مؤسف جداً أن تتزعزع الثقة في أي مسؤول وتتحول النظرة نحو المسؤولين على أنهم مشجعون بل متعصبون يخدمون مصالح أنديتهم فقط ضاربين بالمصلحة عرض الحائط.. هذه هي النظرة السائدة الآن نحو اللجنة الفنية وأمانة اتحاد الكرة بين الجماهير أقولها بكل أسف.. فلم تعد الثقة هي ذاتها التي تحكم العلاقة بين الأندية وجماهيرها من جهة وبين لجان اتحاد الكرة وخصوصاً الفنية والأمانة العامة من جهة أخرى.. فالعديد من القرارات التي اتخذت لم نجد تفسيراً لها بين الرياضيين سوى خدمة مصالح أندية معينة والوقوف ضد أخرى..
وقد تحدثنا عن ذلك مرات عديدة ليأتي القرار الأخير للجنة الفنية بإيقاف مهاجم الهلال عبدالله الجمعان ومدافع القادسية زكريا الهداف ليؤكِّد للجميع أن القرارات التي تصدر لا تستند على لوائح واضحة ومعلنة وإنما حسب المصلحة واسم النادي واللاعب والمستفيد من ذلك.
فما حدث بين الهداف والجمعان من مناوشة بعد نهاية المباراة لم يكن يوحي بأن هناك قرارات ستصدر تجاههما نسبة لحدوث ذلك في العديد من المباريات وبين لاعبين كثر في مختلف المباريات وأمام أنظار الحكام.. الذين يكتفون في العادة بفض النزاع أو الاحتكاك أو السماح باستمرار اللعب.. غير أن قرار الوقف الذي تضرر منه القادسية والهلال معاً جاء مخالفاً لكل ما نشاهده في المباريات ومن الحكام الذين يطبطبون على ظهور لاعبي بعض الأندية ويتجاهلون كل الاحتكاكات المماثلة.. والتي تتم أمام الجميع وعلى شاشات التلفزيون فكيف نفسر مثل هذا التناقض وهذه النظرة في الحكم على الأحداث وبالتالي معالجتها.. فالحديث الذي يدور الآن بين الجماهير يتركَّز على انعدام الثقة فيمن يتخذ مثل هذه القرارات واتهامهم بالوقوف في صفوف المشجعين متخلين عن مسؤولياتهم كأشخاص وضعت فيهم الثقة لإدارة الأمور بالعدل والمساواة بين الجميع..
وإذا كانت الدلائل السابقة حول عمل اللجان وانتقائيتها وما يواجهه الهلال تحديداً سواء من لجنة الاحتراف أو اللجنة الفنية أو الأمانة العامة لاتحاد الكرة قد أثارت الشكوك والريبة فيمن يتخذ هذه القرارات فإن قرار الوقف الأخير وتحديده بمباراتين قد كشف المستور وأكَّد بالفعل أن المشجعين هم من يؤثرون في هذه القرارات وأنها أصبحت تتخذ بناءً على ردود الأفعال تجاهها وليس حسب ما تستحقه من قرارات.. فبمجرد أن تطالب أصوات وصحف معينة أو تتهم اللجان العاملة بمحاباة الهلال حتى تجد القرارات جاهزة لارضائها وتحقيق رغباتها بغض النظر عن مصداقية هذه المطالبة أو صحتها.. حتى إن الأمر وصل لدرجة توجه مندوب التلفزيون لحكم لقاء الهلال والقادسية قبل بدء اللقاء وسؤاله عن الظلم الذي يقع على القادسية تحكيمياً وهل سيتواصل في هذا اللقاء أم لا؟! انفلات كامل وجد تجاوباً كبيراً من المعنيين ذهب ضحيته الهلال تحديداً والكرة السعودية مستقبلاً.. فكيف نصل لهذا المستوى من العمل ونجعل الميول والرغبات هي التي تحدد مسيرة الرياضة لدينا؟! وماذا ينتظر الكرة السعودية في ظل استمرار هذه الأوضاع؟!
إن الأمر يتطلب تدخلاً حاسماً لوضع الأمور في نصابها وإعادة الثقة في المسؤولين للابتعاد عن القرارات التي توجهها الجماهير المتعصبة حتى نضمن سير الكرة السعودية في الطريق الصحيح فما يحدث خطير جداً ويؤكد بالفعل أن الأمور اختلطت فلم نعد نفرق بين المسؤول والمشجع وبين اللوائح والرغبات وبين المصلحة العامة والمصلحة الخاصة.. ولذلك فلن يكون مستغرباً بأي حال من الأحوال أن يبتعد الرياضيون عن هذا الوسط وهذه المنظومة التي تنبئ بمستقبل مجهول ومخيف!
شراء المباريات!!
** بدأت موضة شراء المباريات تحت ستار نقلها من منطقة الفريق صاحب الحق إلى أرض الفريق الآخر في مسابقة كأس ولي العهد، أقول بدأت تستشري بين الأندية وبشكل علني.. فقد بدأها نادي الاتحاد في الموسم الماضي تلاه محاولة هلالية هذا الموسم لنقل لقاء القادسية والبقية تأتي..
والواقع أن المسألة ليست تغيير مكان اقامة اللقاء فقط لكنها تتعداها إلى شراء نتيجة اللقاء بطريقة غير مباشرة.. وكل ذلك يجري تحت سمع ونظر اتحاد الكرة بلجانه المختلفة.
وصدقوني طالما أن المستفيد هو طرف معين فإن المسألة ستستمر وحالما تدخل أندية أخرى في السباق سنشاهد القرارات والتدخل لإيقاف هذه الموضة الخطيرة جداً على الرياضة السعودية.
فقد أصبحت «الفلوس» تدير أموراً لا يفترض أن تتدخل فيها ونحن مطالبون بحفظ المنافسات والرياضة والحق العام للجماهير والأنظمة واللوائح.. فليس معقولاً أو مقبولاً أن يكون الموقف بهذه السلبية تجاه هذا التلاعب في المباريات ونتائجها.. فالأندية الأخرى التي تقع تحت مظلة الاتحاد السعودي للكرة لها الحق في أن تطالب اتحاد الكرة بالتدخل والوقوف أمام كل التجاوزات التي حدثت في نقل المباريات لأن المسابقة ليست خاصة بالفريقين المتباريين وإنما هو حق عام لا يملكه النادي الذي اشترى المباراة أو الذي وافق على بيعها.. فهما معاً يشاركان في مسابقة عامة وحين يلعبان ودياً فإن القرار يصبح بأيديهما وليس قراراً عاماً يخص مسابقة هامة ورئيسية تشارك بها كل أندية الوطن..
فإلى متى تهدر حقوق الأندية تحت بند المجاملة وإلى متى نقف موقف المتفرج على هكذا تجاوزات..
إنني أدعو لنظرة أكثر مسؤولية وشمولية تجاه هذا الأمر ويكون لدينا من الأنظمة واللوائح ما يوقف هذا التلاعب الذي جرى ويجري تحت بند نقل المباريات وهو في الواقع يؤثر على النتائج والمنافسات.. ولأن الطرف المستفيد من الأطراف المفضلة فإن الأمور تسير بشكل اعتيادي ومقبول ومن يعجبه وإلا فليشرب من البحر.. «لا حول ولا قوة إلا بالله»..!
لمسات
* لو أن ما حدث بين الجمعان والهداف كان أثناء المباراة وكان الحكم قاسياً جداً لطرد اللاعبين معاً وبالتالي تغيبا مباراة واحدة فقط.. ولكن..
***
* على الهلاليين أن يتوقعوا المزيد من أصحاب القمصان السوداء فقد دخلت مرحلة الحسم وسيجدون العقيلي أمامهم يوم السبت القادم!!
***
* النصر والأهلي مرشحان لتجاوز الاتفاق والشباب وكذلك الهلال والاتحاد ولذلك سنشاهد النسخة الأولى من المربع الذهبي!
***
* الفرق التي خرجت من مسابقة الكأس ستدفع الثمن بالتوقف عن المباريات لفترة طويلة قبل استئناف الدوري.. وفي كل الدول تلعب مباريات الكأس وسط الموسم وتؤجل المباراة النهائية فقط!
***
* بيان الأمانة العامة لاتحاد الكرة حول السوبر السعودي المصري وتأجيل مشاركة الهلال والأهلي للبطولة الثالثة لا ينطلق من أي مستند زمني منظم.. وإنما يضيف المزيد من التداخلات والفوضى التنظيمية لهذه البطولة إذا ما استمرت!!
|