* حفر الباطن فهد الجخيدب:
دعا الشيخ سلمان بن فهد العودة إلى ضرورة التمسك بكتاب الله وسنة رسوله الكريم والإكثار من الذكر والتقرب إلى الله عند حدوث المصائب بدلاً من حالات الإحباط واليأس والخوف، حيث قال: يجزم الكثير من الشباب خصوصا بعد هذه الأحداث بأن هذه بداية النهاية ليوم القيامة كما في «الهرمجدونية». وهذا الجزم هو من الرجم بالغيب. ولماذا نستنكر عمل العرافين و المنجمين وقارئي الكف والفنجان، ثم نأتي ما هو مثله وأشد منه؟ إن قارئة الكف قد تؤثر بالإيحاء على سلوك فرد واحد أو تضر بمستقبله، بينما الخراصون المتهوكون في قضايا الأمة قد يضرون بمستقبل مئات من الناس ممن اتبعوهم بغير علم. وليس أضر على الأمة في هذه الأزمة من أن تقرأ المستقبل قراءة مغلوطة فتركن إلى دعة أو سكون أو استرخاء بحجة القدر الماضي، أو تتجرأ على قرار غير حصيف اتكاءً على صورة مستقبلية تداعت إليها من نظرة بائس، أو خيال نائم حالم، أو تصورات دعي متعالم.
ويصادف هذا شعور لدينا بالعجز والإغلاق، فلا دور نؤديه ولا مهمة نضطلع بها. إذ يكفينا أن نرسم المستقبل نظرياً كما نحب ولنجعل لنا فيه الحلو ونسقي أعدائنا المر لينتهي الأمر.
وأقول لهؤلاء الشباب إن أمامي وأماكم قائمة طويلة من المسؤوليات الخاصة التي أقرتها الشريعة فلا ينسخها تأويل، ولا تبطلها رؤيا.
وما لم نسع في تحقيقها فسنظل ندور في حلقة أزمات متصلة لا نخلص منها. فالأزمة الحقيقية هي في دواخلنا وأعماقنا وذواتنا ومن هناك يأتي الفرج والخلاص.
إن الفرد المسلم المتطلع لأداء دور إيجابي يحتاج لعدة أمور في ظل هذه الأحداث وتسلسلاتها الخطيرة منها السكينة والطمأنينة:{هٍوّ الذٌي أّنزّلّ السَّكٌينّةّ فٌي قٍلٍوبٌ المٍؤًمٌنٌينّ} وقال تعالى: {ثٍمَّ أّنزّلّ عّلّيًكٍم مٌَنً بّعًدٌ الغّمٌَ أّمّنّةْ نٍَعّاسْا يّغًشّى" طّائٌفّةْ مٌَنكٍمً} وليطمئن المسلم إلى مستقبله وإلى حفظ دينه وملته وأمنه، ولا يسمح للقلق والخوف المفرط أن يسيطر عليه حينما يسمع أو يقرأ بعض التحليلات الإخبارية التي قد يكون بعضها نوعاً من الحرب النفسية أو التلاعب بأعصاب الناس ولنيظر في الماضي، كم واجه الإسلام من حروب ومحن وأحن وكوارث ثم خرج منها قوياً عزيزياً منيعاً، ومن ذا يكون في وحشية التتر؟ أو دموية الصليبيين؟ أو همجية الاستعمار؟ أو قسوة اليهود.
ولينظر في حاضر الإسلام، وكيف يكسب الإسلام في كل لحظة مواقع جديدة وناساً يدخلون فيه، وناساً من أهله يعودون إلى صفاته ونقائه وإنجازات لرجاله ودعاته في مشاريع ومؤسسات وكتب ومواد إعلامية. وجماهير تحتشد لهم وجموع تؤم المساجد والمناسك وصلاحاً هنا وهناك، وتقدماً في المواقع يجب أن تفرح به، ولا يحجبنا عن الفرح الطمع فيما هو أعظم، من حصول النصر النهائي، وقيام دولة الخلافة الراشدة أو الطمع في سقوط القوى العظمى، فثمة سنن ونواميس والتاريخ نفسه طويل، وعلينا ألا نعجل {قٍلً بٌفّضًلٌ اللهٌ وّبٌرّحًمّتٌهٌ فّبٌذّلٌكّ فّلًيّفًرّحٍوا هٍوّ خّيًرِ مٌَمَّا يّجًمّعٍونّ}.
|