* الرياض - الجزيرة:
تطبق الهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض نظاماً يساهم في الاستفادة من المياه الأرضية التي يتم تخفيضها الى مستوى آمن، وذلك في الجزء الأوسط من طريق الملك فهد المحصور بين شارعي المعذر وعسير، حيث تعاني هذه المنطقة الممتدة بطول خمسة كيلومترات من ارتفاع منسوب المياه الأرضية التي وصل الى مستوى قريب من سطح الأرض. ويقوم هذا النظام بتصريف المياه الأرضية بدون ضخ حتى لا تؤثر سلبا على أساسات المنشآت المجاورة. حيث تم انشاء مصارف أفقية عبارة عن أنابيب مثقبة موضوعة بعمق 5 ،1 متر تقريبا عن مستوى سطح الاسفلت وبمجموع أطوال قدره عشرين كيلومترا مقسمة الى أربعة مصارف أفقية متوازية على طول الطريق، تقوم بتجميع المياه الأرضية المرتفعة عن هذا المنسوب ونقلها أفقيا الى موقعين هما محطتان في الشميسي والوشم لتجميعها في خزانات كبيرة ومن ثم ضخها الى قنوات السيول واستخدام جزء منها للزراعة ومياه أجهزة الطرد في دورات المياه بعد معالجتها، حيث تمت الاستفادة من المياه الأرضية المصروفة من الطريق لري المزروعات في طريق الملك فهد وجميع المشاريع المجاورة التي قامت الهيئة بتنفيذها مثل منطقة قصر الحكم ومركز الملك عبدالعزيز التاريخي ومبنى المحكمة الكبرى ومبنى الدفاع المدني اضافة الى منتزه سلام والذي يجري حاليا تنفيذه، حيث تم استغلال أكثر من 10 ملايين متر مكعب من هذه المياه لأغراض الري خلال العشر سنوات الماضية، فيما بلغ الاستهلاك السنوي لمياه الري عام 1423هـ ما يقارب مليوني متر مكعب.
كما تمت الاستفادة من المياه الأرضية في طريق الملك فهد بعد معالجتها في أجهزة الطرد في دورات المياه للمشاريع المجاورة كبديل عن مياه الشرب التي تستخدم عادة لهذا الغرض. لذا تم استعمال هذه المياه في مرافق ومباني مركز الملك عبدالعزيز التاريخي بالاضافة الى دورات المياه العامة في الميادين والساحات الخارجية في المركز.
وقد بلغت كمية المياه التي تم تصريفها من طريق الملك فهد وضخها الى وادي حنيفة منذ منتصف عام 1412هـ وحتى نهاية عام 1423هـ أكثر من 158 مليون متر مكعب. ويشمل النظام استخدام طبقات حصوية ذات تدرج معين لتحقق متانة للطريق والسماح بمرور الماء بدون الحبيبات الناعمة للتربة، حتى لا تؤثر سلبا على أساسات الطريق والمنشآت المجاورة. حيث إن حركة الحبيبات الناعمة للتربة ستعمل انجرافاً على المدى البعيد. كما تمت اضافة نسيج جيوتقني من البولي بروبالين يساعد على هذه الخاصية. ويشمل النظام كذلك عمل مجموعة من الحفر الأنبوبية على هيئة آبار بقطر 300ملم وبعمق 8 أمتار مملوء بمادة حصوية منفذة تشكل طريقاً سهلاً لمرور المياه الى أعلى بالخاصية الأسموزية، لتوجيه هذه المياه الى المصارف الأفقية «الأنابيب» وتعمل بذات الوقت بتوزيع متساوٍ تقريباً للمياه الى هذه المصارف «الأنابيب».
|