* دمشق - الجزيرة - عبد الكريم العفنان:
رغم قسوة الحرب التي تشهدها الأراضي العراقية، خصوصا في اليومين الماضيين، فإن الحركة على طول الحدود العراقية - السورية ما تزال هادئة. ولم تشهد أي تطورات على صعيد النزوح أو تدفق للاجئين ولو بأعداد قليلة. وعلى العكس من ذلك فإن مدينة دمشق تشهد في تلك الفترة تطورا وارتفاعا في أسعار آجار الشقق المفروشة وغيرها. ووفق استطلاع سريع قامت به الجزيرة فإن العدد الأكبر من القادمين الى سورية هم من مناطق الخليج، او من السوريين المقيمين في الخليج وجاؤوا نتيجة ظروف الحرب.
ويؤكد بعض أصحاب المحال العقارية أن القادمين العراقيين هم في الأغلب ممن أتوا قبل الحراب لزيارة أقرباء أو أصدقاء، وفضلوا البقاء في تلك الفترة بعض أن انقطعت المواصلات الجوية. علما أن هناك عدد كبير من العراقيين المقيمين في سورية منذ اواسط الثمانينات، وهم يتبادلون الزيارات مع أهلهم في الفترة الأخيرة.
عمليا فإن الحدود السورية - العراقية ما تزال هادئة دون ان تسجل أي حركة عبور حقيقية لسيارات عراقية أو غيرها.
ففي منطقة القائم التي تبعد حوالى 500 متر عن الحدود العراقية، أكد شهود عيان أن الوضع هادئ تماما خلال النهار. ولم يرصدوا أي تحرك عسكري أمريكي - بريطاني أو حتى عراقي. لكنهم في نفس الوقت أكدو أنه الليل تسمع أصوات الطائرات وحركة آليات عسكرية.
وبيّن بعض الشهود أن هذه الحركة ليست مرئية نظرا لطبيعة المنطقة، لكنهم يستطيعون تمييز أصوات عربات ثقيلة، ربما تقوم بعمليات استطلاع أو غيرها من الأمور المتعلقة بالحرب.
وقال الشهود ان في اليومين الماضيين تم استهداف مركز للبريد في منطقة تبعد حوالى 2 كم عن الحدود السورية. وانهم عرفوا فيما بعد أن خمسة من مقاتلي حزب البعث الحاكم في العراق استشهدوا في هذا الهجوم، بينما أصيب تسعة آخرون كانوا موجدين في المركز كموظفين او مواطنين يطمئنون على أقاربهم في مختلف مناطق العراق. وأكد الشهود ام من بين المصابين اثنين من النساء.وعند التجوال في منطقة القائم المجاورة للحدود العراقية، لا يمكن ملاحظة تواجد عسكري عراقي، وليس هناك سوى عشائر مسلحة، ومدنيين مسلحين تابعين لحزب البعث. ويبدو أن هذا الفصائل هي التي تقوم بعمليات الدورية في تلك المناطق تحسبا لأي إنزال جوي أمريكي أو بريطاني. خصوصا أن الجبهة الغربية للعراق (سورية) لا يتوقع أن يأتي منها أي تشكيل عسكري، وجل ما يخشاه العراقيون على الطرف الآخر هو عمليات الإنزال بالطائرات السمتية (الهيلكوبتير). كما يلاحظ أن المخيم الذي أقيم فيها مازال خاليا إلا من عدد قليل لا يتجاوز أصابع اليد، وهؤلاء ممن يعملون بالترانزيت والتنقل ما بين العراق وسورية.
|