|
تراجعت أسعار النفط خلال هذا الأسبوع بعد إعلان الرئيس الأمريكي عن موعد الحرب الأمريكية ضد العراق، واستمرت بالتراجع بعد بدء الغارات الأمريكية على العراق، وذلك لانتهاء الضبابية فيما يتعلق بالحرب، وتفاعلت الأسواق مع اعتقاد بعض المحللين بأنها ستكون حرباً سريعة وناجحة (سيطرة الولايات المتحدة على النفط العراقي، والإطاحة بصدام) وزاد من طمأنينة الأسواق أيضا، إعلان أحد المسؤولين السعوديين، عن وجود 50 مليون برميل من النفط، كاحتياطيات جاهزة لمد الأسواق باحتياجاته من النفط الخام، بالإضافة إلى شحنها لحوالي 28 مليون برميل من النفط الخام، ستصل إلى الولايات المتحدة في شهر مايو القادم، وعلى الرغم من تفاؤل المحللين بعدم حصول نقص في الإمدادات، يرى البعض الآخر وهم الفئة الأقل تفاؤلاً أن إمدادات النفط لا تزال معرضة للخطر، فمن الممكن أن يقوم صدام بحرق آباره النفطية وإتلاف جزء كبير منها، وعلى غرار الحرب التي شنتها الولايات المتحدة بصحبة حلفائها على العراق، بدأت شركات النفط العالمية في محاربة بعضها الآخر، وبذل الجهود لنيل نصيب مرضٍ من الوجبة العراقية الدسمة، فقد سارعت روسيا لبذل جهودها لإنقاذ ما يمكن إنقاده من العقود الروسية المتعلقة بالنفط العراقي، حيث تتخوف الشركات الروسية وعلى رأسها شركة (لوك أويل)، من فقدان حصتها بعد خضوع النفط العراقي للسيطرة الأمريكية، حيث صرح وزير النفط الروسي (إيغور ايفانوف) أن العقود التي وقعتها شركات النفط الروسية في العراق هي عقود شرعية ويجب احترامها، حيث أبرمت هذه العقود على أساس قانوني واضح يؤكد شرعيتها، وذكرت إحدى النشرات النفطية، في بداية الأسبوع أن إنتاج منظمة الدول المصدرة للنفط (أوبك)، ارتفع بنسبة 8 ،6% خلال الشهر الماضي أي ما يعادل 2 ،217 مليون برميل يومياً، ليصبح إنتاج أوبك حوالي 25 ،45 مليون برميل، مقابل 23 ،113 مليون برميل يومياً خلال شهر يناير، وسجلت أكبر زيادة في كل من السعودية وفنزويلا، بحوالي 800 ألف برميل يومياً، ومع بدء الغارات الأمريكية على العراق، تراجعت أسعار النفط، كما ذكرنا لتصل إلى أدنى مستوياتها منذ ثلاثة أشهر، واستمرت أسعار النفط في التذبذب بعد ذلك، متجهة إلى الانخفاض، لتغلق على انخفاض بحوالي 20% مقارنة بالأسبوع الماضي، وبدت حركة ناقلات النفط في الخليج ومضيق هرمز تسير بشكل طبيعي، كما لم تتأثر بعد فترة من بدء الحرب الأمريكية عمليات النفط في الكويت من إنتاج وتحميل ناقلات، وخفضت الكويت التي تنتج بطاقتها القصوى حالياً من طاقة تكريرها بحوالي 100 ألف برميل يومياً لما بين 6 و 12 ساعة، وذلك بعد سقوط صاروخين عراقيين قرب مصاف لها في اليوم قبل الأخير من الأسبوع، أبدى زبانئها حسب تصريحات مسؤول كويتي عن قلقهم وتخوفهم من تعطل الإمدادات الكويتية، وشوهدت في الكويت في نهاية الأسبوع غيوماً سوداء غطت السماء الكويتية، توقع البعض أنها ناجمة عن احتراق آبار نفطية في جنوب العراق، وقد كان وزير الدفاع البريطاني (جيف هون) قد أعلن أن القوات العراقية أشعلت النيران عمداً في حوالي 30 بئراً نفطياً، وهو ما جعل قوات الحليفتين الأمريكية والبريطانية، تسرع للوصول إلى آبار النفط في جنوب العراق، في محاولة لاستباق قرار يحتمل صدوره من قبل صدام لتدميرها، وعن عمليات الإنتاج والتصدير في السعودية صرح وزير النفط السعودي المهندس علي النعيمي، أنها تسير على نحوها المعتاد، وجدد تأكيد بلاده على استعدادها لتعويض أي نقص في إمدادات النفط بسبب الحرب، كما جددت أيضاً مجموعة الدول المصدرة للنفط (أوبك) على لسان رئيسها وزير النفط القطري عبدالله العطية، استعداد المنظمة لتعويض أي نقص قد ينتج عن تعطل إمدادات النفط إذا تطورت الأحداث في العراق، ولايرى العطية الآن حاجة لزيادة الإنتاج لتغطية توقف النفط العراقي، حيث يرى أن تراجع أسعار النفط يعتبر مؤشراً لاستقرار الأوضاع النفطية، وصرحت إيران على لسان وزيرها للنفط (بيغن زينجانه) بمعارضتها لتعليق نظام الحصص في أوبك، واعتبرت زيادة أوبك لحصص إنتاجها، انتهاكاً مرفوضاً ما لم يصدر عن اجتماع طارئ لأوبك، وقد سجل البرنت الخام في نهاية الأسبوع الثالث من شهر مارس لعام 2003، انخفاضاً بلغ 5 ،89 دولاراً للبرميل الواحد، بنسبة 19 ،72% وقد أقفل على سعر 23 ،98 دولارا للبرميل الواحد. |
[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة] |