* البحرين - جمال الياقوت:
أعلن يوم أمس بيت التمويل الخليجي «ش.م.ب.م» البنك الاستثماري الذي يتخذ من مملكة البحرين مقرا رئيسيا لأعماله عن انهائه سنته الثالثة منذ تأسيسه، على أرباح صافية بلغت 13 مليوناً و310 آلاف دولار أمريكي أي بارتفاع نسبته 34 في المائة عما حققه في العام قبل الماضي.
وتبين النتائج المالية للبنك ان بيت التمويل الخليجي استطاع في العام الماضي ان يرفع اجمالي دخله بنسبة 48 في المائة، ليصل الى 24 مليونا و672 ألف دولار، وقد ارتفع مجموع حقوق المساهمين بنسبة 13 في المائة، ليصل الى 69 ،87 مليون دولار، بعدما كان 69 ،77 مليون دولار في نهاية العام قبل الماضي، فيما بلغ مجموع الموجودات 134 مليون دولار بالمقارنة مع 28 ،88 مليون دولار في نهاية العام 2001.
وقد أعد مجلس ادارة بيت التمويل الخليجي توصية لرفعها الى الجمعية العمومية للبنك التي ستعقد هذا الأسبوع، وذلك بتوزيع أرباح منحه على شكل أسهم على المساهمين بنسبة 11 في المائة من رأس المال المدفوع، أو ما مجموعه 27 ،7 مليون دولار أمريكي.
وتعليقا على نتائج السنة الماضية، قال رئيس مجلس الادارة، بأن العام الماضي لم يكن عاما سهلاً، فالتوترات السياسية وعدم التوازن الاقتصادي كانا سمة للعام 2002 وبالتالي انعكس ذلك أيضا على الاستثمارات.
وأضاف رئيس مجلس الادارة بأنه وعلى الرغم من هذا كله ظل بيت التمويل الخليجي وفيا للثوابت التي قام عليها، ومتبعا نهجا حذراً في الاستثمارات الجديدة، من حيث الدراسة المعمقة لها، واختيار الوقت المناسب لطرحها للاكتتاب، أو الاعلان عنها، وهذا ما ساعد على تسريع نجاح البنك في طرح عدد من المشاريع الاستثمارية، والتي - ولله الحمد - تكللت بنجاح كبير خلال العام الماضي وبلغ مجموع قيمة الاستثمارات الاستراتيجية التي أكملها البنك في العام الماضي 34 ،62 مليون دولار أمريكي وذلك بفعل مساندة للمساهمين وثقة المستثمرين.
وأشاد رئيس مجلس الادارة بالتوجهات الحكومية الحثيثة في دول مجلس التعاون، والذاهبة أكثر وأكثر نحو التخصيص، مما يتيح مجالا أوسع لمزيد من عودة رؤوس الأموال العربية المهاجرة الى الخارج، أو اجتذاب المستثمرين الأجانب الى المنطقة، خصوصا وهي تشهد تحسنا ملموسا في البيئة الاستثمارية، سواء في دول مجلس التعاون، أو الدول العربية والشرق أوسطية عامة، مما يعني ان هذه المنطقة ستكون مرشحة عما قريب لتحتل مكانة بارزة على خريطة الاستثمارات العالمية.
ومن جانبه، قال الرئيس التنفيذي لبيت التمويل الخليجي السيد عصام يوسف جناحي بأن سنة 2002 كانت مليئة بالتحديات حيث استطاع البنك الحصول على الموافقة لتنفيذ مشروع ظل تحت الدراسة والمراجعة لمدة عامين كاملين، وهو «مرفأ البحرين المالي». الذي يطمح البنك - من خلال شراكته الاستراتيجية فيه - الى ان يؤسس لبيئة مالية استثمارية متكاملة، تعيد تقديم البحرين كمركز مالي ومصرفي في المنطقة. موضحا ان هناك الكثير من التقدم بالنسبة للخطوات العمرانية التي تمت في هذا المشروع، بجانب ابداء مجموعة كبيرة من الشركات المصارف العالمية لاتخاذ «المرفأ» مقرا اقليميا مستقبليا لعملياتهم.
كما أشار السيد عصام جناحي الى مجموعة من المشاريع التي دخلها البنك في العام الماضي، وذلك مثل الشراكة التي عقدها مع مصرف قطر الاسلامي، ودار المال الاسلامي، وصندوق للتقاعد في البحرين لتأسيس شركة «سوليداريتي» التي تقدم منتجات تكافلية مستحدثة في المنطقة.
كما دخل شريكا مع مصرف قطر الاسلامي في تأسيس مصرف تجاري في بيروت برأسمال مدفوع قدره 100 مليون دولار، تحت مسمى «بيت التمويل العربي» ليقدم خدماته المصرفية بحسب مبادىء الشريعة الاسلامية، كما أسس البنك - بالاشتراك مع الشركة الاسلامية للاستثمار الخليجي، ومؤسسات مالية ومجموعة أوفرلاند كابيتال بنك «أوفرلاند للاجارة» برأسمال مدفوع قدره 10 ملايين دولار، لتقديم خدمات الاجارة للحكومات والقطاع الخاص على حد سواء.
وقال السيد جناحي بأن البنك الذي ركز في الفترة الأولى على الاستثمار في الخليج والشرق الأوسط وشمال إفريقيا فقط، قام العام الماضي بخطوة أخرى للاستثمار في المجال العقاري في المملكة المتحدة، كتنويع استثماري بما يتناسب وتطلعات العملاء والمساهمين، ولذا تم تأسيس «صندوق الخليج والأطلسي العقاري» بغرض الاستثمار في العقارات المربحة في السوق البريطانية، وقد حقق هذا الصندوق نجاحا كبيرا، مما جعل البنك يطرح صندوقا عقاريا آخر للاستثمار العقاري في باريس والمدن الفرنسية الرئيسية الأخرى.
ومن خلال العلاقات الاستراتيجية التي حرص البنك على اقامتها مع عدد من المؤسسات الأخرى، قام بيت التمويل الخليجي بالتعاون مع بيت الاستثمار الخليجي بشراء حصة مؤثرة في شركة «هالكور» كبرى الشركات العالمية المصنعة لسيارات ومركبات الاسعاف، ومقرها الولايات المتحدة الأمريكية، مع توقعات عالية بتحقيق أرباح عالية للمساهمين.
وأضاف السيد جناحي بأن التعليم بات يشكل التحدي الكبير الذي يواجه المجتمعات وبالتالي، فإن البحرين واحدة من الدول التي باتت تطرح نفسها، وبقوة، في مجال اجتذاب مؤسسات التعليم العالي الخاصة، لأبنائها وأبناء منطقة الخليج بشكل عام، وهذا ما دفع البنك بالتعاون مع مجموعة من المساهمين الى تأسيس جامعة خاصة للبنات، يقدم تعليما جامعية متطورا في بيئة علمية متقدمة لتضاهي خدماتها الأكاديمية واللاصفية ما يقدم في الجامعات الأوروبية.
|