* شيكاجو واشنطن رويترز:
أصيب كريستال كينت بصدمة في نهاية الاسبوع حين سمع اخبار الجنود الأمريكيين القتلى والأسرى التي تدل على ان درع غزو تقوده الولايات المتحدة على العراق قد يتشقق.
وقال كينت (29 سنة) من ولاية ويسكونسن يوم الاثنين (الآن حين ترى أسرى الحرب يبدو الأمر أكثر واقعية. لم أعتقد اننا سنفقد كل هؤلاء. يبدو أننا لسنا بالقوة التي كنت اعتقدها).
وعادت اهوال الحرب الى اذهان الكثيرين مع توالي أرقام القتلى والجرحى التي اعترفت بها القوات الأمريكية والبريطانية وشوهدت صور جنود مشاة البحرية وهم منبطحون في معركة بالنيران ووصلت تقارير عن هجمات عراقية على غرار حرب العصابات وصور تلفزيونية لأسرى امريكيين مذعورين.
وقالت دياني جيليلاند (65 عاماً) وتعمل في مجال التعليم (لا يبدو الأمر سهلاً كما جعلتنا التصريحات نصدق قبل الحرب. بما اننا دخلنا الحرب فاعتقد اننا سنواصل ولكنني قلقة).
وقال سكوت كيمبول في محطة بنزين بكنتكي (كنا ضد الحرب وهذه الاخبار صلبت موقفي). وقالت ديبي مينتور الموظفة في بنك بمدينة كانساس (الحرب جحيم. لا يمكن القول ان القتلى غير متوقعين ومع ذلك تظل مشاهدتهم امراً قاسياً).
اما كارولين ويتين (57 عاما) التي تزور بوسطن فقالت (لسوء الحظ هذا جزء من الحرب فحسب. علينا ان نعرف ان ذلك يحدث فالحرب ليست امراً جميلاً).
قليلون قالوا ان رأيهم الاول عن الحرب تغير ولكن آخرين أعدوا انفسهم لصراع اطول. ريد بولوك (67 عاما) حلاق في منطقة سينسيناتي قال (زبائني يقولون دعونا نذهب حتى نأتي به (الرئيس العراقي صدام حسين) بأسرع ما يمكن ولكن الحرب تبدو أكثر قسوة مما توقعوا).
وعلى عكس الحرب السابقة مع العراق التي شهد فيها معظم الأمريكيين صوراً من الجو تليها صور للجثث العراقية فإن بإمكانهم الآن ان يشاهدوا الحرب الحالية لحظة بلحظة ومن ميدان المعركة.
وجاءت صور الجنود الأمريكيين الجرحى المحمولين خارج ميدان القتال لتمحو من الاذهان تصورات تتوقع صراعاً بسيطاً مثل الذي دار في حرب الخليج عام 1991واسفر عن سقوط 293 جندياً امريكيا فحسب.
وقال نيكولاس انتون من ويسكونسن (لا اصدق ان أحداً فوجيء بسقوط قتلى. اياً من يعتقد ان العراقيين سيلوحون بالاعلام ويرحبون بنا فإنه مخطئ. تلك النشوة المجنونة التي اصابت الجميع في البداية كانت قصيرة العمر للغاية والآن على الناس ان يتعاملوا مع عواقب حرب حقيقية).
واوضحت استطلاعات الرأي العام التي نشرت يوم الاثنين ان عدداً متزايداً من الأمريكيين يعتقد ان الحرب لن تكون قصيرة او من طرف واحد مثلما توقع البعض. وتوقع أكثر من نصف المشاركين في استطلاع الرأي الذي أجرته ايه بي سي نيوز وواشنطن بوست سقوط عدد كبير من القتلى الأمريكيين.
مع ذلك فقد ظل الدعم العام للرئيس جورج بوش وقراره بالذهاب للحرب قويا إذ اوضح الاستطلاع ان ثلاثة من بين كل اربعة امريكيين تقريباً يؤيدون القرار.
وقال ويلي دين سائق الاجرة بديترويت (66 عاما) انه يعرف ان الحرب ستكون صعبة (انها دولة صغيرة ولكنهم لن يرغبوا في الاستسلام بهذه السهولة).
اما مايك ماندارينو (45 عاما) من نيويورك فقد استشاط غضباً عندما رأى صورا تلفزيونية لأسرى الحرب الأمريكيين وقال (اوقفوا كل أسرى الحرب العراقيين صفاً ثم اطلقوا النار عليهم).
وقال ريتشارد دايوب وكيل سفريات في الباسو بتكساس قرب فورت بليس موطن بعض الأسرى الأمريكيين (عندما يفقد شخص من منطقتك او يؤسر فإن نظرتك بأكملها تتغير. سماعنا بأسرى الحرب اكد على ما نعرفه جميعا ويرفض الكثيرون مناقشته وهو ان الدخول في صراع مسلح امر خطير).
وقال روبرت كولسون من ناشفيل بولاية تنيسي والذي حارب في فيتنام ان مشاهدة الحرب تعيد مشاهد قاسية الى ذاكرته واضاف (نعرف ان اناساً يموتون دون سبب لأن الطرق الدبلوماسية لم تستكشف بشكل كامل. لا يسعني إلا ان اشعر ان (الجنود الأمريكيين) ضحايا سياسة حكومية مسعورة).
ومن جانب آخر اعلنت وزارة الدفاع الأمريكية امس الثلاثاء أسماء سبعة قتلى من مشاة البحرية الأمريكية سقطوا في معركة بالقرب من مدينة الناصرية الجنوبية يوم الاحد ليزيد بذلك عدد القتلى الأمريكيين في الحرب على العراق الى 18 قتيلا.
وقالت الوزارة ان القتلى هم الملازم ثاني فريدريك بوركوني والجنود مايكل بليتز وديفيد فريبلي وخوسيه جاريباي وجورج جونزاليس وفيليب جوردون وتوماس سلوكوم.
ولم يتمكن المسؤولون الدفاعيون على الفور من تأكيد تقارير من صحفيين يرافقون القوات الأمريكية عن مقتل جندي امريكي آخر واصابة آخر في القتال المستمر امس قرب الناصرية التي تضم جسرين استراتيجيين على نهر الفرات في الطريق المؤدي لبغداد.
|