* الرياض - فهد الشملاني:
أكد عدد من الاقتصاديين العرب ان اقتصاديات الدول العربية تأثرت بالحرب التي تشنها الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا على العراق حيث شهد اليومان الأولان من الحرب ركوداً في الأسواق بشكل عام وذلك لانشغال الناس بمتابعة الحرب والنتائج التي ستسفر عنها، مشيرين الى انه كلما استمرت الحرب لمدة أطول كما زاد معها تعرض اقتصاديات الدول العربية للكساد والخسارة.
وبيَّن أمين عام اتحاد المصارف العربية الدكتور فؤاد شاكر ان الاقتصاديات العربية قد تأثرت بصورة كبيرة بالضربة العسكرية التي وجهتها أمريكا وبريطانيا للعراق وقدَّر الخسائر المتوقعة من هذه الحرب إذا ما استمرت طويلا على أنها لا تقل عن 60 مليار دولار.
وأوضح أن من أهم القطاعات العربية التي ستتأثر بشكل كبير هي السياحة والتجارة والاستثمارات.. مبينا انه في المقابل ستتزايد تحويلات الأموال بين الدول العربية وأيضا عودة أموال العرب الموجودة في الخارج.
ولفت أمين عام اتحاد المصارف العربية الى ان أموال المودعين في جميع المصارف والبنوك العربية مصانة ولن تؤثر بها الحرب الدائرة في العراق وذلك لقوة الاجراءات التي اتخذتها البنوك والمصارف العربية.
من جهته حذر مسؤول اقتصادي عربي من فداحة الخسائر التي ستلحق بالدول العربية نتيجة الحرب التي تشنها الولايات المتحدة الأمريكية وحليفتها بريطانيا على العراق.
وقال مصدر مسؤول بمجلس الوحدة الاقتصادية العربية ان التداعيات السلبية من جراء الحرب ضد العراق ستكون كبيرة على الاقتصاد العربي وتوقع ان ينجم عن هذه الحرب آثار سلبية وخطيرة على المنطقة.
وأشار الى ان هناك مفاجآت غير متوقعة من هذه الحرب خاصة وان الاقتصاد العالمي يشهد حاليا حالة ركود وانكماش في حجم التجارة الدولية وصل الى 1 ،0 بالمائة وستزيد الحرب من انكماشه موضحا ان الحرب أثرت بحركة الطيران والنقل والسياحة كما تأثرت الدول العربية من انخفاض حركة السياحة بصفة خاصة، مؤكداً ان هذه الحرب سوف تزيد من تردي أوضاع اقتصاديات الدول العربية على المدى البعيد.
وأكد ان الأداء الاقتصادي العربي كان خلال السنتين الماضيتين ضعيفا حيث تراجع الأداء وانخفض الناتج المحلي الاجمالي من حوالي 7 ،725 بليون دولار عام 2000م الى حوالي 712 بليون دولار عام 2001م، وقد تسهم هذه الأوضاع في زيادة ذلك التردي الى الضعف.
وأضاف ان حرب العراق أدت الى تجميد برنامج النفط مقابل الغذاء والدواء الذي منح الدول العربية ميزات تصديرية للأسواق العراقية وحصلت كل من سوريا ومصر والأردن على نحو 13 مليار دولار خلال السنوات الماضية من هذا البرنامج.من جانبه قال رئيس مجلس ادارة صندوق النقد العربي الدكتور جاسم المناعي ان الحرب التي تشنها الولايات المتحدة وبريطانيا على العراق والتطورات السلبية الاقتصادية العالمية وحالة التوتر بالمنطقة سوف تؤدي إلى آثار سلبية اقتصادية على الاستثمار العربي.وأضاف ان من نذر ذلك هو انخفاض سعر النفط مما سيكون له آثار سلبية على الاقتصاد العربي للدول المنتجة للبترول.
وأشار الدكتور المناعي إلى ان بعض الدول العربية تعتمد في تصريف منتجاتها على السوق العراقي وكذلك في الحصول على احتياجاتها النفطية.
وقال ان هذه الحرب ستزيد من التحديات التي يواجهها الاقتصاد العربي المتمثلة في تحسين المستوى المعيشي للأفراد واختيار السياسات الاقتصادية السليمة والمناسبة لتحقيق التنمية وكيفية مواجهة متطلبات الانفتاح والعولمة وستزيد من ضعف معدلات النمو للاقتصاد العربي وهو ما يفاقم الاحصائيات التي تقدر ان هناك 20 مليون مواطن عربي عاطل وهناك أيضا 80 مليوناً لا تصلهم خدمات صرف صحي و60 مليوناً لا تصلهم المياه.
من جهة أخرى قال مستوردون من الدول الآسيوية ان تأمين مخاطر الحرب قد زادت خلال اندلاع الحرب وخاصة في البضائع التي تفرغ في موانىء الخليج مشيرين الى ان زيادة أسعار تأمين مخاطر الحرب تختلف باختلاف نوعية البضاعة المشحونة، وكذلك تختلف باختلاف قرب أو بعد تفريغ البضائع عن الشواطىء التي قد تطولها الحرب وتوقعوا ان ارتفاع الأسعار سيشمل العديد من المواد الغذائية التي يتم استيرادها من منطقة شرق آسيا كونها المنطقة التي ستقع تحت التأثير المباشر للحرب، إلا ان هذا الارتفاع سيكون محدودا ولفترة قليلة.
وطالب بعض المستوردين بأن تقوم الحكومات المعنية باتخاذ اجراءات من شأنها التخفيف من أعباء زيادة أسعار التأمين على الشحن وأثره السلبي على الاقتصاد ودخل المستهلك وذلك من خلال فرض نسبة تساوي النسبة التي كان يدفعها المستورد الى شركات التأمين قبل ارتفاع الأسعار وفي المقابل تتحمل الدولة عبء مخاطر الحرب على عاتقها، أسوة بما فعلته حكومة دبي إبان حرب الخليج الثانية عندما تحملت كامل أعباء مخاطر الحرب لتشجيع السفن على الرسو في ميناء دبي حيث كانت كل سفينة ترسو هناك تعتبر مؤمنة من قبل الدولة.
وقال الدكتور محمد الحمادي الخبير الاقتصادي ان أثر الحرب التي تشنها الولايات المتحدة وبريطانيا على العراق من شأنها ان تؤثر تأثيراً سلبياً على الموارد في الدول العربية وخاصة في قطاع السياحة مع تراجع حجم الصادرات في ذات الوقت وأكد انه من المتوقع ان تخضع أسعار المنتجات المحلية للتراجع وفي ذات الوقت ترتفع السلع المستوردة أو أسعار المدخلات التي يتم استيرادها من الخارج وفي هذا الشأن لابد من اتخاذ كافة السياسات والتي تضمن التخفيف من الآثار السلبية.
ويرى ان يترتب على هذه الحرب العديد من الأحداث التي تصيب اقتصاديات الدول وخاصة الدول النامية حيث يترتب عليها تأثر قطاعي التجارة والصناعة بشكل واضح، فقطاع الصناعة مرتبط بشكل كبير ويعتمد بشكل أساسي على المكونات والمستلزمات التي يتم استيرادها من الخارج وزيادة التأمين على النقل ستؤدي الى اضطراب عملية الاستيراد وعدم استقرارها وبالتالي قد تضعف بعض الصناعات في الدول، مشيرا الى ان قطاع التجارة بطبيعة الحال سوف يكون أكثر تأثراً لاضطراب الأحوال المحيطة بعملية التجارة وزيادة نسبة المخاطرة.
|