أنادي يا بغداد... فيرجع الصدى... بطعمه الجميل... يتوه في المدى...
بغداد يا جريحة... مفجوعة ذبيحة...
اللَّيل يدلهمُّ... بكِ يدلهمُّ... من حولك الظَّلام... وهجه بركان... ضبابه نيران!!
لكنَّه يُقرع أجراس الخطر... يوقظُكِ على حذر... فتنفضين جدائل التَّاريخ في وجهه الحزين!!
وتنهضين مثقلة الكتفين... فحملكِ ثقيل...، وهمُّكِ ثقيل... ودمعكِ فراتكِ الحزين، ودمُّكِ دجلتك والأنين...
بغداد يا ذات المزاريب الخضر...، وآبار الصَّبر.. يا صفقة
الشَّناشيل... ورهجة الفضاء في عيون داهمها الكدر...
بغداد يا رغيف التَّاريخ... وحُلَّة الأنباء...
بغداد تدكُّ جبهتك براكين الفناء... فأي قدرةٍ لليلكِ... والنَّهار... في معصرة الضَّياع والنَّحيب؟! والنَّار والدَّمار؟!
بغدادُ يا شموخ... يا درَّة الصُّروح...
يا مدينة الرَّشيد...
وفَوْحة القصيد...
وخَيّمة اللَّغة...
وبهجة الغناء...
يا لقمة التَّأريخ... ورغيف الحنين...
بغداد... تُقتلين؟؟... في جبهة الحقيقة، لكنَّكِ تناضلين...، في وقفة الحقيقة،
لا تكُسرين.. بغداد لا تُكسرين...
بغدادُ لا تُدفنين...
يا وقع خطوات الزَّمن...، في أذن التَّاريخ تُطربين...، للخافق الحزين
كحزنكِ الكبير... لجرحكِ الكبير... لقتلكِ الكبير... لظلمكِ الخطير....
|