* إعداد عبدالواحد خالد الحميد:
أخي الشاب: مع مسيرة الحياة الدنيا تتزاحم الأيام والليالي في حركة رتيبة تبعث على الملل.. ونحن نلهث خلفها لتتركنا في النهاية كحبات رمل تتطاير مع مهاب الرياح.. وترمينا على الشاطئ كجيف استنزفت الأمواج الصاخبة حياتها.. وفي هذه المسيرة يختلط الحلو بالمر، وتختلط الفرحة بالترحة، والأمل بالألم والبؤس مع السعادة.. وكل منا يسعى لتحقيق الحلو، الفرحة، الأمل، السعادة ونبذ المر، الترحة، الألم، البؤس.. ولكن هل حقا نستطيع تحقيق ما نصبو إليه؟ ليس على كل حال.. وإنما بالتخطيط للمستقبل وأخذ الحيطة والحذر من المجهول، ربما نحقق ولو «القليل».. وأنتم كشباب ما زال الأفق ماثلاً أماكم برحابته، فخططوا للمستقبل «للمجهول».. وابنوا حياتكم بأيديكم قبل فوات الفرص وانسداد السبل في وجوههكم..
ومعي الآن ثلاثة من ألمع طلاب القسم العلمي بثانوية ابن القيم بالجوف في هذا الحديث القصير وهم عزيز محمد الجبر، سعود ذويبان الخليفة، وناصر صالح الحزيم ليحدثونا عن الدروس والدراسة محاولة منا لإبراز خبرة هؤلاء الطلاب إلى زملائهم الشباب والاستفادة منها في التخطيط لمعركة الامتحانات التي هي قاب قوسين أو أدنى كخطوة مهمة للتخطيط «لمسيرة الحياة الدنيا» التي هي أي مسيرة الحياة خليط من المتناقضات..
* قلت لهم: لقد كنتم متفوقين في جميع مراحل حياتكم الدراسية ولا شك أن وراء ذلك مخططا دراسيا.. يا ترى ما هو هذا المخطط؟
ناصر: في البداية أشكركم على إتاحة الفرصة لنا للتحدث إلى اخواننا الطلاب.. وأما بخصوص المخطط الدراسي الذي أسير عليه في دراستي الذي لعل له الفضل الأكبر في التفوق خلال السنوات الماضية يتلخص فيما يلي:
بعد العودة من المدرسة أستريح لفترة وجيزة ثم أبدأ المسيرة بمراجعة الدروس التي أخذتها في هذا اليوم ومن ثم أطلع على الجدول الدراسي، وأعمل واجباتي الدراسية ليوم الغد، ليستثنى من هذا الامتحانات الشهرية فإنني أدع كل ما ذكرت آنفا وأركز جهدي لامتحان الغد، وهكذا دواليك فعندما يحين وقت الامتحان النهائي أبدأ بدراسة الكتب مراعياً في ذلك النقاط التالية:
1- أقوم بدراسة الموضوع دراسة مستوفاة.
2- بعد دراستي لهذا الموضوع استخلص منه النقاط المهمة وأدونها على ورقة أحتفظ بها للساعات الأولى التي تسبق الامتحان مباشرة للاطلاع عليها.
3- بخصوص دراسة المواد الرياضية فهي في الواقع تتطلب حفظ القوانين الرياضية والنظريات بالإضافة إلى الإكثار من حل المسائل والتمارين بقدر الإمكان.
أجاب عزيز: في السنوات الدراسية الماضية كان استذكاري لدروسي يخضع لمخطط خاص يتلاءم مع ظروفي الخاصة ويشتمل هذا المخطط على الدراسة اليومية المتواصلة التي أستطيع من خلال ساعاتها أن أقرأ الدروس التي شرحت مجدداً ثم أعود إلى سابقاتها ومراجعتها لصونها عن النسيان كما أقول بحل أكبر عدد من المسائل في الدروس التي تستلزم الحل وهذا البرنامج يستمر طيلة أيام الأسبوع ما عدا يوم الجمعة.
أما سعود فقد أجاب: لا شك أن لكل طالب طريقته في الدراسة التي تلائمه وتتمشى مع ظروفه الخاصة إلا أن الذي لا بد منه هو التنظيم.. إذ به يستغل الطالب وقته ويستفيد منه بقدر الإمكان بحيث يدرس الدراسة التي لا تمنعه من الترفيه عن نفسه وتجعل له فراغاً من وقته..
وكطالب أول خطوة أخطوها هي الانتباه إلى شرح المدرس ما أمكن ذلك وبعد عودتي من المدرسة، قبل أن أراجع المواد التي درستها خلال ذلك اليوم أقوم بمحاولة تلخيص المواضيع أو استنتاج القانون كما في الرياضيات مثلاً دون الاطلاع على الكتب ثم بعدها أطلع على الكتاب وألمس مدى فهمي للمادة وأجد أنني أقدر على استيعاب النقاط التي فاتتني التي لم تفتني.. وبعد الانتهاء من ذلك أبدأ في حل الواجبات المدرسية.
وبالنسبة للوقت الحالي إذ لم يبق دون الامتحانات سوى القليل فأنا أخصص فترة قصية من وقت مذاكرتي لدروسي اليومية لمراجعة جزء من إحدى المواد إلى أن أنهي المادة حتى أبدأ في مادة أخرى فلا تنتهي هذه المدة إلا وقد راجعت معظم الكتب.. ولتطبيق هذه الطريقة لا ينقص الطالب سوى الحماس.
* هل من نصائح تقدمونها لاخوانكم الطلاب؟
ناصر: أهيب باخواني الطلاب أن يشدوا الوثاق ويعدوا لمعركة حامية ما استطاعوا من قوة فالكل يعرف أن الامتحان على الأبواب لذا جدير بنا أن نعمل ونهيئ الفرص للعمل، ولنذكر تلك المواقف الحرجة وما يترتب عليها من نتائج محزنة وأخرى سارة، وختاما أتمنى لكم نجاحا باهرا ومستقبلاً زاهرا وأكرر شكري لمراسل الجزيرة.
عزيز: نصيحتي لاخواني الطلاب أجملها في النقاط التالية كي لا آخذ من وقتهم الذي هم أحوج ما يكونون إليه.
1- عدم السهر وإنهاك الجسم وإن كان هذا السهر للدراسة.
2- الاعتدال في القراءة مع التركيز الشديد دون الاعتماد على الحفظ.
3- عدم قراءة كتاب تلو الآخر دون أن يكون بين زمنيهما فترة ولو قصيرة لاستيعاب ما سبق قراءته.
4- التفكير فميا يقرأ ومناقشة المقروء.
سعود: نصيحتي أود أن أوجهها لطلاب الثانية الثانوية علمي فأنصحهم بتكوين ملخصات للمواضيع المعقدة من الآن إذ انه لن يصبح بامكانهم مراجعة الكتاب في ليلة الامتحان مرة واحدة بخلاف الفكرة التي يحملونها، وأقول ذلك حتى لا يفاجأوا به في ليالي الامتحانات فهذه تجربة مررت بها.
* وفي نهاية اللقاء أشكركم وأتمنى أن ألتقي معكم في فرصة أخرى..
ونحن أيضاً نشكركم على هذا اللقاء الممتع.
|