لم أكتب هذه الكلمات أملاً في ان أجد رداً عليها،
كتبتها لأنني لم أجد ما أفعله بعد ان صحوت من صدمتي إلا ان اكتب ولكن ماذا اكتب وكيف اكتب ولمن أكتب..فهذه الكتابة هي ما جعلني أصل إلى هذه المرحلة من الاحباط والألم.. وما أصعبه ذلك الشعور حين أذهب إلى النوم وأنا أفكر في الغد أفكر في الأحلام والطموح والحياة التي سأعيشها في الغد، ولم أكن أعلم بأن ذلك الغد سيأتي.. لم أكن أعلم بأنني حين أغمض عيني لأنام بأن صديقي النائم بقربي سيصحو ليغمد خنجره في قلبي ويتركني انزف ثم يذهب وكأن شيئاً لم يكن.. لو قيل لي انني سأموت تلك الليلة لا أعرف كيف سيكون شعوري حينها.
المشكلة انني مت فعلاً ولكنني لم أفارق الحياة؟!!
هناك نوعان من الموت.. موت خارجي أي ان تموت فعلاً ويفارق جسدك الحياة وتقبر في التراب.. هذا يمر به كل البشر.أما الموت الآخر فهو الموت الداخلي وهو موت الكبرياء وموت القلب وموت الاحساس.. وموت من بقربك بالنسبة لك.. إذا قلت لك يا صديقي انك ميت بالنسبة لي فأنا أعني انك ميت في داخلي لم أعد أحس بك أو بوجودك أو بكلامك أصبحت بالنسبة لي مجرد شبح وبقايا إنسان.. لماذا؟ لماذا قتلتني يا صديقي؟ لماذا غرست خنجر الغدر في قلبي وأنا من كان لك وفياً ومخلصا؟لماذا خنتني وسرقت مني شيئاً ليس لي وليس لك؟ أتعلم انني الآن مازلت مصدوماً من هول المفاجأة؟ لم أدر ما هو عذرك في غدرك وخيانتك؟ألم أكن مخلصاً معك؟ ألم أكن وفياً وصادقاً كل الصدق في كلامي في حبي في مساعدتي في نصيحتي لك؟ لماذا إذاً؟ ما هو عذرك في خداعي بأنك صديقي وايهامي بأنك تحبني لأفاجأ بهذا الأمر الذي أحسست كأن الأرض لم تعد تسعني وكأن ثيابي أصبحت تخنقني وأنا فيها؟
صدقني إذا قلت لك.. بأنني لم أعد أعرف ماذا أفعل أو أقول؟بعدك.. أصبحت أشك بوفاء الناس وصدقهم وأمانتهم.. كنتَ بالنسبة لي رمزاً لكل شيء.. للثقة وللأمانة وللحب وللبراءة نعم البراءة.. كنت أراك بريئاً وطيباً وكان كلامك معي منتهى البراءة والطيبة.. لم أكن أعرف بأن البراءة والبياض لم تكن موجودة بقاموس حياتك.. صديقي الخائن.. أنا أعلم انك ستقرأ هذه الكلمات يوماً.. ولكن كل ما أقوله لك.. هو شكراً.. شكراً.. شكراً.. لأنك اعلمتني كم كنت غبيا وكم كنت طيباً وساذجاً ومصدقاً.. كم كنت فعلاً طيباً شكراً لك.
|