اشتداد وتيرة الحرب النفسية والإعلامية من الجانبين وبث الأخبار المتناقضة
تطور العمليات العسكرية بدأ يأخذ منحى مغايراً
مشهد الحرب حتى الساعات الأخيرة من الليلة الرابعة

* بغداد أ ش أ:
مع حلول صباح اليوم الخامس للغزو الانجلو أمريكي للعراق أمس الاثنين بات من المؤكد أن تطور العمليات العسكرية بدأ يأخذ منحى مغايراً عن اليوم الرابع الذي كان مشحوناً منذ فجره وحتى الليل.
وكان المشهد حتى الساعات الأخيرة من الليلة الرابعة في الحرب على العراق التي بدأت فجر الخميس الماضي تمثل في تواصل القصف الأمريكي والبريطاني الأعنف على بغداد والبصرة والموصل منذ بدء الحرب ودوي انفجارات وسحب دخان وألسنة لهب تتصاعد.. مقتل 11 من القوات الأمريكية والبريطانية في معركة الناصرية بالجنوب العراقي بعد مقاومة عراقية شرسة 00 جندي أمريكي يلقي أربع قنابل على معسكر للفرقة 101 المحمولة جواً بقاعدة بنسلفانيا للقوات الامريكية في الصحراء الكويتية الشمالية ليقتل جندياً ويصيب 12 آخرين.. القوات العراقية تأسر 10 جنود غربيين.. اشتعال الحرب النفسية والاعلامية بين الأمريكيين من جهة والعراقيين من جهة أخرى والتراشق بالبيانات وصور الأسرى وسقوط مقاتلة بريطانية من طراز تورنيدو تحمل طياراً ومساعده في نهر دجلة واعتقال الطيار.وقد بدأت القوات الأمريكية والبريطانية اليوم الرابع بتكثيف موجات القصف الجوي بصواريخ كروز والقنابل الضخمة من قذائف طائرات بي 52 على العاصمة بغداد وسمع دوي انفجارات هائلة وتصاعدت سحب الدخان وألسنة النيران مع مواصلة محاولات القضاء على جيوب المقاومة العراقية المتبقية في مدينة أم قصر الجنوبية بشن غارات على تلك الجيوب التي تمركزت داخل مخابئ اسمنتية حصينة وكبدت تلك القوات خسائر كبيرة وما زالت المعارك البرية مستمرة في الجنوب بين قوات الغزو والمقاومة العراقية من قبل الجيش والمواطنين المسلحين.
وكان من اللافت اعتراف القوات الامريكية والبريطانية مساء بمقاومة عراقية كبيرة لم تتوقعها في تقدمها البري في الجنوب مما يدحض تصريحات المسئولين الأمريكيين والبريطانيين بشأن السيطرة على أم قصر وشبه جزيرة الفاو والناصرية.
ومع تصاعد موجات القصف على مناطق مختلفة من العراق مثل أسر القوات العراقية لعشرة جنود غربيين في معركة الناصرية حادثاً مهماً اعتبر انه يدحض ما كان يردده المسئولون الأمريكيون والبريطانيون من ضعف القوات العراقية واستسلام الآلاف لهم.
وشهد اليوم الرابع للحرب على العراق اشتداد وتيرة الحرب النفسية والاعلامية من الجانبين وبث الأخبار المتناقضة حول سقوط قتلى أو اسقاط طائرات في محاولة للتأثير على معنويات الطرف الآخر.
وسعى المسئولون الأمريكيون والبريطانيون للتأثير على معنويات القوات والشعب العراقي حيث تحدثت تقارير عن إجراء قادة غربيون اتصالات سرية مع قادة عسكريين عراقيين من الحرس الجمهوري لاقناعهم بالاستسلام والانقلاب على النظام.. وقال رامسفيلد لشبكة سي بي اس ان الاتصالات مكثفة وتنحصر في القيادات العسكرية وان هناك الكثير من تلك الاتصالات حاليا موضحاً ان الاتصالات تجري في بعض الحالات مع مسؤولين بارزين مباشرة وفي أحيان أخرى عبر وسطاء من وحداتهم على حد قوله.وعلى الصعيد ذاته قال ريتشارد مايرز رئيس هيئة الأركان الامريكية ان لدينا خطة بالتوجه صوب بغداد ولكن ما تزال هناك عوامل مجهولة كثيرة.. وقد وزعنا الملايين من المنشورات توضح للشعب العراقي ما هي نوايانا.
وطالب مايرز القوات العراقية بان تلقي السلاح مشيراً إلى استسلام بعض الجنود العراقيين وتركهم مواقعهم في الجنوب وفي الشمال وان الكثير من العراقيين العسكريين يصغون لنصيحتنا في محاولة للنيل من معنويات العراقيين.
وعلى صعيد خطط الحرب بدأت الولايات المتحدة بعد فشلها في فتح جبهة شمالية من ناحية تركيا في سحب المعدات العسكرية التي كان قد تم جلبها إلى تركيا قبل بدء العملية العسكرية ضد العراق.. وتحرك عدد من الشاحنات المحملة بالعتاد الحربي والمؤن الطبية والغذائية في طريقها إلى ميناء الاسكندرون وذلك تمهيداً لاعادة تحميلها على متن السفن الامريكية التي جاءت إلى الميناء لهذا الغرض.
ويرى المراقبون ان الموقف التركي المتباطئ من تلبية المطالب الامريكية ربما يكون قد دفع واشنطن إلى البدء في تنفيذ الخطط البديلة وإخراج تركيا من المعادلة العراقية.
ومن المتوقع انه على ضوء أحداث اليوم الرابع ان يستمر تصاعد القصف الجوي الامريكي البريطاني على العراق وتكثيف العمليات البرية فيما تشتد في الوقت نفسه المقاومة العراقية التي رفع وقوع أسرى وقتلى من قوات الغزو من أزرها وكذلك استمرار مظاهرات الرفض للحرب في عواصم العالم وفي الولايات المتحدة الامريكية نفسها التي تندد بالحرب وتطالب بوقفها.ويبدو أن الحرب لن تستمر أياماً قليلة كا توقع الامريكيون والبريطانيون وانها ستستمر لأسابيع قادمة أمام المقاومة العراقية.