* باريس - ن د خ:
في مقال طويل حول الرئيس العراقي وحسه الامني غير العادي.. ذكرت صحيفة ليبراسيون أن الرئيس صدام حسين يعيش في حالة توجس دائم و لا يظهر الا نادرا.. وهو لا يستقبل السفراء المعتمدين في بغداد أبدا بل انهم لا يسلمون خطابات اعتمادهم خلافا للأعراف الدبلوماسية..وهو لم يظهر بالتلفزيون خلال السنوات الاثنتي عشرة الماضية الا في مرات نادرة..وكل ما يعرف عنه أنه لا يبيت مرتين في نفس المكان.
ويقول دبلوماسى عمل في بغداد ان هذا الحذر الزائد يقف وراء افلاته من العديد من محاولات الاغتيال والانقلابات.
ويعود أخر ظهور للرئيس صدام أمام الجماهير الى 31 - ديسمبر 2001 ولم يره أحد بعد ذلك الا من خلال شاشات التلفزيون.. و يقال ان كلا من قصوره الاربعة في بغداد يحوي ستوديو للتسجيل.. وعند استقباله مبعوثا أجنبيا فانه يفرض حضوره وحده غير مصحوب بسفير الدولة المعنية من منطلق أن بوسع السفير التعرف على المكان بسبب اقامته ببغداد.
ويذكر مصدر دبلوماسي أن أحدا لم يتمكن من معرفة السيارة التي يتنقل بها صدام حسين على امتداد السنوات الخمس عشرة الماضية اضافة الى كونه لم يستخدم التليفون «ولو مرة واحدة » خلال الاعوام العشرة الماضية.
(ولنفس الدواعي الامنية فان الذين يحق لهم لقاء الرئيس مباشرة محدودون للغاية وهم ولداه عدي وقصي وابن عمه حسن الماجد) وشهرته على الكيماوي بسبب استخدامه الغازات السامة ضد الأكراد وهومنفذ العمليات القذرة والمسئول عن برامج أسلحة التدمير الشامل.إضافة الى الأعضاء الثلاثة لمجلس قيادة الثورة وهم عزة ابراهيم وطه ياسين رمضان (نائب الرئيس) وطارق عزيز.. وهذه المجموعة هي التي تجتمع كلما استدعى الأمر اتخاذ قرار هام.
وعندما يرغب الرئيس في اصدار تعليمات الى وزرائه فان ذلك يتم عن طريق سكرتيره الخاص المدعو خضير.
وعندما يرغب الرئيس في لقاء وزرائه او جنرالاته فانه يتم تجميعهم بمبنى في بغداد حيث يجري تفتيشهم ثم نقلهم في حافلة مسدلة الستائر.
تفسر هذه الاحتياطات (ولو نسبيا) طول بقاء الرئيس العراقي على رأس الدولة.
وقد سعت الولايات المتحدة الأمريكية الى قتله في عام1991 وفي 13 فبراير الماضي قام الطيران الأمريكي (استنادا الى معلومات خاطئة قدمتها المعارضة العراقية) بقصف ملجأ العامرية المضاد للقنابل النووية على أساس وجود الرئيس صدام بداخله وكانت النتيجة هي مصرع 423 مدنيا غالبيتهم من النساء والأطفال، وترجع آخر محاولة جادة للانقلاب ضد صدام حسين الى عام 1996.
|