|
تلك آونة جد عصيبة، تواجه فيها الإنسانية جمعاء إشكالية اختلاط الحق بالباطل اختلاطا شديداً كما هي الأمور تبدو في ليل بهيم مدلهم، حتى لا تكاد تميز أحدهما عن الآخر إلا عين بصيرة، إذ البصر المجرد يكل عن فرز الحق من وسط ركامات الباطل، وفي مثل هذه الظروف المستجدة على جيل اليوم والتي قدره المحتوم، قد يحار المرء كثيراً وله كل العذر، وكثيراً ما يتساءل الناس هنا وهناك عن حقيقة ما يجري، ولحساب من تؤجج تلك الخلافات، ولمصلحة من تدار هذه الصراعات، وما مدى مسئولية أصحاب القرار فيما يدور؟! وإذا كانت الأمم جميعاً اليوم أمام اختبار شديد المراس، وابتلاء محموم الخطر، تبحث عن طوق النجاة، فإن في ثقافتنا وحضارتنا كنزاً قد يعز نظيره عند الغير، فديننا الحنيف عمود هذه الثقافة وقوام تلك الحضارة التاريخية كل ذلك يدعونا لا سيما في مثل هذه الحالات إلى المزيد من التعاضد والتكاتف، ونبذ الخلاف وتوحيد الرأي وتناسي كل شيء ما عدا الوقوف صفاً واحداً في مواجهة المتغيرات العالمية الجديدة، والثبات على منهج الوحدة القائمة على التوحيد، وتنسم روائح الحرية الحقيقية بإخلاص العبودية لله وحده دون خلقه، فعندها يشعر الإنسان بقوة الروح في مواجهة تلك الصعاب التي يبتلى بها الإنسان الآن في غير مكان. |
[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة] |