في عدد جريدة المدينة المنورة، الصادر يوم الأربعاء 18/12/1423هـ، قرأت الحلقة السابعة، من سلسلة كتابات الأستاذ عبدالرحمن بن عبدالعزيز العثمان، ذات العنوان: «واقع التنمية الإنسانية وآفاقها المستقبلية»، وأنا واثق في رؤية الأستاذ عبدالرحمن العثمان، في مجال التعليم خاصة، ويدفعني ذلك إلى ترديد قول الحق: {وّلا يٍنّبٌَئٍكّ مٌثًلٍ خّبٌيرُ}.
* وما زلت أردد، أن هذه الحال التي نعيشها والوطن العربي، أسميها حال شجون.. ولو بدىء في معالجتها قبل عقود ثلاثة «مثلاً»، وقبل هذا التدفق على التعليم، الذي وصل تعداده إلى الملايين، لكان أجدى وأرقى..! إن ما قاله الأستاذ العثمان كلام حقيقي ومؤكد، ما أجدر هذا الكلام أن يكون منطلقاً لخطوات بناء وتصحيح مسار في بلادنا خاصة، وفي الوطن العربي بعامة، للحاق بركب الأمم المتقدمة، لكي نرتقي بحياتنا العامة، لدعم كياننا واقتصادنا ورقينا الحضاري، والقضاء على هموم البطالة، وما إليها من المتطلبات.. ونحن ندرك أن ربع الأمة العربية أمي.
* ويتحدث الكاتب عن قضية التعليم وإصلاحه، وأنه هاجس للدول المتقدمة والنامية، وأنه ينبغي الاستفادة من تجارب الدول المتقدمة في التعليم، وما وصلت إليه من تطوير وارتقاء، وبناء القدرات البشرية..! ويتكئ الكاتب في سلسلة كتاباته هذه، على تقرير التنمية الإنسانية العربية الفصل الرابع، حول مشاكل كبيرة ذات أهمية، لعل في مقدمها كما يقول الكاتب: «عدم الاتساق بين النظام التعليمي من جهة واحتياجات سوق العمل من جهة أخرى».. وهذا هو مربط الفرس كما يقال!.. وما فتئ الكاتبون يضربون على هذا الوتر الحساس، إلى أن «اتسع الخرق على الراقع»، كما يقول المثل العربي.
* إن هاجسين يشغلان بال الدول والشعوب الواعية، هما: الطب والتعليم.. ولعل ضعف الإنفاق على التعليم، عامل من عوامل ضعف الارتقاء بهذا الجانب الأساسي، في رقي حياة الشعوب، وهذا التضاؤل في الإنفاق على التعليم في العالم العربي، لا يقاس على الحال في الأمم المتقدمة..!
* وقد أشار إليه الأستاذ العثمان، حول التعليم الخاص المكلف ، والتعليم العام، الذي لا يرقى إلى مستوى التعليم الخاص، ولا يقرب منه.. وقد أشرت إلى ذلك في كلمة سابقة، عبر هذه الزاوية، مما شهدت ورأيت في مصر وفي غيرها، ولا سبيل إلى المقارنة بينهما.!
للحديث بقية
|