تناولت الصحف البريطانية دون استثناء تطورات الحرب على العراق وتركزت معظم التغطيات الصحفية على «النكسات» التي منيت بها الحملة العسكرية الأمريكية البريطانية.
وأجمعت عناوين الصحف الصادرة في لندن على وصف الواقع الحقيقي للحرب، وتصدرت الصفحات الأولى صور الجنود الأمريكيين الذين وقعوا في الأسر في معركة الناصرية.
صحيفة التايمز كتبت بالخط العريض على صدر صفحتها الأولى «الحقائق المرة للحرب تطفو إلى السطح» و«العراقيون يعرضون اسراهم الأمريكيين على التلفزيون» و«القوات المتحالفة تواجه حرب عصابات في المدن العراقية»، فيما احتلت صور الأسرى الخمسة حيزاً واسعاً من الصفحة الأولى.
وقالت الصحيفة إن القوات المتحالفة تكبدت صدمة بعد أخرى بعد عرض العراقيين صوراً لأسرى وقتلى أمريكيين على شاشة التلفزيون، وسقوط ضحايا بين جنود القوات المتقدمة وتحطم مقاتلات ومروحيات.
قلق من المشاهد الحية
وأضافت الصحيفة أن رئيس الوزراء توني بلير طلب من قنوات التلفزيون البريطانية عدم بث الشريط بدعوى أن ذلك سيشكل دعاية للعراقيين.
كما قام ناطق باسم رئاسة الوزراء في داونينغ ستريت بالاتصال بقناة الجزيرة وبعض المحطات التلفزيونية العربية الأخرى بهدف اثنائها عن بث الشريط مراراً وتكراراً، إلا أن قناة البي بي سي BBC 24 الاخبارية وشبكة سكاي تجاهلتا طلب رئيس الوزراء.
ومن العناوين الأخرى البارزة في صحيفة التايمز والتي ركزت على نكسات القوات المتحالفة في المراحل الأولى من الحرب «مشهد الجثث الأمريكية سيثير الغضب العارم» و«كيف أسقط صاروخ الباتريوت الأمريكي المقاتلة البريطانية» و«جيوب المقاومة تحبط تقدم القوات المتحالفة».
وفي مقالة بعنوان «قناة الجزيرة الفضائية تثير مشاعر مشاهديها العرب بتقارير تلفزيونية حية» كتب مراسل الصحيفة في بيروت يقول: «إن التقارير التي يبثها مراسلو القنوات التلفزيونية العربية تناقض ادعاءات القوات المتحالفة في إشارة إلى ما قيل حول استسلام قائد القوات العراقية ونائبه في البصرة» ويضيف المراسل «أن القنوات العربية التلفزيونية تتفوق على نظيراتها الغربية بقدرة تواجد مراسليها داخل المدن العراقية».
الصدمة ترتد!!
وصحيفة الفاينانشل تايمز أبرزت عنواناً كبيراً يقول «نكسات تصيب القوات المتحالفة بالصدمة» وتوسطت الصفحة الأولى صورة لرتل من القوات الأمريكية خلال معركة أم قصر.
وتحدثت الصحيفة بمرارة عن المقاومة العنيفة التي واجهتها القوات الأمريكية والبريطانية والصعوبات الكبيرة التي عرقلت محاولة اخضاع بلدة أم قصر لسيطرتها.
ونقلت الصحيفة عن قائد القوات البريطانية الجنرال بن كاري قوله إن جنوده سيضطرون إلى «اقتحام البلدة وتطهيرها شارعاً شارعاً وبيتاً بيتاً» ومن عناوينها أيضا «مقاومة القوات العراقية تشكل ضغوطاً جديدة على القوات المتحالفة» و«مؤشرات قليلة على تدهور النظام في بغداد» و«القوات الأمريكية تهبط جوا في كردستان العراق لفتح جبهة شمالية». وفي تقريرها حول التغطية الإعلامية للقنوات التلفزيونية العربية كتب مراسل الصحيفة في عمان يقول «إن شبكات التلفزيون العربية تنقل تطورات الحرب بصور حية».
آلام الحرب
صحيفة الدايلي تلجراف كتبت عنوانا بالخط العريض على صفحتها الأولى يعكس تطورات الساعات الأربع والعشرين الأخيرة يقول: «الحلفاء يتكبدون آلام الحرب»، وتوسط صفحتها وجهان لأسيرين أمريكيين في الناصرية وهما يستجوبان من طرف مذيع التلفزيون العراقي.
وتنقل الصحيفة على لسان مراسلها المرافق للقوات الأمريكية نبا مفاده ان تقدم جنود التحالف ماض على قدم وساق في اتجاه بغداد الواقعة على مسافة مائة كيلومتر.
ومن عناوين الدايلي تلجراف «غضب واستنكار في امريكا بعد عرض العراق صور لاسرى أمريكيين على شاشة التلفزيون» و«الأمريكيون يصابون بالصدمة من جراء الهجوم المضاد للقوات العراقية» و«مناوشات في أم قصر تتحول إلى معركة ضارية» و«الحلفاء يدعون الأكراد إلى الانضمام للحملة العسكرية في الشمال».
مراسل الصحيفة في جنوب البصرة كتب يقول إن القوات العراقية في المدينة صدت الحلفاء، وعلى صفحتها الخامسة صورة لطفل عراقي أصيب في القصف الامريكي للمدينة والدماء تنزف من رأسه.
ونشرت الصحيفة نتيجة استطلاع للرأي أجراه معهد بريطاني وأفاد بارتفاع نسبة البريطانيين الذين يؤيدون الحرب على العراق إلى 56% من 50% الأسبوع الماضي.
كما ارتفعت أسهم توني بلير الشعبية من 55% الأسبوع الماضي إلى 65% اليوم.
طريق المعاناة
ولم يختلف عنوان صحيفة الاندبندنت الرئيسي عن عناوين الصحف الأخرى، «الحلفاء يواجهون المعاناة على الطريق إلى بغداد» ونشرت الاندبندنت خريطة للوضع الميداني تشرح فيها النكسات التي أصيبت بها القوات المتحالفة على مختلف الجبهات، وامعانا منها في محاولة ملامسة الواقع، وابداء الاستياء من الأداء الأمريكي البريطاني حتى الآن نشرت الصحيفة عنواناً كبيراً جاء فيه: «عدد ضحايا الحلفاء يرتفع بعد مواجهتهم مقاومة قوية، وفي تقرير لمراسل الصحيفة في جنوب العراق أوردت نبأ سقوط 77 مدنيا في البصرة، مشيرة لاندلاع قتال عنيف في وسط المدينة وفي شوارعها نقلا عن سكان نازحين.وتناولت الصحيفة بالتفصيل حادث اسقاط طائرة مقاتلة بريطانية بصاروخ باتريوت أمريكي.
وعرضت ملابسات الحدث، ونقلت عن مسؤول عسكري بريطاني كبير قوله إن ذلك لن يؤثر سلبيا في العلاقات بين لندن وواشنطن أو في مجهودهما الحربي المشترك.
|