التي نالها سموه
وسام الريادة ليوم الشباب من المؤتمر الخليجي الرابع لإدارة الموارد البشرية بعد تبني سموه لفكرة دورة الخليج التي كانت بدايتها في عام 1390هـ.
شهادة الرئاسة الشرفية لجمعية فاس سايس للتنمية الثقافية والاجتماعية والاقتصادية في المملكة المغربية، في أثناء زيارة رسمية للمغرب، أقام خلالها معرضاً فنياً خاصاً، وأحيا أمسية شعرية 1420هـ.
وسام النهضة الملكي من الدرجة الأولى قلده لسموه جلالة الملك عبدالله الثاني بن الحسين، ملك المملكة الأردنية الهاشمية، وذلك في ختام زيارة رسمية للأردن، أقام خلالها أمسية شعرية بتاريخ 14/7/1420هـ الموافق 23/10/1999م.
وسام الأرز الوطني من رتبة الوشاح الأكبر وهو أرفع وسام لبناني ، قلده لسموه رئيس مجلس الوزراء اللبناني الدكتور سليم الحص، باسم رئيس الجمهورية اللبنانية العماد أميل لحود، وذلك اعترافاً بثقافة الأمير خالد الفيصل من شعر وفن ورسم وتعاطفه مع قضايا لبنان.
|