|
انتعشت معظم أسواق المال العالمية خلال هذا الأسبوع تأثراً بأنباء الحرب على العراق، والاعتقاد أنه يمكن إنهاؤها بنصر أمريكي قياسي، وبينما يعتقد البعض أن انقشاع الضبابية ووضوح الرؤية السياسية، نظراً لنشوب الحرب، ستنعش الأسواق بشدة في حال كانت حرباً سريعة لصالح الولايات المتحدة، حيث إن مجرد تحديد موعد للحرب أثر إيجابياً على أسواق الأسهم والعملات، إلا أن المدير العام لصندوق النقد الدولي (هورست كولر)، يعارض المتوقعين أن الحرب ستؤدي لانتعاش جيد للأسواق الأمريكية والعالمية، حيث صرح أن الحرب حتى لو كانت خاطفة ستزيد من تعقيد الوضع الاقتصادي للولايات المتحدة، حيث يعتقد أن التدخل العسكري في العراق، سيزيد من حالة عدم الاستقرار التي يشهدها الاقتصاد العالمي، الذي أثبت قدرته على الصمود، وعلى الرغم من إعرابه عن قلقه الشديد إثر زيادة عجز الميزانية، إلا أنه دعا للتفاؤل حيث إن إمكانية استمرار النهوض ممكنة، وعن أوروبا، أعرب كولر عن أسفه لعدم قدرة دول كبيرة في الاتحاد الأوروبي بالالتزام بميثاق الاستقرار وتشجيع النمو في بلدانها، وأضاف أن على أوروبا أن تحافظ على ميثاقها في الاستقرار، على نظام التقاعد، وبالتالي فهي بحاجة إلى المحافظة على احتياطياتها للسنوات المقبلة، لكي تتفادى إثقال كاهلها بالديون خلال 10 أو 20 سنة، وفي اليابان صرح وزير الاقتصاد الياباني (هيزو تاكينكا) أن حرباً سريعة سيكون تأثيرها على الاقتصاد الياباني محدوداً جداً، بينما صرح رئيس البنك المركزي الهولندي (نوت فيلينك) أن حرباً طويلة ستؤدي إلى كساد اقتصادي في هولندا وباقي أنحاء العالم، وتوقع أيضاً أنه إذا تجاوزت الحرب مدة ثلاثة أشهر، سيتسبب ذلك في تقليص النمو الاقتصادي العالمي بنسبة 2%، بينما صرح وزير المالية اليوناني (نيكوس خريستودو لاكيس) أن أي حرب قصيرة لن يكون لها ضرر كبير على معدل النمو في الاتحاد الأوروبي، لكنه بدا مناهضاً لها حين صرح أنها مع ذلك تضر بالروابط التجارية لأوروبا مع العالم العربي وقد تستمر لوقت طويل، وشدد الوزير اليوناني أيضاً على ضرورة التنسيق بين أعضاء الاتحاد لمجابهة الانعكسات الاقتصادية للحرب على العراق، وحذر أعضاء الاتحاد من اتخاذ تدابير فردية لخفض أسعار النفط لدى المستهلكين، ومن جهتهم أعلن وزراء المالية في الاتحاد الأوروبي، أنهم يراقبون عن كثب كل التطورات الاقتصادية والأسواق المالية، وأبدوا استعدادهم للتحرك والتعاون لمواجهة النتائج الاقتصادية للحرب على العراق، وبدا من خلال تصريحات رئيس الوزراء البريطاني (توني بلير) الذي حذر من التوقع بتحقيق نصر فوري في العراق على الرغم من رضاه عن بدايتها، أن الحرب قد تطول أكثر مما يتوقعه البعض، حيث دعت الصحافة الأمريكية التي تتوقع أياماً وأسابيع صعبة في انتظار القوات الأمريكية في العراق، إلى فتح النقاش حول مرحلة ما بعد صدام من الآن، وانتقدت كذلك رفض المسؤولين بمن فيهم بوش الإجابة عن أسئلة تتعلق بتكلفة الحرب، حيث لا تجد لهذه الأسئلة سوى توقعات متباعدة تشير بعضها بأنها ستكون ما بين 9 إلى 200 مليار دولار، وتشير تقديرات أخرى بأنها ستتراوح ما بين 100 إلى 200 بليون دولار، بينما قدرها البيت الأبيض بحوالي 93 بليون دولار، ومن جهته شكل مكتب التحقيقات الفيدرالي الأمريكي (اف بي آي) خلايا أزمة تعمل على مدار الساعة، تحسباً لأي اعتداءات إرهابية محتملة، حيث رفعت الولايات المتحدة مستوى الإنذار الإرهابي إلى مستوى البرتقالي المرتفع، وهو ثاني أعلى مستوى في سلم الإنذار الإرهابي الذي اعتمدته السلطات في شهر مارس 2002 . |
[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة] |