|
فكرة «الصدمة: shock» ليست جديدة في أدبيات عصرنا الحديث لا سيما ما تمحور منها حول علاقة الإنسان بالمخترعات التقانية والفحوى السلبية لمنعطفات هذه العلاقة في كل مستقبل منظور انسانياً. وكما هو معلوم فلظاهرة «الصدمة» هذه أسباب عديدة منها ما يتمثل في عدم قدرة الإنسان على الصمود -قيميا ونفسيا- في وجه تطوره التقاني واعتماده المخل على الآلة التقانية. هذا ومن ضمن ما شاع - علمياً- في الماضي من صدمات ما عرف بالصدمة الحضارية/ الثقافية وصدمة المستقبل وفكرة صدام الحضارات وغير ذلك مما هو ليس بالجديد.. غير أن الجديد في هذا المضمار هو أن يكون للخصخصة صدمة تؤثر سلباً في صحة المنشأة المخصخصة مثلما تؤثر سلباً في الإنسان الصدمات المشار إليها آنفاً. هذا وتعرف صدمة المنشأة أو المؤسسة بصدمة الخصخصة « shock privatization»، وغالباً ما تحدث حين يتم تخصيص مؤسسات العالم الثالث الاقتصادية ذات الهياكل والبنى التقليدية الهشة. فقد يهيمن كما يقول العلم، أمر الاعداد لخصخصة الشركة على بقية أمورها الأخرى الضرورية، وقد يستغرق هذا الأمر جهود ادارة الشركة ويستهلك طاقات مسؤوليها فيصرف أنظارهم عن جوانب حيوية لا تحتمل الاهمال، كأن يتم صرف النظر عن مراعاة أهمية اعادة الهيكلة في المؤسسة أو تأخيرها الى وقت لا تنفع فيه الهيكلة. بالاضافة، من ضمن أسباب هذه الصدمة، إلى ما يتمثل في أن التخصيص بوصفه مفهوماً بمضامين تقدمية يخيف - ويمنح في آن - مناهضي التجديد في الشركة الأجواء أو الفرص المناسبة لمحاربة التجديد، ويزودهم بما يحتاجونه من مساحات معتمة لممارسة أساليب المناورة والكر والفر في سبيل اعاقة كل أسباب تحقيق الجديد على أرض الواقع. |
[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة] |