* موسكو «أ.ش.أ»:
أكد خبير الاستخبارات الروسي الفريق نيقولاي ليونوف أن الحرب الحالية على العراق ليست مرتبطة بالخطر الموهوم من جانب صدام حسين على المجتمع العالمي الا دعائياً.
وأشار الى ان القضية تتعلق في الحقيقة بحرب من أجل موارد الطاقة الهامة حيويا في باطن الارض وان العراق هو اليوم في قلب المعارك ولكنه لن يكون الوحيد أوالأخير بالاضافة الى انشاء قواعد عسكرية امريكية في العراق .
وأضاف في تعليق لوكالة نوفوستي الروسية أن أحد زعماء المعارضة العراقية قال انه سينقض كل عقود العراق مع روسيا وفرنسا والصين بعد قلب نظام صدام حسين، وهذا طبعا يصب أيضا في مصلحة أميركا.
وقال انه بعد انهيار الاتحاد السوفياتي أعاد زعماء الولايات المتحدة النظر في المهام المناطة بمصالح الاستخبارات الأميركية وغيروا تاليا مجالات الانفاق عليها.
ففي السنوات السابقة كان ما يقرب من نسبة 80 بالمائة من الأموال ينفق على القيام بأعمال التجسس على الاتحاد السوفياتي وبشتى العمليات الخاصة ضده وضد المعسكر الاشتراكي سابقا، ولكن بعد تغير خريطة العالم قررت الولايات المتحدة توجيه استخباراتها وجهة تأمين أفضليات اقتصادية للشركات الأميركية في الصراع مع منافسيها .
وقال خبير الاستخبارات الروسي الفريق نيقولاي ليونوف ان الأميركين البراجماتيين الذين جعلوا مهمتهم الاستراتيجية الرئيسية السيطرة على مصادر النفط هم أول من وعى هذا الخطر فحدوا في الوقت نفسه من استخراج النفط في أراضيهم، في ألاسكا مثلا منعوا لفترة طويلة استخراج النفط من الحقول بحجة الحفاظ على نظافة البيئة في مناطق القطب الشمالي.
وأشار الى أن الولايات المتحدة تشتري النفط سنويا بقيمة 80 مليار دولار وتغطي بذلك نصف حاجاتها الداخلية تقريبا.
وقد قبضت الولايات المتحدة منذ فترة على نفط البلدين الرئيسيين من اجل النفط في نصف الكرة الغربي وهما المكسيك وفنزويلا، أما نفط الشرق الأوسط فكان بوسع الولايات المتحدة أن تستغني عنه، بينما منافسو الأميركيين التجاريون الرئيسيون بحاجة ماسة الى الذهب الأسود العربي والمقصود بهولاء هم أوروبا أولا واليابان ثانيا.
وأدركت واشنطن جيدا أن من سيكون في يديه نفط الشرق الأوسط ستكون له الكلمة الفصل في الاقتصاد العالمي لفترة طويلة، وهكذا بدأت الحرب في العراق ولن تنتهى بها .ان العراق يحتل المرتبة الثانية في العالم من حيث احتياطيات النفط المكتشفة البالغة تقريبا 215 مليار برميل، ولذا ستكون أثمن غنائم العملية العسكرية في العراق بالنسبة الى الأميركيين 1500 بئر نفطية عاملة تتيح زيادة المليوني برميل الحالية في اليوم من النفط المستخرج في مهلة قصيرة الى 6ملايين برميل.
وأوضح الخبير ان الهدف الثاني لواشنطن هو اقامة قواعد عسكرية لها في العراق الذى يحتل موقعا مركزيا في الشرق الأوسط، ولكن يتعين على الامريكيين من أجل ذلك أن يقهروا مقاومة إيران أيضا، فهذا البلد سيتعرض على ما يبدو هو أيضا لضغوط اقتصادية وعسكرية، والذريعة لا داعي للبحث عنها فهي في سعي ايران للحصول على الدورة الكاملة من انتاج الطاقة نوويا وهذا سيفسر على أنه اتجاه لصنع سلاحها النووي الخاص
|