Monday 24th march,2003 11134العدد الأثنين 21 ,محرم 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

اختبار التوبر كلين ما له وما عليه؟! اختبار التوبر كلين ما له وما عليه؟!
د. طارق عبدالمنعم دالاتي(*)

كثيراً ما يراجع الناس الأطباء وبخاصة أطباء الصدر وبصحبتهم أحد أفراد العائلة أو بصحبة خادمة منزلية وقد قيل لهم ان اختبار الدرن وهو ما يسمى طبياً اختبار التوبر كلين أو اختبار السلين هو ايجابي ويأتي هؤلاء الناس للتأكد من حقيقة هذا الاختبار وقد راودهم الشك واعتراهم القلق فما زالت صورة الدرن «أو الأصح التدرن» كمرض هي صورة قاتمة رغم انه والحمد لله لم يعد ذلك المرض المخيف كما كان في السابق ولو انه ما زال يشغل حيزاً هاماً بين الأمراض المعدية. أقول انه عندما يسمع أحد ما لا يعمل في القطاع الصحي بأن اختبار التوبر كلين أو السلين ايجابي فأول ما يتبادر لذهنه ان صاحب هذا الاختبار الايجابي هو مصاب فعلاً بالدرن! ونحن الأطباء وبخاصة أطباء الصدر يقع على عاتقنا دور أساسي في ايضاح حقائق مهمة حول هذا الاختبار ما له وما عليه وأرجو ان يوفقني الله في هذه العجالة لايضاح أهم النقاط الأساسية فيما يتعلق في هذا الاختبار، فما هو اختبار الدرن هذا الذي يدعى طبياً اختبار التوبر كلين أو اختبار السلين؟ اختبار التوبر كلين هو اختبار يجرى عن طريق حقنة تحت الجلد «في أدمة الجلد» تعطى في الساعد وذلك لاكتشاف مناعة هذا الإنسان أو ردة فعله ضد مرض الدرن حيث تقرأ النتيجة بعد ثلاثة أيام حيث نفحص مكان الحقن فإذا لم يظهر شيء يعتبر الاختبار سلبياً وإذا ظهر احمرار مع تصلب ويبوسة في مكان الحقن يعتبر الاختبار ايجابيا إذا كان قطر التصلب أكثر من 10مم والسؤال الآن إذا كان الاختبار ايجابياً فهل يعني هذا ان الشخص مصاب بالدرن حتماً؟! وإذا كان الاختبار سلبياً فهل ينفي هذا وجود إصابة بالدرن؟!
الجواب عن السؤالين هو لا. ففي الحالة الأولى: الاختبار الايجابي يعني ان الإنسان قد تعرض سابقاً لعصية الدرن سواء كان ذلك عن طريق دخول العصية عن طريق الهواء من مريض مصاب بالدرن الرئوي مثلاً أو دخلت عن طريق لقاح الدرن الBCG، وبالمناسبة فغالبية الدول قد أدخلت لقاح الBCG في برامج التلقيح ومنها المملكة ولكن بعض الدول مثل الولايات المتحدة لا تعتمد اللقاح بشكل روتيني وبالتالي أي إنسان عندهم يكون اختبار التوبر كلين عنده ايجابيا يعتبرونه مصاباً ويعطونه علاجاً!! بينما في المملكة هنا وفي أغلب الدول وبخاصة في المناطق التي يكثر فيها الدرن حيث جميع الناس ملقحون فلا يدل على الإصابة لا سيما وان معظم الناس يتعرض لعصية الدرن ولكنهم غالبا ما يقاومون المرض ويتغلبون عليه بدون علاج، وباختصار الاختبار الايجابي يدل على تعرض الإنسان لعصية الدرن وليس بالضرورة وجود المرض ووجود العدوى. أما الحالة الثانية: التي يكون فيها الاختبار سلبياً فغالباً ما يعني هذا عدم تعرض الإنسان للعدوى سابقاً وانه كذلك غير ملقح أو مضى على اللقاح عدة سنوات ولابد ان نشير هنا إلى ان اختبار التوبر كلين السلبي لا ينفي وجود الدرن مطلقاً فهناك بعض أنواع الدرن يكون فيها اختبار التوبركلين سلبيا وكذلك في حالات مرضية أخرى تنقص فيها المناعة وبالتالي لا تظهر آثار ردة فعل الجسم ضد الدرن كما في حالات الأيدز المتقدمة حيث تنقص المناعة بشدة فلو أصيب مريض الأيدز بالدرن فيمكن لاختبار التوبركلين ان يكون سلبياً. والخلاصة: لا يمكن من خلال اختبار التوبركلين فقط ان نشخِّص الإصابة بالدرن أم لا بل لابد من إجراء الفحص السريري والشعاعي والمخبري والتعامل مع الحالة كوحدة متكاملة.

(*) اخصائي صدر
مستشفى صحارى

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved