Tuesday 25th march,2003 11135العدد الثلاثاء 22 ,محرم 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

إضاءة إضاءة
الحصن الحصين
شاكر سليمان شكوري

تلك آونة جد عصيبة، تواجه فيها الإنسانية جمعاء إشكالية اختلاط الحق بالباطل اختلاطا شديداً كما هي الأمور تبدو في ليل بهيم مدلهم، حتى لا تكاد تميز أحدهما عن الآخر إلا عين بصيرة، إذ البصر المجرد يكل عن فرز الحق من وسط ركامات الباطل، وفي مثل هذه الظروف المستجدة على جيل اليوم والتي قدره المحتوم، قد يحار المرء كثيراً وله كل العذر، وكثيراً ما يتساءل الناس هنا وهناك عن حقيقة ما يجري، ولحساب من تؤجج تلك الخلافات، ولمصلحة من تدار هذه الصراعات، وما مدى مسئولية أصحاب القرار فيما يدور؟! وإذا كانت الأمم جميعاً اليوم أمام اختبار شديد المراس، وابتلاء محموم الخطر، تبحث عن طوق النجاة، فإن في ثقافتنا وحضارتنا كنزاً قد يعز نظيره عند الغير، فديننا الحنيف عمود هذه الثقافة وقوام تلك الحضارة التاريخية كل ذلك يدعونا لا سيما في مثل هذه الحالات إلى المزيد من التعاضد والتكاتف، ونبذ الخلاف وتوحيد الرأي وتناسي كل شيء ما عدا الوقوف صفاً واحداً في مواجهة المتغيرات العالمية الجديدة، والثبات على منهج الوحدة القائمة على التوحيد، وتنسم روائح الحرية الحقيقية بإخلاص العبودية لله وحده دون خلقه، فعندها يشعر الإنسان بقوة الروح في مواجهة تلك الصعاب التي يبتلى بها الإنسان الآن في غير مكان.
ولست في حاجة إلى التأكيد على أن رهان الشر على أمتنا إنما كان ولا يزال وسيظل متوجهاً إلى محاولات زعزعة الصفوف والنيل من وحدة الأمة، وهو الأمر الذي استعصى حتى الآن على كل تلك المحاولات ولله الحمد والمنة، ونسأله جلَّ وعلا أن يديم علينا نعمتي الأمن والرخاء.
ودون الخوض في تفاصيل كثيرة، يمكن القول بأن الحصن الحصين لهذه الأمة من الدوامات العاصفة يكمن أولاً في الاعتماد على الله، والتمسك في استنارة بشريعته السمحة، ثم في تآزرالمجتمع وتماسكه، ويدخل في إطار التطبيق العملي لهذا التوجه صم الآذان عما يمكن أن تشيعه آلات الاعلام المغرض من شائعات، خاصة ونحن في عصر السماوات المفتوحة والأراضي التي لا تقف أمام سيل الأخبار فيها حدود، ونحن نرى الآن رأي العين أن حرب الشائعات ربما تفوق حرب الآلة العسكرية الجهنمية ذاتها.
ومن ذلك أيضاً استخدام قنوات الاتصال (الشرعية) للتعبير عن الرأي، وتجنب الغوغائية التي يبتدعها الغير من آليات التعبير التي قد تزعزع أمن أصحاب الرأي وسلامة المجتمع بأسره دون ثمرة حقيقية أو مفعول إيجابي.
ولتسلمي أبداً يا بلادي عزيزة أبية.

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved