حوار ناصر الحوطي
تنظم الجمعية السعودية للاعلام والاتصال المنتدى الاعلامي السنوي الاول تحت عنوان الاعلام السعودي سمات الواقع واتجاهات المستقبل في أواخر شهر محرم 1424هـ ويهدف المنتدى الى تسليط الضوء على واقع الاعلام السعودي والتحديات التي تواجهه ودراسة واستشراف اهم اتجاهاته المستقبلية من وجهتي نظر الباحثين والمهنيين في ظل التطورات الاعلامية الراهنة. «الجزيرة» التقت الدكتور علي شويل القرني رئيس مجلس ادارة الجمعية السعودية للاعلام والاتصال بمناسبة انعقاد المنتدى الاعلامي ليعطينا المزيد عن هذا المنتدى واهدافه ومراميه، وقد اكد الدكتور علي القرني من خلال كلامه على حرص الجمعية وأعضائها على تنظيم هذا المنتدى مؤكداً بأن هذا يأتي في اطار الجهود التي بذلها الاعضاء طيلة الفترة الماضية:
* موافقة صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز على الرئاسة الفخرية مؤخراً، هو دعم كبير لأهداف الجمعية.. ماذا تتوقعون في المستقبل بهذا الخصوص؟
بكل تأكيد ان موافقة صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز وزير الداخلية رئيس المجلس الاعلى للاعلام على الرئاسة الفخرية للجمعية السعودية للاعلام والاتصال يمثل انطلاقة تأسيسية كبيرة للجمعية، بحكم الدور الرسمي لسموه رئيساً للمجلس الأعلى للاعلام، وبحكم اهتمامات سموه ورؤيته لتطوير الاداء الاعلامي في المملكة.. والجمعية ستحظى برعاية سموه لبرامجها وفعالياتها وخططها التي نسعى من خلالها الى ان تحتل الجمعية مكانة ريادية في تأسيس وعي اعلامي متخصص وطرح مبادرات تنويرية علمية لتطوير المؤسسات الاعلامية والارتقاء بمستوى المضمون والترتيبات الهيكلية للاعلام السعودي.. ورعاية الأمير نايف للمنتدى الاعلامي السنوي الاول الذي يحمل هذا العام موضوع «الاعلام السعودي.. سمات الواقع واتجاهات المستقبل» يعكس اهتمام سموه بالشأن الاعلامي وخصوصاً في المرحلة الحالية التي تواجه فيها المملكة حملات دعائية ظالمة تنال من ثوابت العقيدة والوطن..
أهداف
* ماذا تريدون ان تحققوا للجمعية السعودية للاعلام والاتصال؟
لقد وضعنا في مجلس ادارة الجمعية السعودية للاعلام والاتصال عددا من الاهداف التي نسعى الى تحقيقها، ومن هذه الاهداف مايلي..
أولاً: السعي لان تعمل هذه الجمعية في اطار الظرف الراهن الذي تعيشه المملكة العربية السعودية والمنطقة العربية والاسلامية وليس من خلال رؤية جامدة للموضوعات والقضايا التي نتناولها في برامج الجمعية.. فلن نكون خارج هذه التحديات التي تواجه مجتمعنا العربي السعودي، بل سنكون بإذن الله مؤسسة اعلامية تعمل الى جانب المؤسسات الاخرى من اجل مواجهة هذه التحديات والوقوف امامها وتوظيف كافة امكاناتنا المعرفية و المهنية المتخصصة لدعم هذا التوجه.
ثانياً: نعمل من اجل استكمال اهداف التنمية والتطوير في مجال الاعلام.. والاعلام هو منظومة كبيرة وعمليات معقدة تحتاج دائماً الى تطوير مستمر.. وتمتلك الجمعية الفكر والاشخاص للمساهمة في هذا المجال.. فلدى الجمعية اعداد كبيرة من الاساتذة المتخصصين الذين يعملون مع الجمعية من خلال البحث والدراسة والاستقصاءات العلمية، وكذلك لدى الجمعية شخصيات كثيرة من اهل الخبرات الطويلة والسنوات المتراكمة من العمل والجهد والانجاز في مجالات الاعلام المختلفة في بلادنا.. ونحن في هذه الجمعية سنسعى باذن الله الى تمازج الاكاديميات الاعلامية مع خبرات الممارسة والتجارب المميزة في مؤسساتنا من اجل بناء شخصية اعلامية ترتقي الى مستوى التحديات التي تواجه مجتمعنا وتواكب التطورات التقنية الهائلة في حقل الاعلام.
ثالثاً: من الاهتمامات الرئيسية للجمعية السعودية للاعلام والاتصال ان تكون الجمعية منبر تواصل ورابطة تجميع بين كليات واقسام الاعلام في الجامعات السعودية.. وما نشاهده اليوم من تعاون وترابط بين اقسام الاعلام واساتذة الاعلام من مختلف الجامعات السعودية هو دليل على نجاحنا في هذا التواصل الاكاديمي المهم حيث ستمثل الجمعية بدعم كبير من كليات واقسام الاعلام في المملكة منبر تواصل ورابطة تنسيق وتوثيق العلاقات وتعزيز الدور الذي تقوم به الاكاديميات الاعلامية في المملكة..
رابعاً: تسعى الجمعية الى تطوير ودعم البحث العلمي الاعلامي في المملكة، وذلك من خلال ايجاد فرص افضل لتمويل ودعم البحوث والدراسات الاعلامية، وستعرض الجمعية خلال الفترة القادمة عدداً من المشروعات البحثية الكبرى التي ستضطلع بجوانب تطويرية في اداء الاجهزة الاعلامية.
خامساً: من الاهداف التي نسعى الى تحقيقها من خلال برامج الجمعية ونشاطاتها بناء جيل اعلامي جديد من طلاب وخريجي الاعلام في المملكة، يكون انضمامهم للجمعية الخطوة الاولى في اشراكهم في الهم الاعلامي الكبير، ونسعى كذلك الى تطوير اداءاتهم المهنية المتخصصة من خلال الدورات وورش العمل الاعلامية.. الى جانب حثهم على متابعة البحث والنشر الاعلامي الذي تضطلع به الجمعية.. وكذلك نسعى ايضاً الى اشراكهم في الجهاز التنظيمي للجمعية بمختلف لجانه وبرامجه ونشاطاته..
حرص
* هناك عدد من الاعلاميين من حكم على المنتدى الذي تزمعون تنظيمه بالفشل قبل بدء فعالياته، وذلك بسبب عجز الجمعية عن احتواء الفجوة بين الاكاديميين والمهنيين؟
أولاً احب ان اشكر هؤلاء الزملاء الذين لديهم مثل هذا الاحساس، وانا اقرأ ذلك من باب حرصهم على الجمعية وتحقيقها لاهدافها على افضل مستوى.. ودعني أؤكد لك ان المنتدى الاعلامي السنوي سيكون باذن الله اهم فعالية سنوية يتطلع إليها الاعلاميون في المملكة العربية السعودية، وسنحاول ان يصبح هذا المنتدى علامة بارزة في نشاط الاعلام السعودي.. ودعني اقول فقط انتظروا فعاليات المنتدى المتنوعة، حيث سنتطرق الى كثير من الجوانب الاساسية في الاعلام السعودي بالدراسة والتشخيص والتقويم والرؤية المستقبلية.. وبالمناسبة يوجد عدد من المشاركين في المنتدى من الوسط الاعلامي المهني حيث يتطرقون الى بعض الهموم التي يواجهونها ميدانيا ومن خلال العمل الاعلامي اليومي.
كوادر
* بعض المثقفين يلقي باللائمة على اقسام الاعلام في المملكة لعدم قدرتها على تخريج اعلاميين متميزين، فما هو دور المنتدى والجمعية لطرح هذه القضية؟
هذا الموضوع هو احد الموضوعات الازلية التي عادة ما نواجهها نحن في اقسام الاعلام، ويتم فيها لصق كثير من التهم باقسام الاعلام لعدم تخريجها أكفاء من الاعلاميين يمارسون العمل المهني على اكمل وجه.. وقد تطرقت لهذا الموضوع اكثر من مرة، ومنها على صفحات الجزيرة، حيث اشرت الى ان طرح الموضوع ليس سيئاً، لانه يسلط الاضواء على اهمية الدور الذي ينبغي ان تقوم به اقسام الاعلام في المملكة وخصوصا في المرحلة الحالية التي تمر بها المملكة من استعدادات عالمية لمواقفها وسياساتها ومواطنها وقياداتها.. ونحن في ميدان التخصص نرى اهمية قصوى لطرح موضوع التأهيل الاكاديمي المطلوب في هذه المرحلة في مجال الاعلام والاتصال.. وهذا هو احد المحاور التي يتناولها المنتدى الاعلامي السنوي الاول الذي تنظمه الجمعية السعودية للاعلام.. وعموما يمكن القول هنا ان اقسام الاعلام في المملكة قد تمكنت ان تحقق نجاحا كبيرا في اهدافها الاساسية في تخريج كوادر اعلامية.. ويعد الخريجون من كليات و معاهد واقسام الاعلام في المملكة بالالاف، وهذا يعني ان هذه الاقسام قد وضعت قاعدة عريضة من الكوادر فرشت بها مختلف المؤسسات الاعلامية والصحافية بخريجين متخصصين في مجال الاعلام.. ولأول مرة تحقق المملكة هذا التأهيل المتخصص، حيث لم يكن يعمل في هذه المؤسسات سوى خريجي اقسام في العلوم الاجتماعية والانسانية وغيرها ليس لهم علاقة بالاعلام والصحافة.. اما على مستوى القيادات الاعلامية، فتفتخر اقسام الاعلام بالمملكة بتميز اعداد كبيرة من خريجيها على مستوى قيادة عليا في مجال الاعلام. وقد ساهمت اقسام الاعلام خريجون واساتذة في نشر الوعي الاعلامي وتطوير اداء الاجهزة الاعلامية.. ولاشك ان هناك دورا قد لعبه هذا الجيل المؤهل الى جانب الخبرات الصحافية والاعلامية التي ساهمت كذلك في تأسيس وتطوير العمل الصحافي والاعلامي في المملكة.. ويعرض المنتدى الاعلامي السنوي الى هذا الموضوع بطريقة علمية ومنهجية متخصصة.
تكامل
* كيف ترون العلاقة بين الجمعية السعودية للاعلام والاتصال وهيئة الصحفيين السعوديين؟
نحن في الجمعية السعودية للاعلام والاتصال ننتهز مناسبة التشكيل التأسيسي لهيئة الصحافيين السعوديين، لنتقدم بخالص التهنئة للاخوة الزملاء من منسوبي الاسرة الصحافية خاصة والاعلامية عامة على المرحلة الحالية التي وصلت اليها هيئة الصحافيين.. وقد كنا دائماً نرى ان الجمعية السعودية للاعلام والاتصال مع ظهور هيئة الصحافيين السعوديين مشروعان مكملان لبعضهما البعض، ويحتاج كل منهما لدعم اهداف عليا واحدة وهي الارتقاء بالاداء الاعلامي في المملكة الى مستوى التحديات الكبيرة التي تواجهها المملكة. ومن الملاحظ انه يوجد من اعضاء الجمعية السعودية للاعلام والاتصال نسبة تزيد على خمسين في المائة هم اعضاء مرشحون لعضوية الهيئة، وهذا يعكس مدى التداخل في الاهداف والعضوية بين هاتين المؤسستين.. ومن امتيازات الجمعية كونها مفتوحة لكل منسوب من الاسرة الاعلامية والمهتمين بالاعلام والاتصال في المملكة، اضافة الى ان نظام الجمعية يتيح عضوية المهتمين بالاعلام السعودي من خارج المملكة. ولهذا فاني ارى ان المرحلة القادمة هي مرحلة هامة وحساسة من تاريخ الاعلام حيث من المفترض ان تقوم كل من الجمعية السعودية للاعلام والاتصال وهيئة الصحافيين السعوديين بدور ومسؤوليات تاريخية لتأسيس وعي اعلامي قادر على مواجهة التحديات الداخلية والخارجية بإذن الله.
* ماذا تقدم الجمعية السعودية للاعلام والاتصال للمرأة السعودية؟
كما تعرف ان المرأة موجودة في كل صحيفة ومؤسسة اعلامية، ولكن ربما حظها لم يصل الى المستوى الذي نتوق اليه جميعا.. ومن بداية تأسيس الجمعية وتكوين مجلس ادارة للجمعية، ونحن حريصون على استقطاب العناصر النسائية المهتمة بالاعلام، وتم تشكيل لجنة نسائية من عدد من رموز الاعلام والثقافة والتخصص في المملكة. واجتمعت هذه اللجنة في اكثر من مناسبة، وعكست هذه الاجتماعات طموحات كبيرة تتمناها المرأة في الاعلام السعودي، ونتطلع نحن في مجلس الادارة الى تحقيق ولو بعض من الطموحات التي تسعى اليها المرأة.. ومما يشجعنا في الجمعية للاهتمام بشؤون المرأة والاعلام ان حوالي ربع اعضاء الجمعية هم من النساء، حيث وجدنا اقبالا كبيرا على الانضمام للجمعية.. ويوجد برنامج اعلامي وتعريفي بالجمعية سيظهر الى النور قريباً، وكذلك يتم حالياً الاعداد لعدد من ورش العمل والدورات المتخصصة للنساء في حقل الاعلام.. نهدف من خلالها الى المساهمة في التأهيل الاكاديمي المتخصص للمرأة العاملة او التي ترغب العمل في مجال الاعلام.. لاسيما انه لاتوجد اقسام اعلام تحتضن المرأة في تأهيلها الاكاديمي.. كما ان المنتدى سيعرض لأكثر من ورقة بحثية عن المرأة السعودية والاعلام، ومعوقات العمل الصحافي لدى المرأة.
|