Tuesday 25th march,2003 11135العدد الثلاثاء 22 ,محرم 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

وزارة الشؤون الإسلامية .. سمو الهدف وواقعية النظرة وزارة الشؤون الإسلامية .. سمو الهدف وواقعية النظرة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه، أما بعد:
المملكة العربية السعودية وهي تقوم على أساس متين، ومنهج واضح في كل شؤونها ومنها الشؤون الدعوية إنما تنطلق في هذه الرسالة العظيمة من منطلقات واضحة، أهمها ما شرفها الله به بأن جعلها قائمة على الحرمين الشريفين، وجعل هذه البلاد مهوى أفئدة المسلمين، ومهبط الوحي ومنبع الرسالة، وما منّ الله بن على أئمة هذه البلاد وحكامها من دعوة إصلاحية، نشأت وترعرعت وآتت ثمارها ولا تزال في ظل هذه الرعاية الكريمة، ولذلك فلا غرو أن جعلت هذه الدولة المباركة الدعوة إلى الله هدفاً أساسياً في خطط التنمية، ورعت كل جهد دعوي وأنشأت لتحقيق هذا الهدف الجهات والمؤسسات القائمة على شؤون الدعوة، والداعمة لنجاحها، وفي مقدمة هذه الجهات وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد التي تم إنشاؤها بموجب الأمر الملكي المؤرخ في 20/1/1414هـ، وكان من أبرز أهدافها وأهم غاياتها حماية العقيدة الإسلامية والتراث الديني القائم على عقيدة التوحيد ورعاية الدعوة إلى الله والقيام على المناشط الدعوية، وتحسين أوضاع المسلمين في الداخل والخارج(1). ولا شك أن هذا هو هدف سامٍ، يمثل مهمة الأنبياء والمرسلين، وعباد الله الصالحين. وينطلق من قول الله سبحانه: «قل هذه سبيلي أدعو إلى الله على بصيرة أنا ومن اتبعني وسبحان الله وما أنا من المشركين». وهذا الهدف لا يختص بجانب من أمور الدين، ولا يعالج زاوية منه، وإنما هي نظرة شمولية تنتظم كل أمور الدين عقائد وعبادات، أخلاق ومعاملات، سنناً وواجبات، تدعو إلى الحق، وتحمي العقيدة الإسلامية وتحارب كل مظاهر الشرك والبدع والانحراف.
وقد سعت هذه الوزارة الفتية لتحقيق هذه الأهداف السامية منطلقة في تحقيقها من توجيهات ولاة الأمر - أيدهم الله - الذين حملوا لواء الدعوة، وسعوا بكل جهد ممكن للارتقاء بها، والوصول بمنطلقاتها وأهدافها إلى أعلى المستويات.
وتحقيقاً لهذه النظرة الشمولية كان هناك تفاعل بناء من جميع أجهزة الدولة ومؤسساتها في المجال الدعوي، حتى ليمكن القول أن كل جهة في هذه الدولة المباركة تشكل جزءاً من المساهمة الدعوية بشكل مباشر وغير مباشر، ويضاف إنجازها إلى الرصيد الدعوي، فليس أسلوب الدعوة وطريقها محصوراً في خطبة بليغة، أو موعظة رقيقة، أو محاضرة عامة أو خاصة، لاشك أن تلك من أساليب الدعوة، لكن الأمر أوسع من هذا وأشمل، فالمناهج التعليمية والأسس التربوية والممارسات العملية والوسائل التعليمية وقواعد المعلومات وغيرها تشكل في مجموعها وسائل دعوية إذا انضاف إليها حسن قصد، وأداء أمثل، وهذا ما كان يتبعه رسول الله صلى الله عليه وسلم وصحابته الكرام وسلف هذه الأمة، فالمتأمل في سيرته والمتتبع لدعوته يجد أن حياته صلى الله عليه وسلم سطرت الأسلوب الأمثل في الدعوة، وأن المسلم يتملكه العجب وهو يرى من خلال سيرته الشمول، واستغلال الفرص، ومراعاة الأحوال، فلا تكاد تمر لحظة من حياته صلى الله عليه وسلم إلا ويسجل له فيها ما يمكن جعله مشاركة دعوية، سواء مع صحابته الكرام، أو مع أهله أو مع غيرهم. وهذا ما أخذت به وزارة الشؤون الإسلامية، وما المعارض الدعوية، والمخيمات والمراكز التي تعرض مناشط الوزارة وتوضح أهدافها ومنجزاتها، ويتخلل تلك المناسبات ويصاحبها تكثيف للفعاليات التي تصب في خدمة الدعوة الإسلامية، وتحقق هدفاً من أهدافها إلا أسلوب من الأساليب التي يتوخى منها العرض الأمثل للدعوة، لتكون في نهاية الأمر برنامجاً كاملاً متكاملاً يضم كل المعارض والعلوم والغايات التي يحتاج إليها الناس، وتبصرهم في أمور دينهم، وتعرفهم صراط ربهم. ولهذا كانت الشرائع تنزل مناسبة لاحتياجات كل قوم وأمة وإن كانت متفقة في الأصول - لكل جعلنا شرعة ومنهاجاً- وكان كل نبي يبعث إلى قوم يكون متحدثاً بلسانهم - وما أرسلنا من رسول إلا بلسان قومه ليبين لهم- فكل ما يحصل به البيان، وتتحقق به الأهداف مما لا يخالف نصاً ولا اجتهاداً معتبراً، ولا قاعدة شرعية، وينطلق من قصد صحيح، وتوجه سليم،
فهو أسلوب دعوة يحقق أهدافها.ما قامت وتقوم به هذه الوزارة أمر يستحق الإشادة وجهد يستوجب التقدير وإلى المزيد من العطاء والتقدم، والوفاء بمتطلبات الدعوة والنجاح المطرد بإذن الله، ونسأل الله سبحانه الذي يسر مثل هذه المناسبات الخيرة أن يكتب لها النجاح والتوفيق،
وأن يجعلها رصيداً من الحسنات في سجل من تسبب فيها وقام بها وعلى رأس هؤلاء ولاة الأمر - أيدهم الله. وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه.

د. إبراهيم محمد قاسم إبراهيم/وكيل عمادة القبول وشؤون الطلاب بفرع جامعة الإمام بالقصيم
(1) انظر الأنشطة الدعوية في المملكة العربية السعودية. صالح السدلان / 133

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved