Tuesday 25th march,2003 11135العدد الثلاثاء 22 ,محرم 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

د. البشر: المواطنة الصالحة تتجلى في أوقات الأزمات ومواطن الشدة د. البشر: المواطنة الصالحة تتجلى في أوقات الأزمات ومواطن الشدة

* الرياض - الجزيرة:
أكد مدير إدارة الشؤون الإعلامية بأكاديمية نايف العربية للعلوم الأمنية، د. خالد بن سعود البشر.. أن معنى المواطنة الصالحة يتجلى في أوقات الأزمات ومواطن الشدة التي لا يخلو منها زمان ولا يستثنى منها مجتمع.. ورأى البشر أنه يتعين على المواطن أن يقوم بواجبه ويؤدي النزر اليسير من حقوق وطنه ويسم في تجاوز مجتمعه للأزمات التي تعترضه كل حسب موقعه وضمن نطاق مسؤوليته. وقال: «لقد أصبح من الأمور المتسالم عليها أهمية الدور الرئيس الذي يلعبه أفراد المجتمع في تحقيق، الأمن بمفهومه الشامل مشيراً إلى أنه يتعاظم هذا الدور بالتأكيد في الأوقات والظروف الاستنائية وأوضح أن الدراسات العلمية والواقع العلمي قد اثبتت أنه لا يمكن لأجهزة الأمن مهما توافرت لها الإمكانات القيام بأعمالها بصورة مثالية دون إسهام المواطنين ودعمهم لها، ويتخذ هذا الدعم والتعاون أنماطاً وصوراً متعددة يصعب حصرها وبَيّن أنه من أبرز صور هذا التعاون وايسرها بالنسبة للمواطن والتي يأتي في مقدمتها الامتناع عن إتيان السلوك المنحرف الذي يمكن أن يوقعه في ارتكاب الجريمة بأشكالها المختلفة لافتاً إلى أن الفرد إذا استطاع أن يحافظ على سلوكه فإن هذا يحقق أهم خطوة وإنجاز لتحقيق الأمن وخدمة مجتمعه والأجهزة الأمنية.
ويدخل ضمن هذا السياق أيضاً الابتعاد عن مواطن الشبهات، فكثيرة هي المواقف التي تمر على الإنسان في حياته وتتعدد بتعدد نشاطاته وإسهاماته في المجتمع مضيفاً: «وقد يصادف في كثير من الأحيان أموراً منافية للأخلاق ومخالفة للنظام ومواطن شبهات فعليه تجنبها حتى لا يكون موضع شك أو شبهة، كما أن تقديم المعلومات عن أمر يمكن أن يهدد أمن المجتمع للجهات المختصة يعد من أهم ما يخدم به المواطن وطنه إذ إن تعاونه بهذا الخصوص يحمي مجتمعه من أخطار قد تقع ويحمي كذلك الجناة من التورط في ارتكاب جرائم سيتحملون نتائجها وينالون عقوبتها فيما بعد أضف إلى ذلك أن المواطن بهذا يحمي نفسه أولاً وأخيراً واعتبر الإسهام في الأعمال التطوعية الأمنية والاجتماعية مظهراً إيجابياً يعكس بوضوح تعاون المواطن في مجال الأمن وتثبيت دعائمه كأعمال الإغاثة والدفاع المدني ودعم الجمعيات الوطنية والمشاركة في نشاطاتها بالجهد والمال معتبراً أن ذلك يترجم المشاعر النبيلة تجاه الوطن والمجتمع.
وقال: وبما أنني أهدف أساساً تناول دور المواطن في تحقيق الأمن ولاسيما في أوقات الأزمات فإنه من الأهمية بمكان الحديث عن دور المواطن في التصدي للشائعات المغرضة التي يروج سوقها في تلك الأوقات، وذلك للتأثير الكبير والمدمر الذي تحدثه الشائعة الكاذبة، والمغرضة بأمن المجتمع واستقراره ولا سيما إذا ارتبطت بحالة الأمن وزعزعته وعلى هذا يكون نقل الشائعة وترويجها بهدف إثارة البلبلة والتشكيك بقدرة الأجهزة الأمنية أو حتى بحسن نية يعد إخلالاً بيناً بواجبات المواطنة.
وأشار إلى أنه من أهم صور وأنماط التعاون مع أجهزة الأمن هو وقوف المواطن ضد الشائعة لأنه أعرف الناس بحقيقة وطنه ولديه القدرة العقلية على التمييز بين الخطأ والصواب خاصة في وقتنا الحالي حيث تعددت أساليب ووسائل نشر الشائعات نتيجة لثورة الاتصالات عن طريق القنوات الفضائية ومنتديات الإنترنت. ويتبقى الكثير من المجالات التي يمكن للمواطن من خلالها المساهمة في تحقيق الأمن كالإبلاغ عن الجرائم والحوادث باعتباره أول من يشاهد أو يسمع عن ارتكاب الجريمة ووقوع الحادث ورأى أن الإحساس الذي يدفعه لابلاغ أجهزة الأمن بذلك هو إحساسه بالمسؤولية الملقاة على عاتقه كمواطن تجاه مجتمع وفي هذا الإطار أهاب بالمبلغ تحري الدقة التامة في ذكر التفاصيل ما أمكن ذلك والبعد عن المبالغة التي قد تشتت جهود أجهزة الأمن أو تجعلها تقوم باستعدادات أمنية أكبر مما ينبغي فعليه أن يكون دقيقاً وواضحاً لتتخذ الجهات المسؤولة الإجراءات المناسبة مؤكداً أن المواطن يمكن أن يقوم بذات الدور الهادف تجاه المجتمع باجتنابه للمظاهر السلبية التي تعوق عمل رجال الأمن كالتجمهر حول الحوادث الجنائية والمرورية بصورة غير حضارية الأمر الذي يؤدي إلى عرقلة جهود الشرطة ووصول سيارات الإنقاذ إضافة إلى ما يتسبب به هذا التجمهر في تغيير مسرح الحادث واتلاف معالم آثار يمكن أن تستفيد منها الأجهزة الأمنية في معرفة الجناة أو مسببات الحادث.
معتبراً أن هذه جميعها صور مختلفة لتعاون المواطن مع أجهزة الأمن لتحقيق الاستقرار والحفاظ على أمن المجتمع وبالطبع وكما ذكرت آنفاً فهي ليست محصورة فيما ذكر بل الأمر يتعدى ذلك بكثير ليتسع نطاقه ليشمل أشكالاً أخرى سائلاً الله تعالى أن يقي بلادنا وبلاد المسلمين شر الأزمات.

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved