* القاهرة أ. ش. أ:
تشهد القارة الأوروبية عموماً وألمانيا خصوصاً تصاعداً ملحوظاً لحملات المقاطعة ضد السلع الأمريكية بسبب الحرب التى تشنها الولايات المتحدة الأمريكية على العراق بدون تفويض من مؤسسات الشرعية الدولية.
وامتدت حملات المقاطعة إلى كافة القطاعات الاقتصادية حيث تشهد المطاعم الأوروبية موجة عارمة من المقاطعة للسلع الأمريكية واخذ اصحاب المطاعم يعلنون انهم لا يستخدمون المواد الغذائية الأمريكية في تحضير مأكولاتهم.
واصبح مألوفا ان تكتب المطاعم الالمانية الان على نوافذها (نحن لا نقدم السلع الأمريكية) وبالتالي اختفت من قوائم الطعام الكاتشب الأمريكي والكوكا كولا وظهرت البدائل المصنوعة في بلاد اخرى.
ويقول هايكو ارينز صاحب احد المطاعم في مدينة بون الالمانية (لا نقدم في مطعمنا منذ ليلة الحرب على العراق اية سلع امريكية/.
وفي مدينة هامبورج الواقعة في شمال المانيا اصبحت غالبية المطاعم لا تقدم السلع الأمريكية .
وامتدت المقاطعة إلى قطاعات اخرى فمثلا شركة ريزا الالمانية الشهيرة لانتاج الدراجات اعلنت انها اوقفت استيراد اجزاء وقطع غيار من الولايات المتحدة الأمريكية احتجاجا على الحرب.
وقال مدير الشركة ماركوس موللر ( لا يمكن وقف الامريكيين الا عن طريق المقاطعة (.. ولهذا فقد قررنا الاستمرار في المقاطعة حتى تتغير السياسة الأمريكية.
وتجمع المتظاهرون في مدينة هامبورج الالمانية امام محطات البنزين الأمريكية مثل (ىيسو ( وهتفوا شعارات مثل ( لا دم مقابل النفط ).
ولم تقتصر حملات المقاطعة على المطاعم وقطاع الخدمات بل وامتدت حتى إلى الافلام السينمائية وافلام الفيديو الأمريكية التي ظهرت الان
على قوائم المقاطعة التي يوزعها مناهضو الحرب الالمان الذين يقودون حملات مقاطعة السلع الأمريكية في المانيا.
أما مناهضو الحرب في انجلترا حليفة الولايات المتحدة الأمريكية في حربها على العراق وبخاصة انصار حزب الخضر فقد طالبوا بمقاطعة السلع الأمريكية لاجبارها على وقف الحرب.
وأعد الخضر في بريطانيا قائمة بأسماء 33. من الشركات الأمريكية التي تبيع منتوجاتها في انجلترا.
أما في ايطاليا تطالب مجموعات سياسية مختلفة من خضر ويساريين ومنظمات دينية بمقاطعة السلع الأمريكية وتشاركهم في ذلك حركات السلام وبخاصة منظمة السلام الاخضر في ايطاليا.
وتتعرض سلسلة محطات البنزين الأمريكية العاملة في أوروبا مثل (ايسو) و/اكسون موبيل ( إلى خسائر لا يستهان بها في الفترة الاخيرة بسبب مقاطعة قائدى السيارات الاوروبيين لهم.
ونشأت فكرة المقاطعة اساسا من فلسفة الزعيم الهندى الراحل المهاتما غاندي التي تهدف إلى ممارسة الضغوط السلمية على المعتدى لاجباره على تغيير سياسته .. وهو ما فعله المهاتما غاندي ابان مقاومته للاحتلال البريطاني لبلاده.
وفي حين يرى المعارضون للمقاطعة انها حركات رمزية فقط لا تؤدي إلى بلوغ اهدافها على المدى القصير ناهيك عن اثرها الاقتصادي الضعيف في حين يرى مؤيدوها انه في خلال سنوات معدودة تؤتي هذه المقاطعة ثمارها على المستويين السياسي والاقتصادي.
ويعد مثال جنوب افريقيا جيدا في هذا السياق .. حيث ادت مقاطعة السلع في جنوب افريقية بسبب ممارسات التمييز العنصرى التي ارتكبتها حكومة البيض هناك إلى محاصرة الحكومة هناك وكانت عاملا مساعدا في الاطاحة بها واستلام الزعيم نلسون مانديلا مقاليد السلطة هناك.
وامتدت حملات المقاطعة الان من أوروبا وعبرت الأطلنطي إلى أمريكا اللاتينية حيث اعلن شيكو الينسار نائب رئيس حزب العمل الحاكم هناك يوم بدء الحرب الأمريكية على العراق كبداية لمقاطعة البضائع الأمريكية.
|