منتخب المملكة يمر الآن بمرحلة الاستعداد النهائي لدورة الخليج.. هذا المنتخب فضلا عن أن أفراده عسكروا منذ فترة طويلة بما فيها عطلة العيد.. وأنهم قد أخذوا إجازة قصيرة خلدوا فيها إلى الراحة.. بعد أن زاولوا تمارين عنيفة خلال أيام المعسكر.. هو أيضا لعب بعض مباريات كان لا بد منها لمعرفة استعداده.
كانت المباراة الأولى أمام فريق اليمامة.. والثانية أمام فريق الشباب.. وفي المباراة الأولى لاحظنا ان هناك اتجاها إلى تغيير المراكز التي ألف عليها اللاعبون.. ربما كان ذلك للتجربة التي تقوم على أمل ضعيف في كشف قدرات اللاعبين لمراكز جديدة قد يجد المدرب الظروف مضطرة إلى الاستعانة بهم لها.. وربما كان بسبب تخلف الغراب وارتياح الدنيني في الشوط الأول.. بالإضافة إلى عدم نزول بعض اللاعبين في هذه المباراة.. بل ولا يستبعد كاحتمال ثالث من بين هذه التكهنات أن المدرب قصد من هذا العمل تحريك اللاعبين عن طريق وضعهم في المراكز التي تحتاج إلى جهد أكبر لمن هو في حاجة إلى بذل الجهد والعكس بالنسبة للاعبين غير المحتاجين إلى ذلك.
لكن هذا التصرف ليس لنا ما نعترض عليه..وكذا ما يشجع على موافقة المدرب فيه.. ذلك لانه يصعب أن نصدر حكماً دون أن يكون لنا دراية بما في فكر المدرب حيال ما فعل.. كل الذي نقوله ان الانسجام في رسم اللاعبين لتحركاتهم مع الكرة ومع بعضهم لم يكن مرضياً.. ليس لأن اليمامة الفريق الأضعف ذلك أن يتوفق المنتخب.. إذ أن الأهداف السبعة كافية للرد على ذلك.. وإنما لأن الانسجام بالتخطيط السليم هو الذي يحرك اللاعبين بالتفوق لعباً ونتيجة بصرف النظر عن مستوى الفريق المقابل.. أعني أننا عندما نلعب بالبحرين يجب أن نضع باعتبارنا أن مستوى منتخبات الكويت والبحرين وقطر لن تهزمنا.. وإنما مستوى تعاون المجموعة السعودية.. ومستوى قدرتها في نقل الكرات بذكاء.. هي التي عليها تهزم أو تفوز.. هي التي بسببها ننتصر أو لا ننتصر.
وفي المباراة الثانية كان لا بد وان يستفيد اللاعبون من المباراة السابقة في تغطية الأخطاء التي وقعوا فيها عن طريق التكفير عنها بلعبات تنم عن تفهم لأصول اللعبة.. وكان لا بد أن نلمس أثر التدريب على تكتيك اللعب بعد أن شاهد المدرب تنفيذ اللاعبين لتوجيهاته في مباراة اليمامة.. وأثر هذا التنفيذ منهم على رفع الروح المعنوية لدى الجماهير.. لتكون هناك إمكانية لتشغيل أفكارنا بمقارنات رياضية بين مستوى الأفراد.. ومدى قدرتهم على الصمود في مباريات دورة الخليج.. فماذا كانت المباراة بالنسبة لهذا الكلام؟!.
الواقع أن مستواها كان أفضل من المباراة السابقة.. وفي اعتقادي ان ذلك لا يعود فقط إلى تألق الشباب إذا ما قورن مستواهم بمستوى اليمامة.. ولا إلى التكافؤ النسبي بين المنتخب والشباب في أغلب فترات المباراة، حتى لو صرفنا النظر عن النتيجة، وانما لأن هناك شعوراً بالواجب أحس به أفراد المنتخب بعد عرضهم السابق.. ولكن كان الملاحظ عى هذه المباراة أن المدرب لعب الشوط الأول بلاعبين كانوا في المباراة السابقة احتياطيين للشوط الثاني.. ثم لعب بالشوط الثاني بمن كانوا في المباراة السابقة أساسيين بالشوط الأول وهذا يعني أنه ما زال إلى الآن غير معتمد على قائمة أساسية لمباريات دورة الخليج.. وان المباراة القادمة أمام الفريق الأردني هي التي سوف تضع أمام المدرب ومساعده ضرورة الاختيار النهائي للقائمة الأساسية.. وأنا شخصياً أرى أن ذلك هو الأفضل إذ ليس من المصلحة التسرع بإصدار قرار قبل أن نمر بتجربة كافية.
|