وبغداد.. التي شربنا ذكرها..
مراراً.. بطولة الرشيد.. وقصيدة المتنبي.. ودار الحكمة!
وبغداد.. التي تلي تكوين الجملة العربية لتعني
مرادفاتها.. الشعر.. والفن والحضارة.. والحياة..
وبغداد.. السياب والجواهري.. والبياتي.. ومظفر النواب..
بغداد.. حياة شرارة.. وبتول الخضيري.. وعدنان صايغ
والآلاف.. المنحوتين من ضواحي حاراتها..
والمغسولين بوضأة دجلة والفرات..
بغداد.. غدت معزوفة الحزن الأبدي.. ولحن
«الميجانا» المغرق بلوعة الحزانى.. والمقهورين..
بغداد شارة الوجه الأبشع
لفيضان شاشات التلفزة العالمية..
بغداد.. الزمن.. دوي لآلة الموت.. وجبروت
لغطرسة الأقوياء!
بغداد.. الأدخنة السامة.. ورفات
المباني الشاهدة على صوت التاريخ..
وعظمة الانسان!
بغداد المدينة التي يشطرها الماء..
بدأ الموت يشق خاصرتها.. وهي تغني..!
بغداد أسوار المجد وعليائه..
يُمرغ ثراها في وحل الحماقات ونزوات الموتورين..
بغداد - بصمت - تثن.. لتلوك ما تبقى..
من مزق روحك.. ووجع العروق الضاجة
بحرقاتها.. وكأن قدر المدينة.. خفق للمواجع لا ينتهي..!
بغداد.. يا الله.. قالها المشدوه..
ثم كبر الله أكبر!
|