Tuesday 25th march,2003 11135العدد الثلاثاء 22 ,محرم 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

شيء من المنطق شيء من المنطق
من كلمة المليك: المواطن وإدارة الأزمة
الدكتور/ مفرج بن سعد الحقباني

القى صاحب السمو الملكي ولي العهد سلمه الله كلمة خادم الحرمين الشريفين حفظه الله بمناسبة انتهاء المحاولات السلمية الهادفة الى حل الأزمة العراقية بالطرق السلمية وبمناسبة قرب اندلاع الحرب التي تشنها الولايات المتحدة الأمريكية على العراق الشقيق. ولقد تضمنت الكلمة العديد من المحاور الرئيسة التي تشكل معالم الموقف السعودي من الأزمة وتحدد الآلية الأمثل لصيانة المكتسبات والمنجزات التنموية في شتى مجالات حياة المجتمع والمواطن السعودي. ونظراً لاندلاع الحرب التي من المتوقع ان يكون لها انعكاسات وتداعيات خطيرة على منطقة الخليج برمتها، أجد من الملائم ان أركز في هذا المقال على المحور الهام الذي تضمنته كلمة خادم الحرمين الشريفين والخاص بالدور الهام الذي يفترض ان يقوم به المواطن السعودي ضمن خطة الطوارىء الوطنية لادارة الأزمة بشكل يحول دون أو يقلل من تأثر المواطن والمجتمع السعودي بالتداعيات السلبية لهذه الحرب الاقليمية. وهنا أجد أنه على الرغم من كون الكلمة الكريمة لم تُخصص لشرح تفصيلات موقف المواطن السعودي من ادارة الأزمة الحالية، إلا أنه يمكن وضع تصور منطقي للدور الوطني الذي يجب أن يقوم به المواطن السعودي باعتباره مكوناً رئيساً من مكونات المجتمع السعودي الذي تقع على عاتقه تنفيذ الخطة الوطنية لادارة الأزمة الحالية. وفي هذا السياق أرى ان فاعلية موقف المواطن السعودي في خطة الطوارىء الوطنية تتطلب:
1- ادراك المواطن السعودي لواجبه كمسلم تقع عليه مسؤولية المحافظة على البيئة الملائمة لتحقيق متطلبات الدعوة الاسلامية الصحيحة التي لا تتوفر في كثير من دول العالم كما تتوفر في هذه البلاد المباركة.
2- استشعار المواطن السعودي لأهمية الثابت الوطني الذي يقوم على الوحدة الوطنية الكاملة بين جزئيات ومكونات الوطن الكبير كمحدد رئيس من محددات الواقع والمستقبل ومنطلق مهم للمحافظة على المنجزات والمكتسبات التنموية.
3- إدراك المواطن السعودي بأهمية وحدة الكلمة في مجال مواجهة الانتهازيين الذين يجيدون استغلال الأزمات لتحقيق أغراضهم التي قد تتعارض مع الثابت العقدي والثابت الوطني.
وهنا لابد ان أشير الى أنه من غير المنطقي أن تتحد الآراء حول مختلف القضايا التي يتعايش معها المجتمع السعودي، ولكنه من غير المنطقي أيضا ان تستغل الأزمة لاثارة مثل هذه الاختلافات الهامشية التي قد تؤثر على وحدة الكلمة وتهيىء البيئة لمن يريد المساس بثوابت الوطن الرئيسة.
4- ادراك المواطن السعودي لدوره الفاعل في مواجهة الشائعات التي تنتشر بسرعة فائقة مع حلول الأزمات. وفي هذا السياق نشير الى ان امتناع المواطن السعودي عن تصديق ونشر الشائعة سيكون السلاح الفاعل لدرء مخاطرها والحد من سرعة انتشارها ودورانها بين أفراد المجتمع.
5- استدراك المواطن السعودي لمغازي الحملة الاعلامية الشرسة التي تقودها الكيانات الاعلامية الصهيونية ضد هذه البلاد بعد ان اتضح لها الدور الكبير الذي يقوم به المواطن والمسؤول السعودي في مجال نشر الدعوة الاسلامية والدفاع عن حقوق المسلمين في شتى أرجاء المعمورة. وهنا لابد ان نعي بأن مواجهة مثل هذه الحملات الاعلامية المغرضة لا يتحقق إلا من خلال بيئة وطنية سليمة تقوم على أساس الاعتزاز بالدين كمنهج حياة وعلى الاعتزاز بالوحدة الوطنية كحاضن لواقع ومستقبل تطلعات وآمال المواطن السعودي.
وبشكل عام فإن المواقف الوطنية المشرفة للمواطن السعودي إبان الأزمات السابقة التي تعرضت لها منطقة الخليج تجعلنا في موقف ربما لا نحتاج معه الى تذكير المواطن بأهمية دوره كمتغير هام في عملية ادارة الأزمة الحالية. إلا ان اختلاف طبيعة الأزمة الحالية وترابط مؤثراتها وأسبابها مع أزمات سابقة تجعلنا نعيد التأكيد على أهمية مضاعفة الجهد لمواجهة المؤثرات الجانبية التي قد يراد لها ان تصيب المجتمع السعودي ووحدته الوطنية.

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved