نعيد نشر هذه القصيدة للشاعر الكبير الأستاذ حسن عبدالله القرشي التي نشرت في مجلة الأسبوع العربي نظراً لأنها جديرة بالاهتمام ففيها اتجاه جديد يختلف
عما تعودناه في شعر القرشي العمودي:
وانفتح المغلق
وانطلقت ضحكات الريح
وذبيح راح يجر لمقبرة الأشلاء ذبيح
والأشجار المكسوة قد فرت منها الأوراق
التمر المر تدلى من عنقود الدم
والطفل الجائع عانق ثدي الأم
وانفض السامر والعشاق
فالموج جريح
والأفق قروح
وفم الثعبان يفح السم
عبثاً ننفخ في جلد الذئب وجلد المهر
عبثاً نصطاد فراشات من خلف السور
ونلطخ بالأصباغ الميتة وجوه الغربان
عبثاً نصغي لنعيب البوم
بطللول «سدوم»
قد فاض الدمع الفائر في عين التمساح
والأشباح غدت في العتمة أشباه الأشباح
ما عاد يلف الصدر وشاح
ثقلت أسماع الزمن المقرور
وخبا تحت صوت الصرصور
و«ابن الزيات» تفحم في ضرم «التنور»
الغابة تنفض عن كتفيها شجر الملح
وسنابك خيل الليل تدوس الصبح
واللص يهرول مهترئ القدمين
يمشي بيدين
متعرجتين
أفلس في السرك حواة السرك
وصحا فوق الخشبة مصلوب
فالبحر ثقوب
والسمك الضائع يجتر الاعشاب
يا وطني العاتب يا غصن الأحزان
يا فجراً أصفر من عهد (حزيران)
يا جرحا لم تضمده حكايات الأزمانأو قصص الشجعان
يا عصفوراً يظلع في كهل الظلمات
ورقص الأوزان
وشجا الكلمات
يا قنديلاً أطفأه السجان
ما عادت تنطلق الآهات
الرؤية يحجبها ظل ودخان
والدجال الأعور نشوان
قد هزأت بالثغر البسمات
يا وطني العاتب قد ينفجر البركان
ويفيق من الغشية أموات الأمواتوتعود إلى المحراب الصلوات!.
| 
