Monday 24th march,2003 11134العدد الأثنين 21 ,محرم 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

إيقاع الفن إيقاع الفن
قنواتنا أخطر !!
محمد يحيى القحطاني

على نغمات «أزيز» الطائرات.. وإيقاع الدبابات وفيما العالم الآن يعيش على مسرح «ساخن» يلتهب نيراناً كنت على موعد مع الأستاذ «ريموت كنترول» اتنقل بين قنوات الأخبار التي أصبحت «فندقاً» للمنظرين وكل من أراد أن يبث وجهة نظره ولا مانع من التنجيم مع كثير جداً من «السموم» التي تنفث في أجسادنا...
أقول.. من قناة إخبارية إلى أخرى حتى توقفت إجبارياً على قناة فضائية كانت تعرض «مسلسلا» ان قلت «سخيفاً» فهو في الواقع أشد سخفاً ولكنه «انحلالياً» صرفاً.. هذا المسلسل القادم الينا من أقصى الغرب مدبلجاً باللغة العربية البريئة مما يفعل هؤلاء الشرذمة، يجعلك تنسى أن هناك مئات الآلاف من البشر تتأهب بمعداتها لالتهام الفريسة التي تنتفض مكابرة والأدهى أنه مكتوب على أسفل الشاشة خبر عاجل «استشهاد ثلاثة فلسطينيين واصابة آخرين في توغل إسرائيلي جديد...»
هل وصل بنا الحال إلى هذا السخف.. هل انتزع الحياء من هؤلاء الذين هم أشد خطراً علينا من جورج بوش الابن وتابعه بلير.. وخلفهم يقبع ذلك الإمعة الحقير «شارون»..
تعتقد بعض القنوات أننا مازلنا في حاجة إلى جرعات جديدة من الذل والهوان بين الأمم.. ويعتقدون انهم بمخاطبة الغرائز يزيدون من اطالة فترة «الغيبوبة» التي لازمتنا وستظل تلازمنا ما دام أن هؤلاء الأخوة الأعداء بين «ظهرانينا»..
في هذه القنوات الفاضحة جرت العادة الا علاقة لهم بما يحدث حولهم وعلاقتهم المتينة تنحصر ولاءً لمن علمهم هذه الدروس والايتيكيت والحرية الاعلامية المتشقلبة رأساً على عقب كما أن علاقتهم واهتماماتهم تنحصر فقط على شراء حقوق بث مسابقات ملكات الجمال وإجراء الحوارات مع مروجيها والداعين لها.. اهتماماتهم وسياستهم في تقديم برامج سخيفة تلامس عقلياتهم ومستوى تفكيرهم الذي «أشك» كثيراً أن يتطور ويتقدم للأمام.. لا علاقة لهم بالحدث الأهم.. وكأننا مازلنا نبحث عنهم وعن إسقاطاتهم التي باتت واضحة للعيان.
قنوات لم تحترم مشاعر المسلمين في رمضان ولا الحج قنوات تدعو «بصراحة» للفجور والمجون ماذا ننتظر منها.. قنوات أبناؤها «شربوا» حتى الثمالة من مستنقعات تلك البلاد التي علمتهم وتفوقوا في نقلها لمنازلنا ماذا عساها ان تقدم لكم غير «الفراغ» الذي يسمع صداه.
أكتب اليوم المقال والحرب قد بدأت فعلياً وان كانت قد بدأت بشكل آخر منذ ان شرفنا الارسال الفضائي المباشر وغير المباشر قبل سنوات عديدة بطلته البهيَّة.
كل يوم تظهر لنا قناة فضائية جديدة.. وكل يوم نمارس السقوط بشجاعة.. وكل يوم وتلك الأمم التي لم يعجبها حالنا أو لم يعجبها ما تبقى لنا من شرف ها هي الآن في نزهة قد تستغرق أسابيع وقد تستغرق شهوراً أو العمر كله.. ونحن نبحث عن «دقي يامزيكا» كل هذا ونحن نرقص ونطبل ونحتفي بالراقصات والمسلسلات الرخيصة.. كما ان البعض من أبناء عمومتنا وممن يشربون معنا من مياه الخليج قد فتحوا فضاءهم لإكمال ما تبقى من فصول المسرحية الهزلية التي باتت «سمجة» نعرف ويعرفون جيداً أننا نعرف انهم ما هم الاَّ «كالارجوزات» تحركهم أصابع ملوثة بالحقد.. بينما إخوتنا في العراق وفلسطين هناك «أفئدة» تتساقط واحد تلو الآخر.
أعلم الا حياة لمن تنادي.. إحباط.. هزيمة.. سقوط.. وهن.. تراجع..هذا هو حالنا..
إيقاع القلب


والله وعرفتي تجرحين
وتهددي.. وتعاندين
قلبك.. بدا قاسي يكون
والله وصرتي.. تخدعين
والله وعرفتي.. تجرحين

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved