* بغداد - الوكالات:
غطت غيوم سوداء ناتجة عن احتراق خنادق مليئة بالنفط حول بغداد امس الاحد سماء العاصمة العراقية التي نامت وصحت على اصوات القصف.
وهز انفجار عنيف المدينة بعيد التاسعة بالتوقيت المحلي (00 ،6 تغ)، تلاه اطلاق النار من مضادات ارضية. ثم انفجارات جديدة، فيما اطلقت صفارات الانذار.
ويأتي هذا الانفجار بعد يوم من القصف العنيف اغرق المنطقة الجنوبية من بغداد في الظلام لبعض الوقت. إلا أن التيار الكهربائي ما لبث ان عاد بسرعة.
وترافق اطلاق النار من الدفاعات الجوية مع بث الصلوات والدعاءات من المآذن عبر مكبرات الصوت.
وتملأ الاجواء رائحة الحرائق، فيما تحجب الغيوم السوداء التي تغطي العاصمة اشعة الشمس.
وقد اضرم العراقيون النار بعد ظهر امس الاول في خنادق مليئة بالنفط حفرت في محيط المدينة.
وكان بالامكان مشاهدة الحرائق طيلة الليل وهي ترسل دخانها الكثيف باتجاه السماء الصافية بالاجمال.
ولم يكن في الامكان التأكد ما اذا كانت هذه الغيوم نجحت في عرقلة القصف الامريكي البريطاني. الامر الذي توخاه العراقيون من ورائها على ما يبدو.
وكانت الحركة شبه طبيعية في وسط العاصمة حيث فتحت فقط الافران والصيدليات ومحلات المواد الغذائية.
وبقيت معظم المحلات التجارية والمؤسسات مقفلة منذ بداية العمليات العسكرية على بغداد فجر الخميس.
وقد شنت مقاتلات قاذفة اقلعت من حاملة الطائرات تيودور روزفلت باكرا صباح امس الاحد غارة ناجحة استهدفت ثكنة للحرس الجمهوري العراقي في وسط العراق، وفق ما اعلن ناطق باسم السفينة.
ووصف اللفتنانت البحري جون اوليفيرا المسؤول عن العلاقات العامة في حاملة الطائرات المهمة التي شاركت فيها ايضا القوات البريطانية وسلاح الجو الامريكي بأنها «ناجحة».
واستهدفت الغارة موقع الفلوجة الذي يضم مركز قيادة وثكنة ومنشآت تابعة للحرس الجمهوري العراقي.
وردت القوات العراقية باطلاق النار من المضادات الارضية، غير ان قائد المجموعة الجوية التابعة للسفينة ديف نيولاند وصف الرد العراقي بأنه «غير فاعل».
وقال خلال مؤتمر صحافي عقد على اثر المهمة «ان ضرباتنا لقيت مقاومة من المضادات الارضية والصواريخ. لكنني لم اشاهد اي صاروخ يتجه صوبنا».
واضاف «كانت الاضواء لا تزال مشتعلة في بغداد وكان في مقدوري مشاهدة عدد من الحرائق في شمال العراق. لا ادري ان كانت النيران تتصاعد من آبار نفط (احرقت) او من اهداف اصيبت».
وأكد اندرو لويس احد الطيارين الذين شاركوا في العملية «لم تبد الطلقات موجهة الينا. كان يمكننا رؤيتها لكنه لم يكن من الممكن ان تصيبنا بسبب ارتفاعنا. اعتقد ان (العراقيين) اكتفوا باطلاق النار في الجو». واعلن قائد حاملة الطائرات النقيب البحري ريتشارد اوهانلون ان اكثر من عشرين طائرة اف ايه- 18 هورنت واف-14 توم كات ترافقها طائرات تموين وتشويش على الرادار اقلعت ليلا في مهمة «دعم لعملية +حرية العراق».
وهذه ثاني عملية قصف تقوم بها المقاتلات القاذفات التابعة لحاملة الطائرات تيودور روزفلت.
وقامت هذه الطائرات ليل الجمعة السبت بقصف مجمع الرمادي الذي يضم قصرين رئاسيين غرب بغداد على نهر الفرات. كما قصفت مركز اتصالات في وسط جنوب العراق.
ووصف ناطق باسم حاملة الطائرات هذه المهمة بأنها «ناجحة للغاية».
وكلفت حاملة الطائرات تيودور روزفلت التي تبحر في المتوسط بشن غارات ليلية على العراق. في حين أسندت الغارات النهارية الى حاملة الطائرات هاري ترومان التي تبحر في المتوسط ايضا. وادى سقوط موجة من القذائف مساء السبت على حي سكني في بغداد الى اصابة شخصين بجروح على الاقل.
وتدمير اربعة منازل على الاقل، وفق ما افاد صحافيون صباح أمس الاحد.
وجاءت الضربة الساعة 30 ،19 بالتوقيت المحلي 30 ،16ت. غ بحسب شهود، اذ انفجرت ستة صواريخ او قذائف في حي القادسية القريب من مستشفى اليرموك، المستشفى الاهم في بغداد.
وقصدت مجموعة من الصحافيين صباح الاحد المكان لمشاهدة الاضرار، وعاينوا تدمير عدد من المنازل الخاصة بشكل كلي او جزئي.
وحفرت احدى القذائف حفرة باتساع عشرين مترا وبعمق عشرة امتار.
وذكر سكان الحي ان اي هدف عسكري غير موجود في المنطقة. وقد سمعت اربعة انفجارات امس الاحد من منطقة الموصل على مشارف المنطقة التي يسيطر عليها الاكراد بشمال العراق بينما حلقت طائرات في الاجواء.
وارتفعت سحب الدخان من تل قرب بلدة فايدا التي تسيطر عليها قوات الرئيس العراقي صدام حسين شمالي مدينة الموصل فيما يبدو انه ضربات جوية على قوات الجبهة العراقية بالشمال.
|