Tuesday 25th march,2003 11135العدد الثلاثاء 22 ,محرم 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

أضواء أضواء
الآن أصبح لأسرى الغزو حقوق..؟!
جاسر عبدالعزيز الجاسر

الذين تسنى لهم مشاهدة الرئيس جورج بوش، وقد هرع عائداً إلى البيت الأبيض بعد اليوم الأسود الذي عاشته قواته الغازية في العراق، ووزير حربه دونالد رامسفيلد وهما يواجهان الصحفيين في المؤتمرين الصحفيين للرد على أسئلتهم بعد الأنباء السيئة الواردة من جبهة القتال إذ سبقت أخبار القتلى والأسرى وصول توابيتهم إلى الأرض الأمريكية وهو ما يخشاه بوش ووزيردفاعه، ولذا كان الرئيس يتوعد ويحذر من سوء معاملة «أسرى الحرب» وضرورة الالتزام باتفاقيات جنيف التي يفسرها بوش ورامسفيلد بأن أحد بنودها يمنع تصوير وبث صور القتلى والأسرى الأمريكيين..!
إن بوش ووزير حربه يعرفان بالطبع مدى التأثير المدمر لبث صور على محطات التلفزيون.. وخصوصاً الأمريكية على المتلقي الأمريكي الذي لا بد وأن يتساءل عن جدوى مثل هذه الحرب التي سوقتها الإدارة الأمريكية للشعب الأمريكي بأنها ستكون حرباً قصيرة.. وأن الشعب العراقي سيستقبل القوات الأمريكية بالترحاب لأن الأمريكيين حضروا إلى العراق لتحريرهم..!
هكذا كان الأمريكيون يعتقدون، ولذا فإن صور القتلى والأسرى ستصدمهم حتماً.. فهؤلاء المحررون يعودون لبلادهم في الأكفان ومن نجا من القتل منهم يؤسر ويبدو ذليلاً منكسراً.. خائفاً.. رغم أن العراقيين لم يسيئوا إلى الأسرى الأمريكيين مثلما أساء الأمريكيون للأسرى المدنيين العراقيين الذين أوضحت صورهم محطات التلفزيون الأمريكي ومنها صورة رجل يشده جندي أمريكي من مؤخرة رأسه ليجبره على شرب الماء في حين يوجه جندي آخر رشاشه ضد الأسير المدني..!!
هذه الصور التي بثتها وسائل الإعلام الأمريكية وتبرعت بعض الصحف العربية بنشرها على ثمانية أعمدة لم يحتج عليها بوش ووزراؤه، ولكن عندما وصل الأمر إلى نشر خسائر الأمريكيين وخيبتهم بدأ التهديد والوعيد وكأن الأمريكيين جنس آخر لا يجب أن يُجرح شعورهم أو يمسوا رغم أنهم يخوضون حرباً غير شرعية ولا تحظى بأي قرار دولي.. وهم في هذه الوضعية يعتبرون غزاة ولا تنطبق عليهم بنود اتفاقيات جنيف لحماية الأسرى.. مثلهم مثلما كان الأمريكيون يصفون المقاتلين الأفغان من طالبان والمجاهدين العرب في أفغانستان الذين نشرت صورهم وهم يُنقلون مصفدين بالأغلال من كل جانب، وموثقين بالحبال دون أي حراك على أرضيات طائرات شحن البضائع.. مغلقي العيون وقد حُشيت آذانهم بالقطن.. ليصلوا إلى غوانتانامو مكبلين عمياً.. صمّاً.. لا يتكلمون.. ولا يعون من حولهم شيئاً ليوضعوا في اقفاص ولو عومل كما عوملوا الحيوانات لاحتجت جمعيات حقوق الحيوان على هذه الوحشية.. ولكن الأمر مرّ دون أي احتجاجات لتذكر.. لأن الذي فعل ذلك هم الأمريكيون.. والأسرى مسلمون..؟!
والآن تغيرت الصورة.. فالأمريكيون أصبحوا أسرى.. والمسلمون يؤسرون، لذلك فهم يهددون ويحذرون...!!

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved