اللعب الهادئ أو الهدوء في اللعب ليس معناه البطء في الحركة أو البطء في تصريف الكرة فإن من يعتقد ذلك فهو مخطىء وعليه أن يتدارك غلطته ويتفهم بعمق ما معنى الهدوء في اللعب.
والبطء في الحركة وتصريف الكرة أمور ترفضها الكرة الحديثة واللعب الحديث الذي يتميز بالخفة والسرعة في كل شيء في تصريف الكرة وفي التنقل وفتح الخانات وحتى في خطف الكرة وارسالها المفاجىء.
ولكن عندما قلنا الهدوء في اللعب فإنما ندعو للتركيز وتهدئة اللعب، ومن التركيز وتهدئة الأعصاب يجيء اللعب منسقاً مثيراً للاعجاب. ودافع هذا الكلام ما نلاحظه في بعض المباريات التي تخرج منها الجماهير حاقدة غاضبة غير راضية عن المستوى الذي ظهر به الفريقان حيث تتسم بعض من هذه المباريات التي تثير غضب الجمهور بثورة الاعصاب وباللعب الطائش غير المركز وبطأطأة الرأس وقذف الكرة في أي اتجاه وسرعة في التخلص منها لأي لاعب ولاية جهة من الملعب بسبب فقدان عامل الثقة في نفس كل لاعب ومن هنا يجيء العرض سيئاً وهزيلا وأسباب ثورة الاعصاب عند كل لاعب في رأيي كثيرة ولعل أهمها فقدان الثقة وتجيء النرفزة أحياناً نتيجة اخلاص زائد عن حده وحماس يفوق المعقول وتخوف إلى درجة الارتباك.
هذه الأشياء مجتمعة أو واحدة منها حين تسيطر على أحد اللاعبين فإن ذلك يعرضه للفشل فيكون بذلك نقطة ضعف وثغرة تساعد الخصم في الغزو وإذا ما سيطرت تلك الأشياء على جميع اللاعبين فهنا تكون الطامة الكبرى حيث الضياع والتفكك والعرض السيئ واللعب الطائش ولذلك فنحن ندعو هنا للهدوء في اللعب والتركيز والثقة المعقولة وعدم التخوف، واللعب بالعقل قبل القدم وأما اللاعب الذي يظن أن نرفزته تفيد ناديه فهو مجانب للصواب ومعارض للبدهيات ولا نشك أن النرفزة ربما جاءت نتيجة اخلاص لكنها مع ذلك ضرر على الفريق ولذا وجب على المخلص من أن يلعب بكل هدوء وتروي وحين يسود ذلك جميع اللاعبين فلسوف تستمتع الجماهير بمباراة حافلة بالعروض الكروية الرائعة والتخطيط السليم وتكون الجماهير حينذاك راضية عن الفريقين ومن عدم الهدوء في اللعب أيضاً قذف الكرة لأي لاعب وفي أي اتجاه وكما قلت آنفاً فالسبب الأقرب للصواب هو فقدان عامل الثقة عند هذا اللاعب غير المركز فبعض المباريات تكون فيها الكرة محلقة في السماء دائما وهنا تفقد المباراة حرارتها وروعتها بفقدان التخطيط السليم والعرض المنسق، وأدعو اللاعبين هنا لكي يستفيدوا من المباريات العالمية التي يشاهدونها بواسطة التلفزيون ولعل كل لاعب من لاعبينا يطبق مبدأ النقد الذاتي ويكفينا متاعب النقد ومشاكله وبذلك يعالج أخطاءه بنفسه فنصفق اعجاباً به ونضرب به الأمثال.
يوسف القبلان
|