ضرورة وقف الحرب

البعض اعتبرها حرباً خاطفة لكن كان علينا الانتظار منذ الخميس الماضي والى الآن وربما للأسبوع المقبل لنعرف مصير نقطة صغيرة في هذه الحرب وهي أم قصر التي أعلن وزير الدفاع الأمريكي أنها سقطت في ثاني يوم للحرب لكن في اليوم الخامس كان القتال لا يزال دائراً في أم قصر.
هناك مقاومة عراقية شرسة باعتراف القائد البريطاني في هذه الحرب وهناك معارك ضارية وهناك موت كثير وجثث متناثرة في الصحراء ومآسٍ تغطي كامل المشهد العراقي من جبال الشمال الباردة الى أقصى السهول الجنوبية مروراً ببغداد التي تتلقى مئات الصواريخ يومياً.
وكل ذلك يحث على ضرورة وقف هذه الحرب، فليس الأمر كما هو متصور مجرد نزهة عابرة، أو اجتياح سريع كما تصوره المخططون العسكريون الأمريكيون، وليس هناك استسلام بالآلاف كما تشيع وسائل الاعلام الغربية التي تتلقى معلوماتها من عسكريين يستعجلون النصر ويفتقرون الى معرفة طبيعة ما يواجهون وتسيطر عليهم أوهام التفوق النوعي في السلاح ولا يدركون أبعاد الدوافع التي تحرك هؤلاء الذين يواجهونهم.
لابد من نهاية سريعة لهذه الحرب إذا كان على العالم ان يرتقي باحساسه ونظرته الانسانية الى ما هو جدير بانسان القرن الحادي والعشرين.. كيف يمكن السماح بكل هذه الدموع وبالاحساس بكل هذا الأسى بينما كان يمكن تجنب الحرب بوسائل كانت بين أيدي الجميع.. فقد كانت هناك عمليات مستمرة في البحث عن أسلحة الدمار وكانت تحقق تقدماً، ومع ذلك كان هناك اصرار غريب على اشعال المنطقة وقتل المئات وتلويث البيئة وتكريس كل آليات الدمار في المنطقة وبناء وتكديس الأحقاد في عالم يحتاج أكثر ما يحتاج الى النوايا الطيبة والتعاون من أجل اسعاد الناس واطعامهم وتحصينهم ضد الأمراض الفتاكة وازالة الجهل.