* بغداد- رويترز:
تقدم طابور أمريكي مدرع صوب بغداد قبل أن توقفه قوات عراقية فيما استمر تعرض العاصمة العراقية للقصف.
وهزت العاصمة العراقية عدة انفجارات قبل فجر أمس الأحد من بينها انفجار شديد القوة هز الأرض في وسط العاصمة العراقية.
ووقعت الانفجارات فيما رفع الاذان لصلاة الفجر في بغداد
وزادت شراسة القصف الذي تتعرض له العاصمة العراقية منذ فجر الخميس الماضي فيما كان القصف على مدار الساعة يوم السبت في الوقت الذي دخلت فيه قوات مشاة البحرية الأمريكية في معركة مع القوات العراقية على مشارف مدينة البصرة الجنوبية.
وقالت قوات المشاة الأمريكية انها استولت على جسر على نهر الفرات له أهمية حيوية في تقدمها صوب بغداد لكن القوات الغازية واجهت مقاومة أعنف من المتوقع أثناء توغلها في عمق الصحراء.
وقال مسؤولون أمريكيون وعراقيون إن القوات العراقية اوقفت تقدم القوات الأمريكية واشتبكت معها في معركة أمس الأحد قرب مدينة النجف التي تبعد 160 كيلومترا جنوبي بغداد.
وقال المسؤولون إن اشتباكات محدودة مع القوات العراقية تدور على بعد نحو 70 كيلومترا جنوب شرقي النجف مما عرقل تقدم القوات الأمريكية.
وقال ضباط الفرقة الثالثة الأمريكية مشاة إن قتالا أعنف يدور في منطقة اقرب من النجف، وأبدى الضباط ثقتهم في التقدم بسرعة نحو النجف حيث يعتقدون انهم قد يواجهون احدى فرق الحرس الجمهوري الافضل تدريباً وتجهيزاً.
وقال حزب البعث العراقي الحاكم في بيان إن القوات الأمريكية فرت بعد الاشتباكات التي دارت في الصحراء على الضفة الغربية من نهر الفرات.
وأضاف البيان أن زعيم الحزب في المدينة قتل في الاشتباكات.
والقتال الدائر قرب النجف اقرب معركة برية من العاصمة بغداد منذ اندلاع الحرب فجر الخميس.
ومن ناحية أخرى اقلعت طائرتان قاذفتان أمريكيتان من طراز بي 52 من قاعدة فيرفورد الجوية في غرب انجلترا تستخدمها الولايات المتحدة لشن بعض الغارات في العراق.
وقال محمد سعيد الصحاف وزير الإعلام العراقي لتلفزيون العراق أمس الأحد إن القوات العراقية تقاتل القوات الأمريكية حول مدينة الناصرية التي تبعد 375 كيلومترا جنوب شرقي بغداد.
وأضاف أن القوات العراقية ما زالت تهاجم القوات الغازية هناك.
وقال الصحاف أيضاً انه بحلول فجر أمس الأحد كانت القوات العراقية قد دمرت 16 دبابة ومدرعة أمريكية.
وفي وقت لاحق قال الصحاف للتلفزيون العراقي من منطقة القادسية في بغداد إن الغارات الجوية على بغداد اصابت مناطق مدنية ودمرت العديد من المنازل.
وأضاف أن الغارات دمرت سبعة منازل وألحقت اضراراً بمنازل أخرى.
واردف قائلا «هؤلاء الناس مجرمو حرب. هؤلاء الناس اصابوا مناطق مدنية» مشيراً إلى الحطام.
وخلافاً للمقاومة على الأرض كانت السيطرة الجوية الكاملة للقوات الأمريكية والبريطانية التي شنت غارات متكررة على بغداد بقنابل مدمرة ادت إلى اشتعال كرات عملاقة من النيران ودوي انفجارات هائلة واعمدة من الدخان.
وقال الجنرال تومي فرانكس قائد القيادة المركزية الأمريكية إن قواته تستخدم ذخائر «بدرجة لم تحدث من قبل» وتوقع بثقة انتصارا مؤكدا للقوات الأمريكية.
وقال في اول مؤتمر صحفي له منذ بداية غزو العراق يوم الخميس الماضي «ستكون هذه حملة مختلفة عن أي حملة أخرى في التاريخ. حملة تتميز بالصدمة
والمفاجأة والمرونة واستخدام القوة الساحقة».
وفي الموصل اضاءت النيران المضادة للطائرات سماء المدينة بعد قليل من منتصف ليل السبت وامكن مشاهدة انفجارات من مسافة 40 كيلومترا.
وتعرضت الموصل الواقعة على بعد 390 كيلومترا شمالي بداد قبل يوم لغارات جوية في اطار الحرب التي تقودها الولايات المتحدة للاطاحة بالرئيس العراقي صدام حسين.
وندد العراق بالغزاة ووصفهم بانهم مجرمون وطالب الامم المتحدة بوقف الغزو «دون شروط».
وقالت قوات مشاة البحرية الأمريكية انها انتصرت على القوات العراقية عند ضواحي مدينة البصرة التي تبعد 550 كيلومترا جنوب شرقي بغداد واسرت مئات العراقيين خلال العملية.وقال الكابتن اندرو بيرجن «بالتأكيد فإنه نصر كبير».
وفي خطابه الاذاعي الاسبوعي حذر الرئيس الأمريكي جورج بوش من الإفراط في الثقة وقال إن (شن حملة على اراضٍ وعرة في بلد كبير يمكن أن تكون أطول وأصعب مما توقع البعض).
وحول سلامة آبار النفط قال قائد عسكري أمريكي يوم السبت إن العراق عمد إلى تخريب تسع من حوالي 500 بئر نفطية في منطقة الرميلة الجنوبية اثناء تقدم القوات في اراضيه يوم الخميس.
وأضاف الجنرال فينس بروكس في مؤتمر صحفي «تسع فقط من 500 بئر نفطية تعرضت للتخريب».
وحقول نفط الرميلة قادرة على ضخ اكثر من مليون برميل يوميا. وبلغ اجمالي انتاج العراق النفطي قبل تفجر العمليات العسكرية حوالي 5 ،2 مليون برميل يوميا.
وقالت مصادر عسكرية في الوقت الذي تتوغل فيه الدبابات والمدرعات الأمريكية في جنوب العراق بهدف التقدم صوب بغداد إن القوات الغازية حريصة على عدم الدخول في قتال بالشوارع في المدن الواقعة في طريقها.
وقال متحدث باسم القوات البريطانية إن القوات التي تقودها الولايات المتحدة تحاول التفاوض بشأن استسلام البصرة بينما قال الجنرال فرانكس إن قواته لا تعتزم الدخول في مواجهة في المدينة.
وتعني الغارات المتواصلة على بغداد أن النهار لا يمثل راحة للسكان المذعورين، ونشر الزعيم العراقي أفضل قواته بما فيها وحدات الحرس الجمهوري التي تعتبر أرفع وحدات الجيش العراقي في بغداد حيث يمكن أن يحاول جذب الغزاة إلى قتال بالشوارع سيؤدي إلى تحييد بعض من مميزاتهم التكنولوجية الفائقة.
|