* البصرة - أ.ش.أ:
ذكر تليفزيون سي.إن.إن الأمريكي أمس الثلاثاء ان القوات البريطانية المتمركزة في مدينة البصرة بجنوب العراق اضطرت لتغيير الاستراتيجية القتالية هناك أمام زحف وحدة عسكرية قتالية عراقية ومدافعين عراقيين الى المدينة مرة أخرى.
وقالت الشبكة نقلا عن قائد بريطاني أنه تم اعلان البصرة «كهدف عسكري» وذلك على عكس التصريحات التي أعلنوها سابقا على مدى الأيام الماضية من ان البصرة ليست هدفا عسكريا لقوات التحالف.
وأوضحت الشبكة ان وضع القوات البريطانية للبصرة كهدف عسكري شرعي يأتي بسبب ان الفرقة 51 العراقية والمخولة بالدفاع عن البصرة وضواحيها عادت مرة أخرى الى للدفاع عن المدينة.
وقالت مراسلة الشبكة انه كان قد تم ابلاغنا في الأيام الماضية ان قادة عسكريين عراقيين كبار قد استسلموا الى قوات التحالف وأن الفرقة 51 قد ولت من ميدان المعركة.. غير ان التقييم الجديد من جانب القوات البريطانية يفيد بأن المقاتلين العراقيين من هذه الفرقة بدأوا يتجمعون مرة أخرى ويعودون الى المدينة على الأقل بأعداد ملحوظة من الجنود والعتاد من الدبابات والمدفعية وقد دخلوا في معارك مع القوات البريطانية على مدى 24 ساعة الماضية.. مشيرة الى ان الليلة قبل الماضية وحدها شهدت تبادل لاطلاق النار بالمدفعية بين الجانبين لاحدى عشرة مرة.
كما أبلغت القيادة البريطانية مراسلة الشبكة بأن هذا ليس تغييرا فحسب في الاستراتيجية القتالية بشأن البصرة بل هو «عملية عسكرية صعبة وتنطوي على مخاطر جسيمة» وذلك وفقا لتصريح القادة العسكريين هنا في جبهة القتال.
وقال هؤلاء القادة ان المقاتلين العراقيين «حولوا البصرة لصالحهم» وبمعنى آخر «أنهم حولوا المواجهة العسكرية لتمثل تحديا لهم».. وأوضحت ان العراقيين يسعون الى استدراج القوات البريطانية الى داخل المدينة وهم يعلمون ان قوات التحالف لا تريد الدخول في قتال داخل المدن ولا تريد انزال خسائر بشرية بين المدنيين داخل المدينة.
وأضافت ان الساعات القادمة ستشهد مواجهات عسكرية حاسمة بين القوات البريطانية والقوات العراقية.. مشيرة الى ان القوات البريطانية ليس بمقدورها الآن ان تتطلع الى ما هو أبعد من البصرة بمعنى انها لا تنظر الى ما هو أبعد من شمال البصرة حيث إنهم غير متأكدين من ان صدام حسين والحكومة العراقية يعيدون تعزيز البصرة من الجنوب والشرق حيث ان القوات البريطانية تتمركز الآن في غرب المدينة.
منوهة بأنه بالاضافة الى الفرقة 51 التي تدافع عن البصرة فإن هناك «فدائيي صدام» الى جانب «قوات أخرى غير نظامية» كما اشارت الشبكة الى ان المساعدات الانسانية لن تصل الى المدينة قبل عدة أيام.
وأفادت شبكة سي.إن.إن الأمريكية أمس الثلاثاء ان حربا شرسة تدور حاليا من شارع الى شارع في مدينتي البصرة والناصرية بجنوب العراق.
وقالت الشبكة ان قوات المارينز الأمريكية تجابه مقاومة عنيفة في الناصرية وتحاول القضاء على هذه المقاومة تمهيدا لشق طريقها الى الشمال صوب بغداد.
واضافت الشبكة ان قوات الائتلاف تستهدف وحدات الحرس الجمهوري المدافعة عن العاصمة العراقية بغداد مشيرة الى ان القوات العراقية أقامت وحدات دفاعية عبر معابر الأنهار.
ونوهت الشبكة بأن الجنرال تومي فرانكس قائد القيادة المركزية لقوات التحالف حذر بأن الحكومة العراقية ربما تستخدم أسلحة الدمار الشامل بينما تقترب قوات الائتلاف من بغداد.
|