* العواصم الوكالات:
توغلت قوات تركية في شمال العراق وفقاً لصفقة مع الولايات المتحدة أتاحت لها ذلك مقابل موافقة انقرة على السماح لها باستخدام اجوائها، غير أن الخطوة التركية أثارت التوتر بين انقرة وكل من الأكراد وبغداد حيث حذَّر وزير الخارجية العراقي تركيا من مغبة دعم الحرب التي تشنها الولايات المتحدة ضد بلاده.
وذكرت صحيفة «الصنداي تلغراف» أمس الأحد أن توترا يسود شمال العراق بين الجنود الاتراك والاكراد بعد أن قررت انقرة نشر قوات بعمق 24 كلم على الاقل داخل العراق.
ولوحظ التوتر أيضاً في مدينة وامرني، على بعد خمسة كلم وراء «الحزام الامني» الذي اقامته تركيا على طول الحدود العراقية حيث يرصد جنود اكراد سيارات الجيش التركي من حاميتهم في المدينة.
وقال الضابط الكردي محمد طاهر لمراسل الصحيفة «انهم هنا ولكن ليس لنا اي علاقة معهم».وأضاف «لم نتلق الامر بمنعهم من الوصول إلى هنا».
وفي الجانب التركي اوضحت الصحيفة أن الجنود الاتراك على اعصابهم وقال احدهم لمراسلها «ممنوع، ابتعد، لم تر شيئا».
وبعد ذلك بقليل هدد ضابط تركي الصحافي بتوقيفه في حال لم يغادر المكان فورا حسب ما ذكرت الصنداي تلغراف وقال له «اذا بقيت هنا فستواجه مشاكل وسيأتي احد ويعتقلك».
وقال رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان في مقابلة مع مجلة «نيوزويك» في عددها الصادر اليوم الاثنين إن تركيا حصلت على ضوء اخضر من الولايات المتحدة لنشر قواتها بشكل محدود في العراق في المنطقة الحدودية الشمالية بعدما وافقت انقرة على فتح مجالها الجوي امام الطائرات الاميركية التي تقوم بمهام في العراق.
وأوضح اردوغان: إن وزير خارجيتنا (عبدالله غول) ابرم هذا الاتفاق خلال محادثات مع وزير الخارجية الأمريكية كولن باول».
وتابع يقول أن «الشرط الاخير لباول شمل فقط امكانية مرور» الطائرات الاميركية في الاجواء التركية مضيفا «عندما طلب منا السماح بمرور الطائرات في اجوائنا قلنا اننا نرغب في أن تتمكن قوات تركية من الانتشار في شمال العراق الامر الذي وافقت عليه الولايات المتحدة».
وحرص رئيس الوزراء التركي على القول إن انتشار القوات التركية على الحدود الشمالية للعراق يهدف إلى «تجنب صعوبات محتملة مع مجموعات» كردية في شمال العراق موضحا أن «تركيا لا تنوي الدخول لاحتلال» هذه المنطقة. وقال إن الاتراك تعهدوا بعدم الدخول اكثر من 19 كيلومترا داخل الاراضي العراقية.
وتثير خطة الانتشار العسكري التركي قلقا كبيرا لدى واشنطن. وتخشى انقرةمن أن يؤدي انهيار نظام الرئيس العراقي صدام حسين إلى قيام دولة كردية مستقلة عند حدودها.
ومن جانبه حذر ناجي صبري وزير الخارجية العراقي تركيا أمس الأحد من مساندة الحرب التي تقودها الولايات المتحدة ضد بغداد وتوعد بانزال «اضرار مضاعفة» بأعداء العراق.
وقال صبري للصحفيين لدى وصوله دمشق في طريقه للقاهرة لحضور اجتماع عربي «اتمنى أن يرى جيراننا الاتراك مصلحتهم الحقيقية. من يتواطأ مع عدوان على العراق يصيبه من الاذى اكثر مما يصيب العراق، من يريد أن يؤذي العراق يرتد له الاذى بنحو مضاعف.
«نحن بحمد الله قادرون على الصمود لدينا من الايمان بالله عز وجل وارادة القتال وارادة الحياة ولدينا من الرجال والسلاح والمؤنة ما يكفينا للقتال13 عاما آخر.
«نتمنى الا يضربنا احد من جيراننا بخنجر مسموم من الخلف، سنسحل أنف المدمن السكير بوش في صحراءالعراق هو وكلبه التابع له بلير.»ووافق البرلمان التركي على السماح للطائرات الأمريكية بعبور الاجواء التركية لمهاجمة العراق ولكنه رفض طلب واشنطن بنشر 62 الف جندي أمريكي في تركيا.
|