عراق ما بعد صدام حسين عبارة عن أرض غنية ومجتمع فقير تحوطه قبائل وعشائر وأحزاب وطوائف وقوى كبرى من شأنها أن تعقد تقاطع المصالح بين هذه الفرق.. لتعلن حروباً أخرى أشد فتكاً.
القبيلة تتحدث باسم جماعتها والطائفة تتحدث باسم عقيدتها والأحزاب تتحدث باسم أفكارها.. والقوى العظمى تتحدث باسم مصالحها.
أيضاً هذه عقدة أخرى من شأنها أن تجمد أي تفاهم بين الفرقاء.. فلا أحد يمكن له أن يفهم الآخر أو يحاول أن يفهمه أو يفكر أو ينوي ذلك!!
الإنسان العراقي وحده هو الذي يفهم الكل.. يعرف أن التجمعات المتناحرة جاءوا من الشرق والشمال والجنوب والغرب من أجل حاجة في نفس يعقوب.. وأنهم يبحثون عن العلو والسيادة والسؤدد مهما كانت أنواعهم وأشكالهم وصفاتهم.. كلهم جاءوا من أجل أن يربحوا كل الأرباح ويقولوا كلمة ولا كل الكلمات.. أما الإنسان العراقي المسكين الذي يعرف نواياهم.. فما زال مغيبا عن رسم الخرائط والحدود والأنهار.
منذ عقود.. والإنسان العراقي المسكين.. يتقمص دور الضحية التي يمارسها ضده رؤساء الحرب.. لقد كان عظاما اعتلى عليها السياسيون إلى قمة الهرم.. ودروعا بشرية هشمتها القنابل والمدافع وموالا حزينا لا يمل من النحيب.
كل الدعوات لك يا شعب العراق!!
|