Tuesday 25th march,2003 11135العدد الثلاثاء 22 ,محرم 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

عندما تصادر الوسيلة هدف الكاتب عندما تصادر الوسيلة هدف الكاتب

حينما يحدد الكاتب هدفاً معيناً فإنه يحرص على إعداد التصور الملائم الذي يتيح له بلوغ هدفه، إذ ان العملية تمر بمراحل بدءاً من نشوء الفكرة وبلورتها وانتهاء بإنزالها على الورق، وفق سياق متزن وصولاً لتحقيق الهدف المتوخى، وبين الهدف وتحقيقه يظل اختيار الطريقة او بمعنى أصح الوسيلة المناسبة والملائمة، وقد يترتب على الإفراط في الحماس جوانب سلبية قد تساهم في إعاقة تحقيق الهدف كالسرعة مثلاً في النشر بمعزل عن التأني في هذه المسألة ما قد يساهم بشكل او بآخر في انتفاء بعض الجوانب الواجب توافرها، فإذا كان الهدف سليماً فإن الوسيلة يجب ان تكون كذلك، وعندما يكون النقد جزءاً لا يتجزأ من تحقيق الهدف كأن يكون مثلاً مدعاة لجلب الإبداع من خلال التحفيز وشحذ الهمم واستثارة مكامن الطموح، ففي هذه الحالة يجب ان يتم مراعاة عدة جوانب، ومن ضمنها بلا ريب الاعتبارات المعنوية، فإذا اتخذ النقد الطابع الشمولي بمعزل عن الاستثناء كأن يكون هدفك الرقي بمستوى الكل، بنقد الكل فإنك في إطلاق رأيك او تقييمك على العموم قد تسقط الكل ويكون انحسار الأمل في التجاوب مع الطرح أقرب منه الى التفاعل معه، من هنا فإن الكاتب سيضل الطريق ويفقد هدفه لأن الكرة لن تغادر ملعبه، بل سيضع نفسه في موقف لا يحسد عليه، وقد يساء فهم مقصده ويوصم بالتجني والتحامل على هذه الفئة او تلك، وبالتالي فإن لبعض الكلمات في هذه الناحية الأثر الايجابي الفاعل والاستثناء تحديداً، كأن يستعين بكلمة البعض او الغالبية، او السواد الأعظم، بمعنى انك لا تقفل المخارج وتحاصر التطلع والطموح في زاوية ضيقة، وتلغي خط الرجعة ليس فقط على الجميع، بل حتى عليك أنت بحيث لا تستطيع العودة لأنك أقفلت المخارج كما أسلفت، وبالإمكان تصحيح مارنوت إليه بالاستدراك، وهذه طبعاً شجاعة ادبية، فإذا كان هناك مجال لتدارك التجاوز فليكن من البداية بتوخي الحيطة والحذر، اذ تستطيع نقل الكرة من ملعبك الى ملعب الطرف الآخر متى ما تركت فسحة لأن الكل لايرغب ان يكونوا ضمن البعض المستثنى، والغالبية يرغبون بأن يكونوا من ضمن الأقلية الذين استثنيتهم، وهذا الأمر حتماً سيفسح المجال ليكون التنافس على أشده وليبتعد الكل عن البعض ويقترب الغالبية من الأقلية، وبهذا تكون اقرب الى تحقيق هدفك من التعسف والتقييم غير الموضوعي وغير المنصف وفق رؤية احادية الجانب، ولنأخذ على سبيل المثال الصحافة الرياضية او المحللين الرياضيين، فإذا تم وصف الصحافة الرياضية والمحللين بالانحياز وعدم الحيادية والتجرد فإن هذا فيه تجن، لأنك بما وصفت فإنه يتعين عليك قراءة كل شاردة وواردة في هذا المجال، فإذا لم تقرأ كل ما كتب، فإن ما وقع عليه نظرك لا يتوافق مع تقييمك الشامل، وحتى تبني تقييمك على معايير موضوعية ومنصفة فإنه يتوجب عليك قراءة كل ما كتب حتى ولو كان رأياً واحداً مغايراً لتصورك فإن هذا الرأي الواحد إذا وقع عليه الظلم من خلال تقييمك غير المنصف لأنك لم تستثنه ستخسره ايضاً، فتخيل نفسك هذا الواحد الذي انضم للمجموعة او بالأحرى أضيف اليها من خلال هذا التقييم قسراً، طبعاً سيكون شعورك قاسياً وقد يكون هذا الأمر سبباً في انحيازك، وبهذا يكون الكاتب قد قضى على البقية الباقية، نتيجة لاختلال التوازن في هذه المسألة، وستكون النتيجة عكسية، فبدلاً من ان يكسب اعضاء جدداً يتفقون مع رأيه، فإنه حتماً سيخسرهم ويصبحون ضده، ولكي تكون الوسيلة ضمن الاطار السليم المعد لبلوغ الهدف فإن هذا يتأتى من خلال أطر بحيث يكون التركيز جانباً رئيسياً فيها بالاضافة الى التحقق من المعلومة استشعاراً للأمانة الصحفية، وكذلك الابتعاد عن حالة الانفعال والغضب عند الكتابة، لأن الانفعال يساهم في تضييق الأفق، وعدم الحضور الذهني المطلوب توخياً للحرص والدقة في هذا الجانب، ولنا في رسول الهدى عليه وعلى آله افضل الصلاة والتسليم أسوة حسنة، إذ رأى خطأً قال «ما بال أقوام» وبهذا العمل المتكامل فإنك بإذن الله تعالى ستصل الى هدفك بمعزل عن التجريح الذي قد تقع فيه وهو أبعد ما يكون عن تصورك، وأبعد ما يكون عن قصدك لتصبح النتيجة ايجابية ومحققة للآمال والطموحات، قال أحد الشعراء:


وجرح السيف تأسوه فيبرأ
وجرح الدهر ما جرح اللسان
جراحات الطعان لها التئام
ولا يلتام ما جرح اللسان

حمد عبدالرحمن المانع /شركة اليمني للسيارات

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved