الأمريكيون والبريطانيون والمتواطئون معهم في العدوان على العراق ليسوا متفوقين فقط بالأسلحة التقليدية وأسلحة الدمار الشامل من صواريخ تحمل آلاف الاطنان المدمرة والطائرات العملاقة التي تنقل الدمار إلى المدن العراقية، بل إن الأمريكيين والمتواطئين معهم يتفوقون أيضاً في الحرب الاعلامية الدعائية، حيث حفلت الايام الاربعة الاولى للحرب العدوانية ضد العراق بكمٍّ هائلٍ من الاخبار الكاذبة مررها الأمريكيون والبريطانيون الى الصحفيين المرافقين للقوات الغازية ولم يكتشف هؤلاء الصحفيون «الفخ» الذي أوقعهم فيه جنرالات الحرب إلا بعد فوات الأوان، فبعد أن أرسل الصحفيون أخباراً عن استيلاء الأمريكيين على أم قصر..لاتزال هذه القرية الصغيرة الملتحمة مع ميناء أم قصر والتي تقع في نطاق ما كانت تسمى بالمنطقة العازلة لا تزال تقاوم مقاومة باسلة فرضت على الأمريكيين التناقض في أقوالهم، فمرة يقولون إنهم استولوا على أم قصر.. ومرة ثانية يذكرون أنهم لم يسيطروا إلا على الميناء.. ثم يعودون ليعترفوا بأنهم لم يسيطروا تماماً على الميناء.
هذه الاكاذيب التي مررها جنرالات الحرب للصحفيين المرافقين جعلت هؤلاء الصحفيين ووسائل الإعلام الذين يغطون الأحداث في حرج، فهم لا ينقلون بصدق ما يحدث على أرض المعركة، فبالإضافة الى ان الاخبار احادية الجانب، فإنها أيضاً أخبار غير دقيقة. ويتساءل المتلقون في أمريكا وأوروبا والدول العربية والآسيوية: أين باقي الأحداث، ماذا فعل العراقيون وكيف يعجز الأمريكيون والبريطانيون وهم بكل هذا الزخم الذي يملكونه من أسلحة دمار عن السيطرة على قرية صغيرة؟!
كما يتساءل الجميع عن نتائج المعارك حول مدينة البصرة.. ومدينة سوق الشيوخ التي تذكر معلومات محايدة بأن العراقيين كبدوا الغزاة فيها خسائر فادحة في الأرواح والمعدات وأن العديد من الأسرى الأمريكيين وقعوا بأيدي العراقيين الذي سيعرضونهم على شاشات التلفزيون.
إن مسار المعارك يُظهر حتى الآن أن الامريكيين والمتواطئين معهم في غزو العراق فشلوا في تحقيق أهدافهم وهم الذين كانوا يقولون قبل بدء الغزو إنهم سيصلون إلى بغداد خلال ثلاثة أيام.. وها هم بعد خمسة أيام من القتال المتواصل عاجزون عن قطع نصف المسافة!
ومثلما فشل هؤلاء في تحقيق أهدافهم العسكرية.. فشلوا في تحقيق حربهم الاعلامية، لأن الاكاذيب التي رَوَّج لها الصحفيون المرافقون لهم ظهر كذبها.. وفضحتها نتائج المعارك الجارية الآن في جنوب العراق.
|