* الرياض - ياسر الكنعان - واس:
جدد صاحب السمو الملكي الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية دعوة المملكة العربية السعودية إلى وقف العمليات العسكرية ضد العراق والعودة مجددا إلى لغة المساعي السلمية والمضي قدما نحو الامم المتحدة للعمل على حل المشكلة في اطارها الدولي المشروع بما يحفظ للعراق امنه الوطني ومؤسساته المدنية من تداعيات الحرب وآثارها المدمرة على شعبه ومقدراته. جاء ذلك في المؤتمرالصحفي الدوري الذي عقده سموه في مقر وزارة الخارجية أمس حيث لفت سموه النظر إلى ان خطاب خادم الحرمين الشريفين عبر عن موقف المملكة الواضح والصريح بأهمية وقف هذه العمليات العسكرية في اسرع وقت كما حمل التأكيد على اهمية الحفاظ على وحدة العراق وسيادته واستقلاله وسلامته الاقليمية . واوضح سموه ان المملكة قامت في اطار مسؤوليتها في خدمة الجهود الإنسانية بتجهيز مساعدات إنسانية شاملة لما يغطي عدد اربعة وعشرين الف نازح من معونات غذائية وطبية ومخيمات وذلك كمرحلة اولى تتبعها عدة مراحل تحسبا لاية احتياجات عاجلة وتخفيفا للمعاناة الإنسانية التي قد يتعرض لها المواطنون العراقيون نتيجة للعمليات العسكرية حيث يجرى تجميع هذه المساعدات الانسانية في منطقة عرعر المتاخمة للحدود العراقية.
وافاد سموه في هذا السياق انه تم الاتصال بهيئات الاغاثة الدولية كالمفوضية العليا للشؤون اللاجئين واللجنة الدولية للصليب الاحمر بمشاركة الهلال الاحمر السعودي التي شكرت بدورها المملكة على هذه المبادرة مؤكدة اهمية ايصال المساعدات إلى مواقع المستفيدين منها حتى لا تشجع على نزوح العراقيين وبين سمو وزير الخارجية انه قد تم ابلاغ العراق خلال اجتماع وزراء خارجية دول الجامعة العربية الذي عقد في القاهرة بالاجراءات التي اتخذتها المملكة لمساعدة النازحين مفيدا سموه ان الحكومة العراقية طلبت في الاجتماع عدم توزيع المساعدات حتى تطلبها هي.
وحول بيان الجامعة العربية الذي صدر عقب اجتماع وزراء الخارجية واعتبار العراق ان هذا البيان لا يمثل الحد الادنى مطالبا بتفعيل اتفاقية الدفاع العربي المشترك اوضح سمو وزير الخارجية ان البيان الذي صدر كان مقدما من الوفد العراقي وان وزير الخارجية العراقي كان سعيدا بما لمسه من مؤازرة من المجموعة العربية وقال سموه: اعتقد انه اعلن ذلك وعن ارسال المملكة شحنات اولية إلى الاردن وهل هناك اتفاقية بهذا الشأن اوضح سموه ان الاردن بلد عربي يعاني من اتكاله على الامدادات النفطية العراقية التي توقفت بسبب الحرب وتساءل سموه قائلا: من الذي سوف يسهم في مساعدة الاردن في الحفاظ على الوضع الاقتصادي سوى اشقائه العرب والمملكة من هذه الدول العربية التي سوف تسهم في سد العجز الحاصل.
وحول تحرك الدول العربية المرتقب بعد ان بدأت الحرب رأى سموه ان الحرب اتاحت للطرفين تقدير الخسائر التي ستسببها حيث اتاحت لهم الظروف ان يقيموا الوضع على حقيقته مؤكدا سموه اهمية فتح المجال إلى عمل دبلوماسي يؤدي إلى حل للمشكلة دون ان يكون شرخ كامن بين العربي والشعبين الامريكي والبريطاني. وافاد سموه بان اللجنة المنبثقة عن الجامعة العربية في هذا الشأن اجرت اتصالا بمجلس الامن لدعوته للانعقاد متمنيا سموه ان تتاح الفرصة لمجلس الامن ان يجتمع وان يؤدي ذلك لوقف الحرب حتى يكون هناك نقاش له معنى بدلا من النقاش والحرب دائرة بين الطرفين حيث لن تتحقق النتيجة المرجوة منه ورأى سمو الأمير سعود الفيصل بان الامان قد ان لوقف الحرب فورا والنظر فيما يمكن ان تؤدي إليه الدبلوماسية من حلول وقال: يجب على الطرفين ان يدركا ان طالما انه لم يعد مجال للتكهن بشأن نهاية الحرب المأساوية اذا سيكون هناك دمار كبير على العراق.
واضاف سموه قائلا: حيث ان الحقيقة المأساوية اصبحت واضحة فانه الوقت المناسب للتوقف والتفكير والتعرف على ما يستطيع كل طرف اتخاذه من تضحيات في سبيل السلم بدلا من التضحية من اجل الحرب واكد سموه في هذا السياق ان المملكة ستظل تقرع كل الابواب بحثا عن السلام وفي اجابة على سؤال حول موقف المملكة اذا تجاوزت الحرب على العراق اهدافها المعلنة قال سموه: لكل حادث حديث ونفى سموه ان تكون للعراق ارصدة مجمدة في المملكة وعن موقف الدول العربية في حال اتضح عدم وجود اسلحة دمار شامل في العراق بعد الاجتياح اوضح سموه ان هذا من الشؤون التي يجب ان يعالجها مجلس الامن مؤكدا ان مجلس الامن هو الجهة التي تحدد اذا ما كان هناك اسلحة دمار شامل من عدمها وحول اذا ماكانت الحرب على العراق ستفرز عن مشاعر كراهية لدى الشعب السعودي ضد البريطانيين والأمريكيين قال سموه: لا اعتقد ان الناس ينظرون إلى الموضوع على اساس انه كراهية البريطانيين والأمريكان .. ولو كانت هناك ثمة مشاعر في تجاه السياسات والقرارات للقيام بالحرب ولفت سموه النظر إلى ان هنالك مئات الالاف من البريطانيين والأمريكيين من من هم ضد هذه الحرب وذلك على الرغم من الحرب تشن ضد العراق وقال: اذا ترك الامر لمشاعر الشعوب تجاه بعضها الاخر فليس هنالك ما يدعونا للقلق ورأى سموه ان استمرار الحرب سوف يؤدي إلى زيادة مشاعر الكراهية بحيث يصبح الخطر ملموسا وقال: لذلك يجب ان توقف الحرب فورا وفي رد لسمو وزير الخارجية على سؤال عن موقف الدول العربية اذا ماطالت فترة تواجد القوات الأمريكية في العراق بعد ان تحقق الاهداف التي اتت من اجلها قال سموه: نحن نرفض الاحتلال مطلقا وهذا ما اعلنه مولاي خادم الحرمين الشريفين في خطابه الذي القاه سمو سيدي ولي العهد .. وهو موقف اعلناه في الأمم المتحدة وفي مناقشات مجلس الامن وهو الموقف الذي اعلناه في مجلس الجامعة العربية بالامس وهو موقف اؤكد عليه الآن .. اننا نرفض احتلال العراق.. العراق لديه الامة التي تستطيع ان تدير شأنه ولا يحتاج إلى جهات خارجية لادارة شؤونه .. هذا هو موقفنا الرسمي وسيبقى الموقف الرسمي على ما هو وحول ابرام الولايات المتحدة لصفقات مع شركات أمريكية لاعادة اعمار العراق قال سموه: انا لا اعتقد ان أي حرب تقوم يكون اللوم فيها على جهة واحدة وليس على جهتين.. لا يمكن ان تقوم حرب الا وتكون على جهتين مسؤولة عن قيام الحرب..نحن في العالم العربي لا يجب ان نخفي اخطاءنا ونتحيز لموقف ايضا غير واقعي لانه اذا لم ننطلق من الواقع لا يمكن ان ننهج سياسة تؤدي إلى ما خسرنا ، وتابع سموه يقول: لا شك ان الحكومة العراقية قامت بأخطاء.. ولا شك ان قرارات مجلس الامن لم تنفذ خلال الاثنتي عشرة سنة الماضية .. ولاشك ان ما تقوله الولايات المتحدة الأمريكية في هذا الاطار صحيح .. السؤال الذي طرح نفسه ان الضغوط التي قامت بها الولايات المتحدة مؤخرا ادت إلى نتيجة.
العراق استجاب إلى قبول المفتشين والمحققين .. فكان اجدى بنا في نظرنا ان ننتظر هذه النتائج قبل ان نستعجل في الحرب .. هذا هو الوضع الذي اوصلنا إلى ما نحن عليه .. كل طرف تشبث بموقفه ولم يكن هناك قاعدة لايجاد الحل. ورأى سموه ان كثيراً من اسباب حدوث الحرب هي اسباب نفسية اكثر منها جوهرية وقال: اذا كانت الولايات المتحدة تريد بترول المنطقة فبترول المنطقة متاح في الاسواق العالمية كلها .. بمعنى ان الولايات المتحدة لا تحتاج إلى حرب لتحصل على بترول المنطقة .. كل دول المنطقة تريد ان تبيع للولايات المتحدة كما تريد ان تبيع لغيرها من الدول واضاف سموه قائلا: دول البترول بشكل خاص قدرتها على الاستمرار في بيع النفط في العالم مرتبطة كليا بصحة الاقتصاد العالمي فليس هناك أى تناقضات كون ان الشرق الاوسط يمتلك اكبر احتياطي بترولي في العالم وكون ان الولايات المتحدة اكبر مستهلك للبترول في العالم ..هذه العلاقة ليست علاقة تهديدية بل علاقة لبناء مصالح في الشرق الاوسط .. فالبترول يصل للولايات المتحدة وغيرها .. فلا يمكن ان يكون النفط هو سبب في قيام هذه الحرب .. ولاجل ذلك نقول لابد من ايقاف هذه الحرب ولنتعرف على حقائق الامور ولنترك ما يقوله المتنبئون والمخططون والدارسون عن ضرورة استراتيجية جديدة لعالم جديد وإلى آخره من الدراسات التي شبعنا منها والمؤامرات التي قيلت.. ولنتحدث في حقائق الامور وكل الحقائق تقول ان الحرب لا تؤدي الا للدمار وللخسائر لكل الافراد بينما الواقع الحقيقي يقول ان التعاون هو افضل وسيلة لمصلحة كل الاطراف، واستبعد سموه ان تكون دوافع الولايات المتحدة للحرب على العراق دوافع استعمارية وقال: لم يسبق ان احتلت امريكا بلداً لاهداف استعماريه ولنا تجربة عملية في المملكة العربية السعودية مع الولايات المتحدة الأمريكية .. ففي فترة تحرير الكويت جاءت القوات الأمريكية وغادرت جميعها فور انتهاء الحرب.. فهل هذه دولة امبريالية .. وهذا كان في بلد تمتلك ثلث احتياطي العالم النفطي.. لا يمكن ان ابني على ذلك ان الولايات المتحدة لها دوافع في احتلال منطقة لاجل النفط.
وحول مسوغات رفع الحصار الاقتصادي المفروض على العراق في ظل تجاوز الولايات المتحدة وبريطانيا للشرعية الدولية اكد سمو الأمير سعود الفيصل ان المملكة من البلدان التي ما فتئت تدعو إلى انهاء الحصار على العراق لانه لم يؤذ الا الشعب العراقي.
وحول تأثير الحرب على مستقبل القضية الفلسطينية قال سموه ان من ضمن المآسي التي تضاف إلى مآسي الحرب والقتال وسفك الدماء هو تأثيرها على القضية الفلسطينية ولكن عسى ان تكرهوا شيئاً وهو خير لكم حيث اننا لمسنا على الاقل اعترافا واضحا وصريحا من الولايات المتحدة وبريطانيا على ضرورة حل القضية الفلسطينية والاختبارالحقيقي هو في مدى التحرك الجاد نحو تنفيذ خارطة الطريق وربطها بالمبادرةالعربية التي اقرت في قمة بيروت.
وفي تعليق لسموه على سؤال حول ما اذاكانت المملكة سوف تساهم في سداد فاتورة الحرب على العراق عبر سموه عن استغرابه على مثل هذا السؤال وقال: انه لا يوجد هناك أي سبب وجيه يبرر الاخذ بمثل هذه الفرضية .
|