نظراً لعدم فعالية الوسائل التقليدية في علاج العديد من حالات السمنة المفرطة فإن التدخل الجراحي ربما يكون الوسيلة الوحيدة لمكافحة السمنة وتجنب الإصابة بالأمراض والمضاعفات المصاحبة لها خصوصا على المدى الطويل. وهناك العديد من الوسائل الجراحية التي تم استخدامها في السابق لإنقاص وزن الفرد البدين بإفراط، وقد ثبت عدم فعالية البعض منها كعمليات ربط الفكين وعمليات وضع بالونات بالمعدة، أما البعض الآخر فقد تأكدت خطورتها على المدى الطويل ولم يعد من الممكن استخدامها لعلاج مثل هذه الحالات من السمنة.
أما الوسائل الجراحية الحديثة فقد تم اعتمادها على مبدأين أساسين، المبدأ الأول يتلخص في حجز جزء صغير من المعدة لاستقبال كمية صغيرة من الطعام حيث سيؤدي ذلك إلى أن إحساس المريض بالشبع وعدم الرغبة في تناول المزيد من الطعام. أما المبدأ الثاني هو تخفيض نسبة امتصاص الغذاء من الأمعاء وبذلك تقل استفادة المريض من كميات الطعام التي يتناولها. وقد ثبت نجاح هذه الطريقة للأفراد ذوي الأوزان العالية جدا (السمنة المفرطة الفائقة).
مخاطر السمنة المفرطة:
الأشخاص الذين يعانون من السمنة المفرطة غالبا ما يصابون بأمراض كثيرة مثل السكري والضغط وأمراض القلب والتنفس بالإضافة إلى ارتفاع احتمال حصول بعض أمراض السرطان مثل سرطان الثدي والقولون، كما أن الوزن الزائد يعرض المفاصل إلى أخطار التآكل المبكر، وتعاني النساء المصابات بالسمنة المفرطة من عدم اتزان هرمونات الإباضة حيث يؤدي ذلك إلى عدم انتظام الدورة الشهرية مما قد يسبب حدوث العقم وارتفاع نسبة الإصابة بمرض هشاشة العظام، إضافة إلى ذلك الضغوط الاجتماعية والنفسية التي يتعرض لها المصاب بالبدانة المفرطة.
طرق الوقاية:
تنشأ السمنة كنتيجة طبيعية لتناول كميات كبيرة من الطعام خاصة الغني بالسعرات الحرارية، ويضاعف ذلك نمط الحياة المتمثل بالخمول والكسل مما يحول دون حرق الطاقة الزائدة وتكن النتيجة تخزين وتراكم الدهون بالجسم وبالتالي الزيادة المفرطة في الوزن، وتعتمد أساليب الوقاية ومكافحة زيادة الوزن على إنقاص كميات الطعام وزيادة النشاط لحرق الطاقة الزائدة والحيلولة دون تكوّن وتراكم الدهون بالجسم.
وبالرغم من فعالية وسائل الحمية في إنقاص الوزن لدى الأفراد المصابون بالسمنة إلا أن المشكلة تكمن في صعوبة الاستمرار على نظام الحمية الغذائية والمحافظة على تخفيض الوزن الزائد إضافة إلى ضعف الإرادة مما يحول دون الوصول إلى النتائج المأمولة.
المستهدفون بعملية تحزيم المعدة:
تجرى عملية تحزيم المعدة Lap-band System لمرضى السمنة أي لمن يعاني من زيادة في الوزن أكثر من 35 كيلو جراماً عن الوزن المثالي، أو بصورة أدق لمن يزيد مؤشر كتلة جسمه عن 35 كجم / م2، كذلك المرضى الذين لا يملكون الإرادة الكافية لإتباع وسائل الحمية لأن توقفهم عن إتباع هذه الوسائل قد يؤدي بهم إلى إكتساب أوزان أكبر مما كانوا عليه في السابق، لذلك سيكون إختيارهم الناجح بإذن الله هو الاستعانة بالتدخل الجراحي لتقليص حجم المعدة.
الإعداد والتقييم للمريض قبل إجراء العملية:
يحتاج المريض البدين إلى زيارة عيادة السمنة لمرتين أو أكثر قبل التدخل الجراحي وذلك للفحص السريري الشامل وإجراء الفحوصات المخبرية والإشعاعية اللازمة لتقييم الحالة وتحديد إمكانية استفادة المريض من العمل الجراحي لعلاج السمنة التي يعاني منها.
كيف تتم عملية تحزيم المعدة؟
تجرى العملية تحت المخدر العام وغالبا بواسطة المنظار الجراحي للبطن، حيث يوضع الحزام حول الجزء العلوي للمعدة لتنقسم المعدة إلى جزأين، الجزء العلوي صغير وبسعة لا تتجاوز 25 سم3 والجزء السفلي ويمثل باقي المعدة والذي يتصل بالجزء العلوي عبر قناة صغيرة وضيقة نوعا ما، وبالتالي عند تناول المريض وجبة الطعام سيقوم الحزام بحجز الطعام في الجزء العلوي للمعدة ويسمح بمرور الطعام بصورة بطيئة جدا عبر القناة الضيقة من الجزء العلوي إلى باقي المعدة مما يعكس إحساساً بامتلاء المعدة وبالتالي شعور بالشبع لدى المريض، تستغرق عملية مرور الطعام من 3-4 ساعات في المتوسط. ويرتبط حزام المعدة بواسطة أنبوب مع جهاز للتحكم في القطر الداخلي للحزام الذي تتم زراعته تحت الطبقة الشحمية للجلد في أعلى جدار البطن، ويتم عبر هذا الجهاز التحكم في سعة الحزام حيث يمكن توسيع أو تضييق الحزام حسب الحاجة وهذا بالتالي يؤدي إلى التحكم في قطر القناة الواصلة بين جزءي المعدة والتي تنظم بدورها سرعة مرور الطعام إلى الجزء السفلي من المعدة.
مميزات العملية:
- تعتبر عملية تحزيم المعدة بواسطة منظار البطن الجراحي أكثر عمليات علاج السمنة المفرطة أمانا إذا أعد لها كل التجهيزات اللازمة في مستشفى متخصص ويشتمل على أحدث التقنيات، وبوجود طبيب جراح متمرس وخبير في هذا النوع من التدخل الجراحي.
- هي العملية الوحيدة التي توفر التحكم في سعة المعدة وسرعة تفريغها فيما بعد بدون تدخل جراحي إضافي.
- إمكانية تحديد حجم وسعة الجزء العلوي للمعدة بكل دقة بحيث يتناسب الحجم مع حاجة كل مريض على حدة.
- عدم شمولها على إجراء قطع أو إزالة لأجزاء المعدة وإنما يوضع الحزام حول المعدة ومن الممكن إزالته فيما بعد بواسطة منظار البطن الجراحي دون أثر تشريحي على المعدة.
التوقعات ما بعد العملية:
من المتوقع عند نجاح التدخل الجراحي أن يفقد المريض نصفاً إلى ثلاثة أرباع (50-75%) الوزن الزائد خلال فترة 6-9 أشهر بعد إجراء العملية، وعادة ما يصل المريض إلى الوزن الملائم خلال سنة ونصف ويشترط للحصول على نتائج جيدة أن تكون زيارات المتابعة منتظمة حيث يتم خلالها متابعة انخفاض الوزن وتضييق أو توسيع الحزام حسب حاجة كل مريض على حدة مع ضرورة إتباع المريض لإرشادات التغذية والتي تشمل مضغ الطعام جيدا والالتزام بالتغيير في نمط الحياة والسلوك الغذائي ومتابعة النشاط الحركي والتمارين الرياضية ليكون انخفاض الوزن متعادلا والنتائج مرضية على المدى القصير والطويل معا.
ويعتبر مستشفى المركز التخصصي الطبي من المستشفيات الرائدة والمتخصصة في علاج السمنة بصفة عامة وعمليات تحزيم المعدة بواسطة منظار البطن الجراحي وذلك من خلال توفر الفريق الجراحي الرائد والأجهزة الحديثة وجهاز الفنيين والمختصين في علاج السمنة وقد بلغت نسبة نجاح عمليات تحزيم المعدة 100% ولله الحمد كما أن النسبة العامة لتخفيض الوزن إلى المستوى الملائم أكثر من 80%، حيث أجريت بالمستشفى حتى تاريخه أكثر من 600 عملية لتركيب حزام المعدة.
عيادة جراحة السمنة المفرطة مستشفى المركز التخصصي الطبي
|