كثر في الاونة الأخيرة.. الحديث عن التهديف من حيث قلة أو انعدامه لدى اللاعب السعودي.. وهي ظاهرة لمستها الساحة الرياضية.. بهذا العام تحديداً.. فعلى الرغم من تناول البعض تلك الظاهرة وكل حسب أطروحته والتي عادة ما يلتقي بعضها ببعض تارة.. وتختلف في أحيان كثيرة في جوانب عدة.. إلا أن الطرح مهما كان نوعه.. يظل وفي كل الأحوال غير مستند على ركيزة!
ولكن السؤال الذي لا بد من طرحه هو: هل غياب الهداف يرجع إلى طريقة المدرب أم إلى قلة موهبة اللاعب أم إلى نظام الاحتراف؟
دعونا نتحدث بصراحة.. فإن تلك العناصر تشكل ركائز ظاهرة عدم التهديف!
- فطريقة وخطط بعض المدربين تعتمد أولاً.. وقبل كل شيء على التأمين الدفاعي.. وحماية مرمى فرقهم من أهداف الخصم.
- أم الشق الثاني لتلك الظاهرة فهو خلو فرقنا المحلية من اللاعب الهداف.. خاصة في النواحي الهجومية.. فعلى الرغم من أن هناك مهاجمين مجتهدين.. لكن ليس بينهم - النجم الموهوب - بل لم يعد لدينا ذلك الهداف الذي يتمتع بمهارة ذهنية وفنية أو حتى بدنية عالية تجعله يفرض وجوده.. أو يستأثر بهتاف جماهيري ودعم إعلامي كبير.. كعملة نادرة.. وبالتالي قدرته على تغيير نتيجة مباراة وفي أي لحظة كما يمتلكها نجومنا السابقون ماجد، الثنيان، المهلل.
أقول.. لعل القضية تبدو أكثر تعقيداً في الوقت - وأعني بهذا - بوجود كوكبة من النجوم - غير سعودية - في ملاعبنا أثرت بعطاءاتها نجومية وأهدافاً بدليل أن قائمة صدارة الهدافيين تحتضنهم بكل جدارة واستحقاق.
- ثالثاً.. أجد أن نظام الاحتراف لدينا.. قد ساهم إلى حد كبير بإشعال تلك الظاهرة من حيث اتاحة الفرصة للأندية للاستعانة بمهاجمين من أندية أخرى.. والتي استغلتها هي الأخرى بهدف الكسب السريع عطفاً على «صيحات» جماهير تطالبهم بالانجازات والبطولات.. فبدلاً من لعبهم في خارطة الفريق - كنجوم مهاجرة - تكتفي ببقائهم على دكة الاحتياط لحين «العوزة» كما حصل لمرزوق العتيبي، حسين العلي، عبيد الدوسري، ياسر القحطاني، بندر تميم.
لذا سيظل السؤال حائراً.. ما العمل؟
مدرب منتخبنا يستنجد!
قبل فترة.. قرأت تقريراً فنياً.. قدمه مدرب منتخبنا «فاندرليم» ركز فيه على ضرورة ايجاد هدافين للمنتخب خلال الفترة القادمة تفادياً لهذه الظاهرة التي أصبحت سمة مميزة للكرة السعودية وهي سمة تهدد مسيرة الأخضر مستقبلاً.. وتنذر بتقويضه على اعتبار أن التهديف هو الطريق الأسرع إلى البطولات.. وغيابه يعني تجرع الحسرات!
***
بالتأكيد انني بتلك الأطروحة لا أرمي من خلالها الى المطالبة بالغاء الاحتراف الأجنبي في ملاعبنا.. بل العكس صحيح نحن أحوج ما نكون لهم من أي وقت مضى وخصوصاً بهذا الموسم الذي أقدمت فيه أنديتنا - ومن غير اتفاق مسبق - على استقطاب عناصر نجومية لامعة.. اثبتت نجاحات باهرة مع فرقها.. عطفاً على كونها اعادة قوة ومكانة الدوري السعودي إلى طبيعته من حيث الاثارة والندية والتنافس «الماراثوني» الكبير على صدارة ستة فرق وبحثها الجدي عن التأهل للمربع الذهبي.. بعكس ما كان عليه في السابق فرق الأربعة الكبيرة ولا غير!
آخر المطاف
اختلاف وجهات النظر ظاهرة حضارية.. ولها نتاجها الطيب.. متى ما استهدف المختلفون المصلحة العامة.
|