تأتي تأثيرات الحرب السلبية على شركات الطيران واضحة وملموسة أكثر منها في باقي الشركات أو القطاعات، وفي محاولة من شركات خطوط الطيران الأمريكية الرئيسية، لتقليص الخسائر، قامت هذه الشركات بتقديم تنازلات لتشجيع المسافرين ومحاولة طمأنتهم، وذلك كسلاسة تغيير توقيت بطاقات السفر المحجوزة مسبقاً، دون دفع غرامة إعادة تغيير موعد الحجز، بالإضافة إلى السماح للمسافرين باختيار محطات جديدة لوجهتهم، وقد قام بهذه التعديلات التي تحاول منح المسافرين مجموعة من شركات الطيران الأمريكية مثل: أمريكان ايرلاين التي أعلنت أنها ستخف رحلاتها الدولية بنسبة 6% خلال شهر أبريل، ويونايتد، ودلتا، ونورث، ويوست، ويو إس آيروايز، وكونتيننتال CAL)) التي أعلنت عن عزمها تسريح حوالي 1200 موظف بنهاية العام الجاري، وتأتي هذه المحاولات لإنعاش هذا القطاع في وقت تطلب فيه شركات الطيران من حكوماتها تخفيض الضرائب المفروضة على هذا القطاع، والتي تصل قيمتها إلى 9 مليارات دولار، وذلك نتيجة تدهور صناعة السفر والسياحة.
وعن أخبار بعض من أهم الشركات الأمريكية، فقد جاءت بعضها إيجابية مستفيدة من تلاشي الضبابية نوعاً ما بعد خطاب بوش، بينما جاءت أخبار البعض الآخر سلبية، ومنها شركة فورد موتورز (F) ثاني أكبر مصنعي السيارات في العالم، حيث خفض العديد من المحللين الاقتصاديين توقعاتهم فيما يتعلق بأرباح الشركة، وذلك بعد قرار الشركة خفض طاقتها الإنتاجية خلال الربع الثاني بنسبة 17%، ولحقت بفورد شركة جنرال موتورز GM))، أكبر مصنعي السيارات في العالم، التي خفضت إنتاجها بنسبة 10%، وأثرت هذه الأخبار السلبية عن أول وثاني أكبر مصنعي السيارات في العالم، على قطاع السيارات عموماً وساهمت في خفض أسهم العديد من شركات تصنيع السيارات. وعلى الرغم من تخفيض العديد من المؤسسات الاستثمارية من توقعاتها لأرباح فورد خلال الربع الثاني، إلا أن الشركة تمسكت بتوقعاتها لأرباح الربع الثاني بحوالي 1 ،2 مليار دولار خلال العام 2003، وحذرت شركة بليكس PLXS)) من انخفاض أرباحها للربع القادم، ويعتبر هذا التحذير هو الثاني من نوعه بالنسبة للشركة خلال ثلاثة أشهر، وكذلك حذرت شركة جيت واي GTW)) من تراجع أرباحها، وأعلن المدير المالي لشركة ديزني لاند DIS)) عن تخفيض الشركة مستوى توقعات أرباحها للعام 2003، تأثراً باستمرار الضعف الاقتصادي واستمرار التأثير السياسي السالب على أداء الشركة، وجاء تحذير شركة أوركل ORCL)) ثاني أكبر الشركات العالمية والأمريكية في صناعة البرامج، من تراجع الأرباح مفاجئاً بالنسبة للأسواق. ومن الناحية الإيجابية، صرحت شركة بروكتر آند غامبل PG)) عن رفع مستوى توقعاتها للأرباح المستقبلية، وكذلك أعلنت عن حصولها على موافقة أسرة شركة ويللا لمستحضرات العناية بالشعر، في صفقة بقيمة 7 ،02 مليارات دولار، مما يمنحها دعماً قوياً أمام منافستها الفرنسية (لوريال)، وانتعشت أسهم شركة فيدكس FDX)) بعد إعلان الشركة عن عزمها على تقليص مصروفاتها الإنفاقية بشكل كبير، ورفع بيت المال الاستثماري بيبر جفري من المستوى الاستثماري لشركة روكس ROXI)) إلى صالح بشدة للشراء، مع رفع توقعاته لسعر السهم من 9 دولارات إلى 10 دولارات، وكذلك حققت شركة برنيس آند نوبل BKS)) أرباحاً فاقت التوقعات بحوالي سنتين للسهم الواحد، ورفع بيت المال الاستثماري جيفريس أند كوبريشن من مستوى الشركة الاستثماري إلى صالح للشراء بدل احتفاظ، ولكن الشركة حذرت من تراجع أرباحها للربع القادم.
|