* كتب - سالم الدبيبي:
تتواصل تصفيات مسابقة كأس ولي العهد الإقصائية في الطريق إلى الكشف عن طرفي النهائي في آخر المطاف.. فبعد نهاية مرحلة الدور ثمن النهائي، ها هي المنافسة تنحصر بين ثماني فرق ستدخل معترك الدور ربع النهائي الذي سيقام اليوم وغداً.. ففي منافسات المجموعة الثانية يلتقي مساء اليوم الاتفاق بالنصر على ملعب الأمير محمد بن فهد بالدمام، فيما يستضيف الشباب نظيره الأهلي في لقاء تدور أحداثه على ملعب الأمير فيصل بن فهد بالرياض..
الاتفاق والنصر
رغم أن الترشيحات المسبقة أنصبت تجاه النصر للخروج من مباراته الماضية بفوز سهل على خصمه التعاون، إلا أن الأصفر لم يقدم المستوى المعتاد الذي رسمه بقوة في أذهان المتابعين في الفترة الأخيرة، والذي رفع من أسهمه في الصراع من أجل التأهل للمربع الذهبي في بطولة الدوري.. وبغض النظر عن النتيجة الرباعية التي على ضوئها مر الفريق إلى العبور للدور ربع النهائي جاء الأداء أقل من تعزيز الثقة لدى جماهيره التي تنتظر منه الكثير في المرحلة الحاسمة من الموسم الرياضي الحالي.
وقد يكون للنقص دور في غياب عوامل التفوق النصراوية خصوصاً إذا ما ألقينا نظرة فاحصة على المعطيات الفنية التي يشكلها الثنائي الغائب تورينو وخوليو سيزار، فالأول أصبح علامة فارقة تشكل قوة هجومية ضاربة بغزارة أهدافه التي لم تسلم منها معظم شباك الفرق، بينما وضح افتقاد النصر لضابط الايقاع الذي يجيد ربط خطوط الفريق بتحركاته الواعية بما يحفظ التوازن لخط الوسط ويرفع من درجة فاعليته، أمام سلبية ماطر ومزاجيته وبطء الجنوبي وفلسفته، لذا لم يستفد النصر من ثبات الحقباني على التميز بغياب سيزار نظراً للثقل الذي يشكله تناسق وانسجام دوريهما.. واليوم يتطلب الأمر أن يبحث المدرب عن وسيلة تعيد للفريق التناغم السابق دون النظر للأسماء بعدما قدمت له مباراة التعاون الماضية بتفاوت العطاء بين شوطيها دليلاً مقنعاً على أن تجاهله السابق لقائمة البدلاء خطأ يكاد أن يتسبب بعواقب وخيمة تعود على الفريق في وقت الحسم وحصد النتائج.
وعلى الطرف الآخر لم يجد الاتفاق عناءً يذكر في مباراته السابقة أمام الرائد حينما خرج بانتصار مريح قوامة ثلاثة أهداف دون رد، على خلفية تسليم الخصوم الذين لم يضعوا للمباراة أهمية تذكر بناءً على تشكيلة فريقهم التي شهدت غياب مجموعة كبيرة من أسمائها الأساسية المعتادة.. ولكن التطور النسبي على الجانب الفني بين رحيل المدرب السابق زوماريو وبديله الوطني عمر باخشوين الذي خاض تجربته الأولى بدا واضحاً من خلال الأسلوب الذي اتبعه المدرب الجديد بتركيزه على منطقة الوسط الذي أخذ شكلاً دفاعياً واقياً حينما زج بالظهيرين سعد العبود ووليد الرجاء جهة اليسار والبحري يسانده البرازيلي فابيانو في اليمين لحماية أطراف الملعب التي كانت تشكل قلقاً لدفاعات الفريق.. فيما عاد مبارك الخلفية ليشكل ثنائياً جيداً مع المتألق الهداف صالح بشير لتحقيق الخطورة الهجومية الممكنة.. واليوم أمام الاتفاقيين امتحان مختلف باختلاف المنافس الذي لا شك يحتاج إلى ترتيب مغاير يستطيع خلاله الاتفاق إعادة توهج الحضور كما كان مع بداية الموسم.. فهل يفعلها فارس الدهناء!!؟ أم يمتطي فارس نجد صهوة الواقع بوصوله لمشارف النهائي؟!
الشباب والأهلي
من الطبيعي أن يحسب الشبابيون لهذه المسابقة حسابات خاصة، فهي الأمل الأخير الذي يحاول عبره الفريق تحقيق بطولة يخرج بها من الموسم محملاً يديه.. وعلى هذا الأساس بدأ الشباب مشواره بفوز كبير جاء على حساب النجمة الذي تلقى رباعية نظيفة كادت أن تتضاعف أثبتت أن لدى الفرقة الشبابية الشابة قدرة على الدخول في صراع قوي أمام تكامل خصومهم بالعناصر التي لا يملكها الشباب وعلى رأسها الخبرة الكافية للتعامل مع طبيعة تنافسية كالتي نحن بصددها الآن.
روح الفريق الواحد هي السلاح الذي يستند عليه المدرب الوطني بندر الجعيثن بمحاذاة الحيوية الخاصة التي تتفوق بها أعمار لاعبيه لتوليف فرقة تكتظ بالعوامل المؤدية إلى تعزيز ثقة النزال إلى درجة البحث عن الانتصار والتخطي صوب مراحل أكثر صعوبة وأرفع مستويات.. ولا يغيب عن ذلك النواحي الفنية العالية التي يملكها لاعبوه وخصوصاً في خطي الهجوم ومن خلفه الوسط بقيادة الأجنبي البارز لاندومار الذي كان ضالة الشباب حينما كان يبحث عن لاعب يستطيع ربط خطوطه الثلاثة بشكل يستثمر المجهودات الحركية الخارقة التي تنقصها خبرة العطاء الكافية.. وخصم اليوم يمتلك الكثير من المميزات التي لا بد أن يكون قد وضع لها الجعيثن حساباته الخاصة، فهو خير من يدرك أهمية الدخول بتكتيك يجمع بين تعطيل محركات الطرف المقابل دفاعاً قبل رسم منهجية الهجوم.
ويدخل الأهلي هذه المباراة كمؤهل فوق العادة للمضي في الطريق العابر نحو تحقيق لقب جديد، قياساً بما يمتلكه من استقرار فني ونفسي على خلفية تطور نتائجه المتلاحق بعد فوزه الكبير ببطولة الأندية العربية ودخوله موقعاً متقدماً على صعيد منافسة التأهل للمربع الذهبي في بطولة كأس الدوري.. وكان قد لعب مباراة سهلة أمام النهضة في بداية مشواره في هذه المسابقة لم يبذل مجهوداً يستحق الذكر في تجاوزه مدخراً ذلك لمباراة اليوم وما بعدها إن تأهل.
وفي هذا السياق لا يجد مدرب الفريق إيليا صعوبة تذكر في وضع تصوراته الفنية للمباراة على خلفية امتلاكه لمجموعة كبيرة من العناصر الجاهزة التي تستطيع بلورة خططه وتكتيكاته بالتنفيذ الذي يصل إلى مستوى الأحكام.. ويبرز خالد بدرة كقائد يجيد تنظيم خطوط الفريق الخلفية بينما يعتمد خط الوسط على الثلاثي عبدالله الواكد ومحمد بركات وفهد الزهراني فيما يملك خط الهجوم قوة تستطيع ترجمة العطاء بالشكل الذي يفي بالحاجة وأكثر بوجود نجميه طلال المشعل وأبو شعيب المباركي.. عموماً لا يمكن القطع بفوز أهلاوي بناءً على تفوقه، فلا يمكن الانتقاص من امكانيات الشباب، فضلاً عما تقدمه مباريات الكؤوس دائماً من نتائج معاكسة للتوقعات بظروفها وأجوائها الخاصة.. فلمن تبتسم هذه المرحلة!!؟ للشباب المتأهب!!؟ أم للأهلي المتفوق!!؟
المباريات المتبقية في الدور ربع النهائي
الثلاثاء 22/1/1424هـ
الهلال x الشعلة - الرياض.
الاتحاد x الرياض - جدة.
|