مقتل أربعين جندياً أمريكياً وبريطانياً منذ بدء الهجوم
اليوم السادس على الحرب يبدأ بقصف عنيف على بغداد وقنابل عنقودية على البصرة وقوات التحالف تقصف الحرس الجمهوري

* بغداد - الوكالات:
بدأ اليوم السادس للحرب بقصف عنيف تعرضت له بغداد طوال الليل وصباح أمس باستخدام طائرات بي 52 وصواريخ كروز وتوماهوك. واستهدف القصف قوات الحرس الجمهوري العراقي جنوبي بغداد ومحطة للوقود إلا أن العمليات خلال الأيام الخمسة الماضية أوضحت ان القصف يستهدف المواقع الرئاسية والعسكرية والأمنية والاقتصادية.
وأمكن سماع هدير الطائرات المقاتلة الحليفة وهي تحلق فوق بغداد على علو مرتفع إلا انه كان من الصعب رؤيتها بالعين المجردة بسبب الغيوم التي تغطي السماء.
ولا تزال الخنادق المليئة بالنفط التي أضرم فيها العراقيون النار لعرقلة الهجمات الجوية مشتعلة حتى أمس الثلاثاء.
وتهب رياح قوية باردة على المدينة شبه الخالية من المارة حيث لا يشاهد فيها سوى القليل من السكان الذين يخرجون لشراء الاحتياجات الضرورية أو لزيارة أقارب. ولا تزال المتاجر والمؤسسات والمدارس مغلقة منذ اندلاع الحرب.
وكانت بغداد تعرضت لقصف جوي جديد ليل الاثنين الثلاثاء على طرفها الجنوبي أولا ثم في وسط المدينة.
وأوضح الجنرال الأمريكي ستانلي ماكريستل ان القصف «يتركز دائما على المراكز الرئيسية للنظام» ويهدف الى «اضعاف الحرس الجمهوري» الذي يقوده قصي نجل الرئيس العراقي.
وقد لاحظ المراسلون الصحفيون ان المقاومات العراقية أوقفت تصديها للطائرات المغيرة التي تحلق على ارتفاعات شاهقة في الوقت الذي مايزال يتصاعد فيه دخان أسود كثيف من الخنادق التي حفرها العراقيون في مواقع مختلفة في بغداد والمدن الأخرى لتضليل الصواريخ الأمريكية وابعادها عن أهدافها.
ويأتي ذلك مع أخبار تؤكد نجاح المقاومة العراقية في البصرة والناصرية والسماوية والنجف في التصدي للقوات الأمريكية والبريطانية البرية التي حاولت دخول هذه المدن.
ومع غياب الغطاء الجوي العراقي في مواجهة القصف الجوى الامريكي المستمر فإن الطبيعة تقاتل مع العراقيين حيث العواصف الرملية مستمرة في أجواء العراق والكويت من يوم الخميس الماضي حين بدأت الحرب، الأمر الذي أعاق تقدم القوات البرية الغازية على الطريق السريع من البصرة الى بغداد الى جانب المقاومة الشديدة من قبل رجال الميليشيات الشعبية الذين تم تسليحهم بشكل جيد استعدادا لالحاق أكبر الخسائر بالقوات المعتدية.
وذكرت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) ان القصف الأمريكي البريطاني في العراق الأحد استهدف خاصة مراكز النظام كالمباني الحكومية ومكاتب أجهزة الاستخبارات والأجهزة الأمنية ووحدات من الحرس الجمهوري.
وأعلن جنرال أمريكي ان فرقة للحرس الجمهوري تدافع عن ضواحي بغداد «اضعفت كثيرا» من جراء هجوم شنته مروحيات امريكية من نوع أباتشي أي.إتش-64.
وأعلن العراق انه أسقط مروحيتين أمريكيتين من نوع أباتشي عرض التلفزيون العراقي صور احداهما. في كربلاء على بعد 80 كم جنوب بغداد.
واستمرارا «لحربه» النفسية عرض النظام العراقي على شاشة التلفزيون الرسمي صور رجلين قال انهما طاقم طائرة الأباتشي الأمريكية التي اسقطها العراقيون في كربلاء.
وأكد البنتاغون فقدان مروحية واحدة مع طياريها الاثنين.
وأعلن ضابط أمريكي ان جندياً أمريكياً قد قتل بالرصاص الاثنين بالقرب من مدينة النجف في وسط العراق. وان رفاقه الذين انطلقوا للبحث عنه قتلوا عراقيين اثنين وأسروا آخرين.
وقد لقي حوالي أربعين جندياً أمريكياً وبريطانياً حتفهم في المعركة أو في حوادث منذ بدء الهجوم على العراق في 20 أذار/مارس الجاري. وقد القيت قنابل عنقودية على حي سكني في مدينة البصرة التي استمرت المعارك حولها طوال الليلة قبل الماضية.
كما تعرضت المناطق الشرقية والغربية للمدينة لقصف مكثف.