حتى ليلة الاثنين أمس وقت كتابة هذا المقال:
شاهدنا وسمعنا في أخبار الفضائيات العربية.. ما نعتبره.. مجابهة مشجِّعة من الشعب العراقي ضد الغزاة الأمريكان وحلفائهم المعتدين على بلاد العرب والمسلمين.
* * *
تمثل ذلك في إسقاط عدد من طيارات الحلفاء، وأسر عدد من جنودهم وإيقاف أو عرقلة زحفهم إلى بغداد. مما قد يربك خططهم إلى حد ما..
ليس هذا بطبيعة الحال انتصاراً للعراقيين على قوى الطغيان الامريكي والبريطاني وحلفائهم من أعداء الإسلام.. ولكنه مجرد فأل حسن والنبي صلى الله عليه وسلم (كان يعجبه الفأل الحسن).
إن صمود المقاومة في مفتتح بداية الغزو الشرير للعراق المبتلى بالوجعين المؤلمين.. وجع (بطن) الشعب العراقي برئيسه..!! الدكتاتور المتوحش صدام حسين وعصابته.. ووجع (قلبه) الذي ينزف دماء حياته بحراب (بوش) و(بلير..) وحلفائهم الذين لا يزيد فعلهم عن فعل (الوزغ) الذي كان ينفخ النار على ابراهيم الخليل عليه الصلاة والسلام لهو صمود سيكون له ما بعده إن شاء الله .
* * *
ونحن العرب والمسلمين وكل دعاة الحق والعدل واستبشاع الظلم والقهر والطغيان في العالم نؤيد صمود الشعب العراقي في مواجهة الغزو العدواني السافر الذي تقوم به أمريكا وحلفاؤها الخارجون.. ليس على تعاليم الأديان السماوية فحسب.. بل وعلى الشرعية الدولية التي تمثلها الأمم المتحدة ومجلس الأمن الذي أصبح في حد ذاته ألعوبة في يد أمريكا تدير من خلاله مصالحها ومصالح الصهيونية المجرمة. لا مصلحة الأمن والسلام في العالم..
* * *
ولاشك أن ما أقدمت عليه من فاجعة غزو العراق يعد أقسى وأشنع جريمة في التاريخ.. حيث لا مبرر إطلاقاً ولو ظاهرياً لهذا الجرم الشنيع والبادرة الخطيرة جداً.
إنها لم تَلْبَسْ، وهي تقدم على هذا العدوان الأسود ما يواري سَوْأتها.. ذلك أن ما تتزعمه من وجود أسلحة دمار شامل في العراق.. لا يبرر لها أن تكون الخصم والحكم في نفس ما تدَّعيه.. وبخاصة أن المفتشين الدوليين لم يعثروا خلال عدة شهور من التنقيب عن كل صغيرة وكبيرة على دليل واحد يسند ادعاءها.. ويبرر، ولو جزئياً، حملتها العسكرية الظالمة التي تطحن العراق هذه الأيام..!
* * *
تروا ماذا سيكون عليه موقفها أمام العالم.. إنْ هي فشلت في العثور على الأسلحة التي تدعيها..؟
هل ستعتذر إلى الشعب العراقي وشعوب الأمة العربية والإسلامية.. وشعوب العالم عما جنته يداها..؟!
هل يمكن لها أن تعترف بأن اليهود في أمريكا وإسرائيل هم الذين خدعوها وغرروا بها ليخلقوا عداوة مشتعلة مستديمة بينها وبين هذه الدول والشعوب.. التي تكبرت وتجبرت عليها..؟!
أجزم يقيناً أنها.. لفداحة فعلها.. ولكبريائها التي جرّتها إلى هذا العدوان الوقح.. لن تعتذر.. لأن هذا الجرم أكبر من كل اعتذار..!!
ولكنها لن تعدم ما تخدع به الآخرين كما خدعها الآخرون..!!
أما الرئيس العراقي صدام بن حسين.. وما أدراك ما صدام بن حسين هذا..!! فهو العلة (الباطنية).. ومن أمثال العامة «اذا جاءك الوجع من البطن فمن أين تأتيك العافية؟».
دعونا نتوسل الى الله بصالح أعمالنا أن يريح الشعب العراقي والأمة العربية من هذا (الصدام) الذي ما مرَّ على شيء سليم إلا أشبعه تصديماً وتدميراً وتخريباً.
لقد أفقر شعبه الغني جداً بموارده ومعطياته.. وأفقر الوئام العربي أن يجد له من الوسائل ما يجمع شمله، ويوحد كلمته.. ويقضي على الخصومات بين حكامه..
فصدام حسين هو عميد (الشقاق، والنفاق، ومساوىء الأخلاق).
ومتى زال هو وأمثاله فإن الأمة سوف تعرف طريقها المضيء بكل أمل وضيء إن شاء الله تعالى وماذلك على الله بعسير.
|